الثلاثاء 22 تموز (يوليو) 2014

شاليط آخر

الثلاثاء 22 تموز (يوليو) 2014 par محمد عبيد

هل نشهد حالة مماثلة لأسر الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليط؟ وهل تكون هذه المرة مثل سابقتها أو أفضل حتى؟ وهل تفرز واقعاً جديداً وشيئاً من توازن القوة المبني على الرعب الواضح في صفوف الاحتلال من شن عدوان بري واسع على قطاع غزة؟
أسئلة كثيرة بدأت بالتوارد مع إعلان أسر الجندي شاؤول أرون على يد المقاومة في قطاع غزة، بالتزامن مع الأنباء عن سقوط عدد كبير من جنود “النخبة” من وحدة “غولاني” الاحتلالية لدى محاولة الكيان المحتل “جس نبض” المقاومة في غزة، في محاولة لاستقراء واقع الأمور، في حال الإقدام على حماقة العدوان البري على القطاع المحاصر .
منذ بداية العدوان الهمجي قبل حوالي أسبوعين كان السؤال الذي تواصل تردده يتمثل في: هل إن الاحتلال مقدم على خطوة الاجتياح البري؟ أما التوقعات فقد صبت في اتجاه معاكس تماماً، ورجحت أن لا يقدم الاحتلال على هذه الخطوة، وأن تظل التهديدات والتصريحات المشابهة مجرد “ظاهرة صوتية” لا أكثر، خصوصاً وأن الكيان يحسب ألف حساب وحساب، قبل الإقدام على خطوة ميدانية من شأنها أن تطال جنوده بالنار أو الأسر .
أياً كان الأمر، سواء كان أسر جندي على قيد الحياة أو حتى رفات جندي قتل في المعركة البرية، فإنه يظل هزيمة للاحتلال الذي ما زال يحاول كسر شوكة غزة المحاصرة، ويستمر في اغتيال الإنسانية فيها عبر مواصلة استهداف المناطق السكنية المكتظة والمدنيين الآمنين، مستخدماً وسائل القصف المحدد بدقة وشديد التدمير، تحت دعاوى ومزاعم لا تمر على عاقل، وما حدث كفيل بوضع الإثبات أمام المجتمع الدولي المنشغل رياء بأزمة تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا، التي انعقد من أجلها مجلس الأمن الدولي، وكأن الدم الذي سال في المأساة الجوية “أهم” أو “أرقى” من الدم الفلسطيني المسفوح جهاراً على أيدي الاحتلال الصهيوني .
بعيداً عن لعبة الحسابات الفصائلية، التي ستبدأ بالبروز إلى العلن مع انتهاء العدوان، الذي قد يكون وشيكاً، تغدو مسألة الأسرى الفلسطينيين الذين غيبت قضيتهم من خلال العدوان البربري على قطاع غزة، ومسألة عمليات خنق وتهويد القدس الآخذة في التصاعد، على رأس الأجندة، وتلوح صفقة تبادل أسرى جديدة منذ الآن في الأفق، وتبرز معالم توازن من نوع ما، فالاحتلال مفلس إلى حد جرائم الإبادة الجماعية، وعاجز إلى حد منع الدواء وحليب الأطفال عن قطاع غزة، الذي سيظل عصيّاً على آلة الدمار الوحشية، وعلى مجرمي الحرب في القرن الواحد والعشرين .
غزة تتلقى النار بصدرٍ عارٍ، وتقاوم الهجمة المسعورة بما أوتيت وما تيسر لها من سبل للرد، والمنتظر على المستوى الفلسطيني دعم صمود غزة، وترك ملفات الخلاف، وتراشق الاتهامات جانباً، وتوجيه الجهود نحو كشف جرائم الاحتلال، وملاحقة قادته، واستخدام الأدوات الدولية المتاحة للمواجهة دبلوماسياً وسياسياً، وعدم انتظار التهدئة التي يبدو وقف العدوان أقرب تحققاً منها .
فلسطين المحتلة ككل تنتظر محطات حاسمة، فالقضايا تتراكم والمآسي تتصاعد، وجرائم الاحتلال تتزايد، والفلسطيني المستهدف بهذا التهديد الوجودي، لا بد أن يواجه، ولا بد أن يصمد، فهذا الاحتلال الاستعماري التوسعي الدموي، لا يواجه إلا بالصمود والثبات، ولا يقاوم إلا بالوحدة والتلاقي والتعاضد بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 46 / 2165222

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165222 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010