الثلاثاء 22 تموز (يوليو) 2014

سرايا الجهاد مدرسة لا تموت

بقلم: خلدون فحماوي
الثلاثاء 22 تموز (يوليو) 2014

الشهيد أبو حسن قاسم والشهيد حمدي التميمي والشهيد مروان كيالي مدرسة ثورية لا تموت

مع بدأ القبول في البرنامج المرحلي في العام 1974 وعند قبول منظمة التحرير ببرنامج النقاط العشر والذي يقضي بالقبول بإقامة سلطة فلسطينية على الضفة وغزة فقد شعر بخطر هذا القرار والتحول في المنهج الكفاحي وانتفض ضده كان الشهيد أبو حسن قاسم والشهيد حمدي التميمي والشهيد مروان كيالي ومجموعتهم المقاومة, وعندما تفجرت الحرب الأهلية في لبنان عام 1976م فما كان من هذا الخط المقاوم الثائر إلا أن يمتشق سلاحه مدافعا عن الثورة الفلسطينية والانخراط في هذه الحرب رغم أن هذا الخط كانت بندقيته دائما موجهة إلى صدر العدو الصهيوني ومعتنقين مبدأ ونهج “كل البنادق موجهة لصدر العدو الصهيوني” إلا أن وفاءهم لثورتهم ولحركتهم جعلهم يمتشقون سلاحهم وأخذ مواقعهم ودورهم في حماية ثورتهم إلى جانب عملهم الاستراتيجي في توجيه بنادقهم إلى العدو الصهيوني فكانت عملياتهم موجعة للعدو الصهيوني وطيلة تلك الفترة حتى عام 1982 ودورياتهم باستمرار تبلي بلاءا حسنا ضد العدو الصهيوني, أما في عام 1982 في الاجتياح عندما تراجع الجميع للتمركز في بيروت الصمود تقدمت مجموعاتهم وثبتوا في مواقعهم فكانت معركة قلعة شقيف التي خاضهها مقاتلوا كتيبة الجرمق معركة اسطورية, وفي عام الانشقاق الذي حدث في حركة فتح ورغم تحفظهم ومعارضتهم لكثير من الأمور داخل الحركة إلا أن الشهداء أبو حسن وحمدي رفضوا هذا الانشقاق ودافعوا عن الثورة وعن الحركة وقد سجن الشهيد أبو حسن وتعرض للتعذيب على أن يغير من موقفه إلا أنه كان ثابتا كالمعتاد يرفض أن يصبح رهينة لأيا كان, ومع بدأ حرب المخيمات عام 1985م ما كان من هذا الخط وأبناءه إلا أن يكون موقفهم مشرف ويقودوا معارك الدفاع عن المخيمات وبالأخص مخيم شاتيلا فكان الشهيد علي أبو طوق أسطورة المخيم الذي مازال أبناء شاتيلا إلى اليوم يتغنون بها, هذه الظروف لم تقطعهم عن عملهم في الأرض المحتلة بل على العكس كانت العمليات في ازدياد فكانوا على الدوم يعملون بجد واجتهاد من خلال عملهم في القطاع الغربي ولجنة 77 ومن خلال سرايا الجهاد التي تعد أول تجربة إسلامية في تاريخ المقاومة الفلسطينية الحديثة وكانت دورياتهم تعمل على الدوام وتشكيل الخلايا داخل الأرض المحتلة تعمل على الدوام فكان لهم الشرف أن لهم دور بارز في انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية المباركة عام 1987 فكانت معركة الشجاعية التي كانت من تخطيط وتنفيذ هذا الخط تعتبر من المؤشرات والشرارات الأولى على انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية, وكانت عملية المجاهدة عطاف عليان التي لم يكتب الله لها النجاح قد أرقت العدو فكانت ستستهدف وزارة الدفاع والحكومة الصهيونية فوضع الشهيد أبو حسن قاسم وحمدي التميمي ومروان الكيالي على رأس أولويات الاغتيال لدى الموساد ظانين أن اغتيال هاؤلاء الأبطال سيعطل نهجهم وبالفعل استطاعت يد الغدر الصهيوني في يوم 14-2-1988, وبعد 12 عاما من اغتيال هاؤلاء الإبطال تندلع انتفاضة الأقصى فكان أبناء خطهم وأبناء سرايا الجهاد أول من حمل لواء المقاومة من أبناء حركة فتح في هذه الانتفاضة فانتفض الشهيد جهاد العمارين ابن سرايا الجهاد بتأسيس كتائب شهداء الأقصى والشهيد مروان زلوم بتأسيس كتائب شهداء الأقصى في الخليل وانخرط الشهيد ميسرة أبو حمدية في الانتفاضة ليدرب وينسق ويسهل العمليات لكل الفصائل دون اعتبارات فصائلية أو عنصرية لدرجة عند استشهاده 3 تنظيمات نعت ميسرة على أنها أحد قاداتها فما كان من هذا العمل إلا أن عاد لفتح مجدها وعمقها الجماهيري بعد سنوات من دخولها عملية السلام وفقدان الحركة جزءا كبيرا من جماهيريتها, بعد استشهاد مروان زلوم وجهاد العمارين واعتقال ميسرة أبو حمدية واستشهاده ظننا أن هذا الخط قد انتهى وهذا الفكر المقاوم الإسلامي الفتحاوي قد انتهى ولكن بحمد الله كنا مخطئين وظننا ليس بمحله فقد انطلقت ثلة مجاهدة انطلقت من بين الركام كالعنقاء تحمل فكر الشهيد أبو حسن قاسم والشهيد حمدي التميمي والشهيد مروان كيالي فكر سرايا الجهاد تنطلق من رحم السرايا اسمها كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني تمتشق سلاحها رغم ضعف الإمكانيات رافضين كل سياسات الانحراف وكل نهج المتساقطين على طريق الثورة والمنبطحين للعدو رافضين نهج المدعو عباس وزمرته ورافضين نهج المدعو دحلان وكل أشكال الفساد والانحراف ممتشقين سلاحهم يقفون إلى جانب إخوتهم في كتائب القسام وسرايا القدس وكل قوى المقاومة مؤكدين على الثبات على النهج الثوري السليم وعلى نهج الكفاح المسلح ومحافظين على المنطلقات الأساسية لحركة فتح والتي تهدف إلى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر, وبهذا ثبت أن الرجال يستشهدون وفكرتهم تبقى على قيد الحياة فقط تتطلب رجالا أوفياء كالشهداء الذي أطلقوا الفكرة وحملوها, أثبت الشهيد أبو حسن قاسم أنه أسس مدرسة لا تموت وباقية إلى أن تتحرر فلسطين وترفع راية الحق والإسلام على أرض فلسطين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2177582

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2177582 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40