الجمعة 25 تموز (يوليو) 2014

هل من أهداف واضحة لحرب غزة؟

الجمعة 25 تموز (يوليو) 2014 par ناجي صادق شراب

جاءت هذه الحرب الثالثة على غزة في أقل من ست سنوات في أعقاب تطورات سياسية على الجانبين الفلسطيني و“الإسرائيلي”، فهي - إن جاز وصفها - حرب الانسداد السياسي لأي تسوية للصراع العربي “الإسرائيلي” ومركزه الفلسطيني - “الإسرائيلي” ليعكس فجوة واسعة من انعدام الثقة، وغلبة الخيار العسكري والحرب والقوة على خيار التسوية السياسية التي يبدو أنها تتلاءم مع “إسرائيل” كدولة قوة، ومع المقاومة التي لا خيار لها إلا خيار المقاومة العسكرية، وتعكس عمق الأبعاد السيكولوجية بين الطرفين، التي فشلت سنوات طويلة من المفاوضات على جسرها . وتأتي هذه الحرب على الجانب الفلسطيني في أعقاب فشل خيار التفاوض، واستباحة “إسرائيل” للضفة الغربية والقدس، وقتل الطفل الفلسطيني أبوخضير بطريقة تعكس عمق قيم الكراهية والثأر من جانب المستوطنين، وتأتي بعد استمرار حالة التصعيد العسكري في غزة من إطلاق للصواريخ، ورد “إسرائيلي” جوي، وحالة من الحصار المستمر، وغلق للمعابر، مما أوصل الشعب الفلسطيني إلى حالة من الإحباط . وعلى مستوى المقاومة جاءت في أعقاب التراجع في شعبيتها ، والتراجع على المستويين الإقليمي والدولي، وتفاقم الأزمات المالية والاقتصادية، وعجز حكومة التوافق عن إيجاد حل لمشكلة الرواتب، وفي هذا السياق كان خيار فرض واقع سياسي جديد، تحاول المقاومة من خلاله استرداد زمام المبادرة، وفرض وجودها كفاعل لا يمكن تجاهله وخصوصاً على مستوى العلاقات الإقليمية . وقد اختلطت أهداف هذه الحرب بهدف رفع الحصار وفتح المعابر، وأهداف على مستوى حركة حماس والمقاومة من دفع رواتب الموظفين بعد المصالحة والذين استمر النظر إليهم على أنهم يتبعون حماس ولا يتبعون حكومة المصالحة وهذا خطأ جسيم، وبين المطالبة بالإفراج عن الأسرى المحررين في أعقاب صفقة شاليط، والقادة الذين اعتقلتهم “إسرائيل” من حماس خصوصاً في أعقاب عملية الخطف للمستوطنين الثلاثة وقتلهم، وتوجيه الاتهام لحماس لتجد حماس نفسها تخسر نفوذها في الضفة الغربية . . وبالمقابل على المستوى “الإسرائيلي” جاء العدوان في ظل حكومة يمينية متشددة، سيطرت على عملية صنع القرار في “إسرائيل”، ورضخت لسيطرة المستوطنين ومطالبهم، وفي أعقاب خطف المستوطنين الثلاثة، ولذا كان لا بد من عملية عسكرية في اتجاه غزة، والحقيقة أن الهدف من هذه الحرب يأتي في السياق العام للسياسة “الإسرائيلية”، وهي إن غزة تقع في قلب الدائرة لأمن “إسرائيل”، وأنها بصواريخها تشكل تهديداً لأمنها وبقائها، وبالتالي لا بد من ضرب البنية التحتية لحركة المقاومة وفرض حالة تضمن لسنوات طوال وضعاً هادئاً على الحدود مع غزة، وتحول دون إطلاق الصواريخ من جديد . لقد جاءت هذه الحرب دون إعلان واضح لأهدافها من قبل “إسرائيل”، وبعد أيام من سيرها بدأت “إسرائيل” تتحدث عن أهداف مثل ضرب البنية التحتية للمقاومة، وضرب مراكز تخزين الصواريخ والإطلاق، والبنية الاقتصادية المغذية لها، ومن الأهداف الأخرى لها ضرب أي محاولة للمصالحة الفلسطينية، ومن هنا جاءت هذه العملية التي قد أطلقت عليها “إسرائيل” اسم الجرف الصامد وهو اسم مقتبس من “الكتاب المقدس” عند اليهود، ويحمل معنى التطهير والصمود . ما يؤكد أن الذي يتحكم في القرار “الإسرائيلي” هو اليمين المتشدد الذي يحمل الكراهية لكل ما هو فلسطيني، والتخلص منه .
هذه الحرب كما سابقاتها تعكس في الواقع طبيعة الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” باعتباره صراعاً مركباً وممتداً وشاملاً، وتتحكم فيه الأبعاد السيكولوجية التي تقوم على الرفض المتبادل، وتقوم على قناعة الخيار العسكري وخيار الحرب، والمقاومة المسلحة كخيار وحيد .
ويبقى التساؤل هل حققت “إسرائيل” أهدافها؟ وبصيغة أخرى هل ستنجح “إسرائيل” في تحقيق أهدافها من الحرب؟ والسؤال نفسه على مستوى المقاومة الفلسطينية، هل ستنجح في تحقيق أهدافها المعلنة من لحرب المتمثلة في رفع الحصار وفتح المعابر؟ قد يكون من السابق لأوانه الإجابة عن هذين السؤالين، ولكن بقراءة سريعة هي حرب لن يستطيع أي طرف تحقيق إنجاز كامل، أو نصر كامل، وهو ما سينعكس على اتفاق يتم الوصول إليه . ولنا عودة أكثر تفصيلاً للإجابة عن السؤالين .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2177693

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2177693 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40