الثلاثاء 22 تموز (يوليو) 2014

نتنياهو المُحْبَط!

الثلاثاء 22 تموز (يوليو) 2014 par جواد البشيتي

” ولا رَيْب في أنَّ “الأهداف المُعْلَنَة” لـ “الحملة العسكرية الإسرائيلية” هي، في حدِّ ذاتها، خير دليل على استشعار نتنياهو ، مع حكومته وقيادة جيشه، “المأزق” الذي يُوشِك أنْ يجد نفسه فيه ؛ ففي البدء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنَّ “الهدف” هو جَعْل إسرائيل (ومناطقها المحاذية لقطاع غزة على وجه الخصوص) تعيش زمناً طويلاً (نسبياً) بمنأى عن خطر الصواريخ الفلسطينية؛ ثمَّ صاغ هذا “الهدف” على شكل “شعار”، هو “الهدوء في مقابل الهدوء”.”
نتنياهو هو الآن على بُعْد شِبْرٍ من “المأزق”، الذي إنْ وَجَد نفسه فيه، فلن يَخْرُج منه إلاَّ إذا اختار “الهزيمة (هزيمته هو شخصياً، وهزيمة دولته وجيشها)” المُعْلَنَة، الواضحة، الجليَّة، مَخْرَجاً؛ فما هو هذا “المأزق” على وجه التعيين؟
إنَّه بقاء أبواب السماء الإسرائيلية مفتوحة بصواريخ منهمرة على الرُّغْم من منظومة “القُبَّة الحديدية”، مع إتيان الواقع الميداني لحرب “الجرف الصامد” بما يُقْنِع نتنياهو، ولو كان عقله من حَجَر، بأنَّ استمرار جيشه في “الحرب البرية (والتي ما زالت حدودية الطابع)”، وتوسُّعه فيها ميدانياً، هما أَمْرٌ من دونه خرط القتاد؛ وربَّما يُعَزَّز هذا “المأزق” بنقل المقاوَمة الفلسطينية (في قطاع غزة) المعركة، أو بعض منها، إلى خلف خطوط العدو، في داخل أراضيه، القريبة من حدوده مع القطاع، أو البعيدة عنها، وباشتعال فتيل انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة الغربية (والقدس الشرقية). وليس ثمَّة ما يمنع الآن من امتداد “لهيب” هذه الانتفاضة، التي شَرَعْنا نرى بعض ملامحها، إلى حيث يتركَّز الوجود الفلسطيني ضِمْن ما يسمَّى “إقليم دولة إسرائيل”، أيْ في الجليل والمُثُلَّث والنَّقَب.
هذا هو “المأزق” على وجه التعيين، والذي يُوْشِك نتنياهو أنْ يَدْخُله، بقليلٍ من “إرادته الحُرَّة”، وبكثيرٍ من الاضطِّرار والإكراه؛ فخصومه في ائتلافه الحاكم، وفي مقدَّمِهم ليبرمان، يَدْفَعونه دَفْعاً إلى حيث لا يريد أن يكون.
لقد بدأ نتنياهو وجيشه الحرب، فَلَمْ يَرَ من النتائج التي تمخَّضت عنها، بعد ساعات، أو أيام، من بدئها، إلاَّ “العَمَى”؛ فما كان ينبغي للجيش الإسرائيلي ضربه من القوى العسكرية للمقاوَمة الفلسطينية في القطاع لم يكن مشمولاً بـ “الرؤية”؛ فكيف لجيش أنْ يَذْهَب إلى حربٍ وهو “أعمى البصر”؟!
وهذا “العَمَى” رآه في وضوح، ولَمَّا كانت الحرب في بداياتها، أحد القادة العسكريين الإسرائيليين، إذْ قال “إنَّنا نحارب أشباحاً”، وإذ تساءل، بعد ذلك، في دهشة واستغراب قائلاً “أهذا هو نفسه قطاع غزة الذي حاربناه كثيراً مِنْ قَبْل؟!”.
عَمِيَ البصر، فعَمِيَت البصيرة؛ فشَرَع الجيش الإسرائيلي يسعى في تعويض “خسارته الجسيمة في الرؤية”، أو في ما يُسمَّى “بنك الأهداف (العسكرية)”؛ فكانت “الأهداف المدنية”، ولجهة ضربها، جَوَّاً وبحراً وأرضاً، هي “التعويض”.
ولا رَيْب في أنَّ “الأهداف المُعْلَنَة” لـ “الحملة العسكرية الإسرائيلية” هي، في حدِّ ذاتها، خير دليل على استشعار نتنياهو ، مع حكومته وقيادة جيشه، “المأزق” الذي يُوشِك أنْ يجد نفسه فيه؛ ففي البدء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنَّ “الهدف” هو جَعْل إسرائيل (ومناطقها المحاذية لقطاع غزة على وجه الخصوص) تعيش زمناً طويلاً (نسبياً) بمنأى عن خطر الصواريخ الفلسطينية؛ ثمَّ صاغ هذا “الهدف” على شكل “شعار”، هو “الهدوء في مقابل الهدوء”.
لكن، أَمَا كان ينبغي لنتنياهو أنْ يسأل نفسه (قبل أنْ يُعْلِن ذاك الهدف، ويصوغ هذا الشعار) السؤال الآتي: وهل من صواريخ فلسطينية ضُرِبَت بها إسرائيل قَبْل أنْ يُبادِر جيشه بضَرْب القطاع؟
ولَمَّا أعلن نتنياهو، وعلى مضض، حربه البرية، حدَّد لها هدفاً هو “تدمير الأنفاق الممتدَّة من قطاع غزة إلى أراضٍ إسرائيلية محاذية للحدود”. بتحديده هذا “الهدف” رَأَيْنا نتنياهو كمثل مَنْ يخطب في قَوْمٍ من الأغبياء؛ فرئيس الوزراء الإسرائيلي لم يَعْلَم بوجود هذه الأنفاق إلاَّ قَبْل يوم واحد من إعلانه بدء الحرب البرية، وعندما عَبَر من أحدها مقاتلون فلسطينيون إلى أراضٍ إسرائيلية محاذية للحدود؛ فهل في هذه الطريقة تُعَيَّن أهداف الحرب؟!
حتى هذا “الهدف”، الذي يَصْعُب إثبات تحقُّقه، لا يَصْلُح لاتِّخاذ “إنجازه (المزعوم)” سبباً وجيهاً لإعلان إسرائيل “النَّصْر”؛ فما أهمية أنْ يُعْلِن نتنياهو “إنجاز مهمة تدمير هذه الأنفاق” إذا ما استمرت الصواريخ الفلسطينية تسقط على عسقلان وتل أبيب وحيفا..؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165543

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165543 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010