الاثنين 21 تموز (يوليو) 2014

التحالف ،،الشجاع،، .. دلالته وظرفياته

الاثنين 21 تموز (يوليو) 2014 par عبدالله عبدالرزاق باحجاج

ماذا يعني لنا عندما يتحالف نظام عربي مركزي مع الكيان الصهيوني، ويصفه الصهاينة بالشجاع، والتاريخي؟ تثيرنا كثيرا هنا المفردات التالية ،، التحالف ،، التاريخي، الشجاع ،، وتهز هذه المفردات كل مخاوفنا المرتفعة على قضيتنا العربية الفلسطينية وتحديدا المقاومة في غزة خلال المرحلة الراهنة، ولماذا هذا الاطار الزمني بالذات؟ لأن التحالف التاريخي الشجاع مع محتل لأرض عربية ومحتل ثالث أقدس مقدساتنا الإسلامية، وهو القدس الشريف، فلماذا التحالف مع المحتل؟ ولماذا هو شجاع؟ ولماذا هو تاريخي ياعرب؟ ولأن انكشاف الخيانات والتواطؤات العربية الصهيونية ليس على صعيد بعض الانظمة العربية – كما كان سابقا – وإنما كذلك يشمل النخب الاعلامية ومن داخل منطقتنا الخليجية – للأسف الشديد- ولأن كذلك هناك حالة استعداء منقطع النظير بين أنظمة عربية جديدة وقديمة وبين كل من يحمل أو يتعاطف مع فكرة الاستلهام الحضاري لحلم ،، الخلافة الاسلامية ،، شكلا أو حتى إيحاءات، وهنا يكمن سر خوفنا المرتفع من تلك المفردات، فهناك التقاء مرحلي بين الصهاينة وانظمة عربية ومن ورائهم كتاب اعلاميون لتصفية (عدو) قد أصبح مشتركا للجانبين بعد أحداث ما يسمى بالربيع العربي، وهو قادة المقاومة في غزة، وتحديدا حركة حماس، لماذا لأنهم يستلهمون من نفس تلك الفكرة المحرمة عليهم.
لم يقدم الصهاينة التواطؤ العربي الجديد بانه اتفاق وإنما سموه تحالفا، وهناك فارق كبير في التسميتين، فالتحالف نطاقه أوسع وأشمل من الاتفاق، ويكون بين حلفاء بينهم تفاهمات ورؤى استراتيجية بعيدة المدى تنظمها مجموعة اتفاقات، ويسلمان بحق كل منهما في شرعية وجودهما ومصالحهما، كما اعطوه بعدا ذات أعماقا استدلالية، وذلك عندما نعتوه بالتاريخي، وإذا ما خضعنا هذا الوصف للسياقات التاريخية للتواطئات العربية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، فإن هذا يكشف لنا بان هناك تحالفا استراتيجيا مع الصهاينة للقضاء على قيادات المقاومة الفلسطينية الآن أكثر من أي وقت مضى، ومن هذه الرؤية يصف الصهاينة التحالف بالشجاع، لأنه تحالف عربي صهيوني، ولأنه قرار يعبر عن رغبة انظمة عربية في تصفية المقاومة الفلسطينية، وهذا يفسر لنا إقدام الصهاينة على شن الحرب الثالثة ضد غزة، وكذلك توسيع عدوانهم، جوا وبرا- رغم المجازر الإنسانية التي يروح ضحيتها الاطفال والنساء وكبار السن .. الخ (نعم) بعض الفاعلين في النظام العربي ،، المتواطئون الجدد والقدامى ،، يعتقدون فعلا ، أن الوقت موات للقضاء على قادة المقاومة داخل حدود معزولة ومنعزلة، وهذا ما دفع باحدى القيادات الفلسطينية الهاربة للخليج، ويقال إنه يعمل مستشارا أمنيا لفاعل خليجي كبير الى المجاهرة بالقول إنه يجب تصحيح مسار حركة حماس لو بالإكراه، والمفردة الاخيرة تطلق تحليلنا الى حد التسليم بمؤامرة الابادة الجماعية من أجل التصحيح المزعوم، ولو تم التصحيح وفق سيناريو المستشار، من سيقاوم المحتل؟ وكيف ستحرر القدس؟ هل مثل المستشار الهارب؟ لن نجد من يحمل حجارة أو يطلق رصاصة أو يتجرأ حتى استخدام مفردة الصهاينة أو الاحتلال، والان كل التطورات العربية والصهيونية الجديدة تدفع الى الاستسلام العربي الكامل للصهاينة، اي صهينة فلسطين بأكملها، فأي مرحلة نحن فيه ياعرب ويا مسلمين؟ أننا في اسوأ وأخطر المراحل، السابقة كانت بعض الانظمة تتستر على تواطئها مع الكيان الصهيوني، وهذه من كبرى مفارقات عصرنا الحالي، حيث تحولت التواطئات من السرية وشبه السرية الى التحالفات التاريخية والشجاعة، ويتفاخر بها الكيان الصهيوني بصوته العالي راميا بمشاعر الشعوب العربية والمسلمة في لهوها وفساد عصرها، لماذا؟ ربما بسبب اغتيال ارادة الشعوب، وبهذه السرعة الزمنية، إذ لم يمر على الربيع العربي سوى ثلاث سنوات، فإين هذه الشعوب ؟ ومن كبرى هذه المفارقات كذلك يا زمن، بروز بعض الإعلاميين الخليجيين والعرب يحرضون الصهاينة على القتل والابادة، فبعضهم، يصف رجال المقاومة ،، بالكلاب،، ومتسائلا ،،غزة مين وزفت مين،، بينما قام المتحدث الرسمي باسم قوات الصهاينة بإعادة تغريدات بعض الكتاب الخليجيين خاصة قول أحدهم ،، اللهم أنصر اسرائيل على حماس وكل أخوانجي ،، ,وآخر وصف ما تقوم به حماس بـ «عنتريات». وقال متسائلا «اذا كنت تعتقد ان مواسير الشروخ التي تطلقها على اسرائيل ستغير موازين القوى فهذا وهم» وأخر خليجي يقول «في رمضان تربط شياطين الجن وتقصف شياطين الانس… اللهم زد وبارك». ودعا أخر قائلا «ترى أزعجتونا فلسطين فلسطين… يارب اسرائيل تمحيهم ونرتاح من نباحهم» كيف ينبغي أن نصف هذا العار العربي الجديد، عار بالمكشوف، لا حياء ولا خجل ولا خوف من شعب ولا من رب؟ هنا يمكن القول بلغة عربية صريحة ومباشرة أن الشامتين والمحرضين على دم الشهداء من العرب والمسلمين، مثلهم مثل المتواطئين مع الكيان الصهيوني، ليسوا منا، سوف نجردهم من كل الاعتبارات التي يزعمون أنهم ينتمون الينا، من العروبة، ومن الاسلام، ومن الانسانية جمعاء, وهذا التجريد خاصة في شقه الديني ليس فتوى منا، وإنما هى كذلك من كبار علماء المسلمين، وهى تستقيم مع منطق العقل السليم، والا ، فكيف من يزعم بأنه مسلم أن يحرض أو يفرح بقتل أخيه المسلم مهما أختلف معه؟ وكيف من يدعي القومية أو الأخوة العربية أن يحث كبرى الجيوش العربية مساندة قوات الصهاينة في إبادة (150) عربيا مسلما في غزة؟ أو كيف يكون عربيا ومسلما ويتمنى سحق مع من يختلف معه في الرأي ؟ وكيف من ينتمي للإنسانية العالمية أن يكون موقفه مثل موقف الشامتون بدم الابرياء ؟ لن نجد مبررا أو حجة تجعلنا نبقيهم ضمن تلك الصفات الثلاثة السالفة الذكر، فمن أهم إذن ؟ لن نتمكن من التصريح بالاجابة المباشرة الا بعد ما نعرف، كيف احتفى التلفزيون الإسرائيلي بمواقفهم؟ وكيف صورها لصالح رفع معنويات الصهاينة وقواتهم في ارتكاب الجرائم في قتل الابرياء من النساء والاطفال وكبار السن، وشن الحرب البرية، فأي عصر دخلناه ياعرب؟ حاولوا قلب الحقائق ارضاء لبعض الأنظمة العربية طمعا في مال أو جاه .. فنزلوا جل غضبهم على الضحية وحملوها السبب في المجازر الصهيونية، ولم يكتفوا بذلك، بل كالوا المديح للجلاد القاتل رغم أنه البادي في العدوان، فأي عصر نحن فيه يا عرب؟ وحتى لو لم يكن الجلاد القاتل البادي، وكانت المقاومة البادية، فهذا حق يعطيها لها كل الشرائع السماوية وتكفله كل المواثيق الدولية للشعوب المستعمرة، فكيف لو كانوا الصهاينة هم البادئون بالعدوان، فحق الدفاع، تكفله كذلك كل المواثيق الدولية، فمن حق ،، المقاومة،، مهما كان لونها وهويتها، الدفاع عن نفسها في حال تعرضت لهجوم.
لكن هؤلاء الإعلاميين المأجورين لا يهمهم الحق ومع من يقف؟ لأنهم أقلام مدفوعة الثمن ،، مسبقا ،، والسبب؟ هو نفسه الذي يقف وراء موقف الأنظمة التي تنتمى لها تلك الاقلام المأجورة، وهو يكمن في قادة المقاومة، ذنبهم أنهم مسلمون، وأنهم يستلهون من ثقافتنا الاسلامية الحضارية فكرة ،،الخلافة ،، ويحلمون باستدعائها من الماضي الى الحاضر ،،شكلا أو ايحاءات،، هذه جريمتهم ، وبسببها صدر حكم الاعدام عليهم جميعا حتى لو اقتلعوا الارض عليهم ومن فيها من بشر وحجر وغنم .. واينما كانوا في غزة أو ليبيا أو مصر أو العراق أو سوريا أواليمن أو تونس .. الخ وما يحدث في غزة ما هو جزء من مخطط تصفية المستلهمين ،، شكلا أو ايحاء ،، لفكرة الخلافة ، فهى تشكل تهديدا حتى لو صدرت من طفل في رحم أمه ، فكيف لم تفعل اوروبا الشئ نفسه مع المستلهمين لفكرة ،، اليسار،، المتطرف الذي بدأ يستلم السلطة عبر صناديق الانتخابات ؟ نطرح هذه المقارنة لمجرد المقارنة الشكلية فقط رغم الاختلاف الجوهري الكبير في القيم بينهما ..
اللهم أجعل رمضان وعشره الأواخر شاهدا لنا لا شاهدا علينا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165370

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165370 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010