السبت 2 آب (أغسطس) 2014

حتى لا ننسى أنه صراع حضاري‮ ‬في‮ ‬فلسطين‮...‬

السبت 2 آب (أغسطس) 2014 par محمد سليم قلالة

قضينا أعيادا بطعم التضحية من أجل قضية عادلة أو في‮ ‬سبيل الله والوطن،‮ ‬ولكننا لم نقضيها كما هي‮ ‬هذه المرة مع إخوة لنا في‮ ‬فلسطين‮.. ‬عشنا مع ما عاشه إخواننا في‮ ‬مختلف البلاد العربية في‮ ‬السنوات الماضية وهم‮ ‬يكافحون من أجل الكرامة أو رفع الظلم أو استعادة الحقوق‮... ‬ولكننا لم نحس ذات الإحساس الذي‮ ‬نحسه اليوم،‮ ‬ولا وصلتنا الرسالة التي‮ ‬تصلنا اليوم من‮ ‬غزة وفلسطين‮.‬

في‮ ‬أغلب البلاد العربية الاقتتال أو النزاع أو سفك للدماء هو من صنيع أنفسنا،‮ ‬وإن لعبت فيه اليد الأجنبية دور،‮ ‬هو صراع حول السلطة أو حول النفوذ والمصالح،‮ ‬قد‮ ‬يراودنا شك بأنه في‮ ‬خدمة أجندات أجنبية تم إعدادها بإحكام،‮ ‬وقد ننقسم بشأنه بين رافض أو مؤيد،‮ ‬بين كونه عادلا أو‮ ‬غير عادل،‮ ‬مقبولا أو‮ ‬غير مقبول‮.. ‬في‮ ‬أغلب البلاد العربية والإسلامية التي‮ ‬تعرف صراعات أو نزاعات أو حروب داخلية قد نقول أنه كان بإمكاننا تجنب ما حدث،‮ ‬أو أنه مازالت أمامنا إمكانية تجاوز ما حدث،‮ ‬إن في‮ ‬الشام أو العراق أو مصر أو اليمن أو‮ ‬غيرها من مناطق النزاع التي‮ ‬تعرفها أمتنا‮..‬

‭ ‬أما في‮ ‬فلسطين فالوضع مختلف،‮ ‬طبيعة الصراع مختلفة والغاية من الصراع مختلفة‮.‬

في‮ ‬فلسطين الصراع أعمق من نزاع حول السلطة أو تجاذب حول النفوذ أو تضارب في‮ ‬المصالح،‮ ‬أو تدخل لقوى أجنبية،‮ ‬إنه محصلة كل هذه نتيجتها وسببها في‮ ‬آن واحد‮: ‬إنه صراع حضاري‮ ‬بكل ما تحمل الكلمة من معنى‮..‬

ولذلك فالحرب في‮ ‬فلسطين هي‮ ‬من طبيعة أخرى،‮ ‬والتضحية فيها لها‮ ‬غايات أخرى،‮ ‬والدماء التي‮ ‬تسيل لها مبررات أخرى،‮ ‬والأحزان والمآسي‮ ‬التي‮ ‬نراها كل‮ ‬يوم ليست سوى ضريبة السعي‮ ‬لتحرير مركز السيطرة على قلب الأمة نيابة عن كل فرد فيها‮.‬

ولذلك فإنه إذا كان علينا أن نحزن اليوم،‮ ‬فليس لأنهم‮ ‬يدافعون بشرف عن الأرض المباركة والقدس الشريف،‮ ‬وليس لأنفهم‮ ‬يدفعون الثمن‮ ‬غاليا لأجل ذلك،‮ ‬وليس لأنهم‮ ‬يُقتَلون وتُدمَّر المنازل على رؤوسهم ويُشرَّدون ويَبيتون في‮ ‬العراء،‮ ‬وليس لأنهم‮ ‬يعيشون المأساة بكل ما‮ ‬يحمل ذلك من معنى‮.. ‬بل علينا أن نحزن لأننا قد ننسى أنهم‮ ‬لا‮ ‬يدافعون كما نحن،‮ ‬كل على أرضه أو عرضه أو حقه،‮ ‬بل‮ ‬يدافعون عن أرضنا جميعا وعرضنا جميعا ومقدساتنا جميعا وحضارتنا جميعا،‮ ‬ويخشون أن ننسى ذلك ونتعامل مع حزنهم كما لو كان في‮ ‬أرض أخرى هي‮ ‬غير فلسطين رمز وجودنا أو لاوجودنا الحضاري‮.‬



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165922

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165922 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010