السبت 19 تموز (يوليو) 2014

فلسطين.. والنصر بلا عرب

السبت 19 تموز (يوليو) 2014 par محمد سليم قلالة

يجري العدوان على غزة هذه الأيام في إطار ما يمكن أن نسميه بنهاية الوهم العربي بمساعدة فلسطين، لم تبق القاهرة اليوم قاهرة ولا دمشق ولا بغداد ولا الجزائر جزائر، وانهارت الجماهيرية وتشتت اليمن وانقسم السودان وشاخت ممالك الشرق والغرب وخاف الأمراء والسلاطين على أنفسهم ومصالحهم. كل يبكي حاله ويخاف من حوله وينتظر أن تسوء الأوضاع عنده أكبر. لم يعد هناك “قذافي” يهدد ملوك وأمراء الخليج بخرجاته الساخرة، ولا “صدام حسين” يلوح بالكيميائي المزدوج، ولا مبارك يحتكر الحل ويتقمص دور القائد والزعيم... لقد انتهى زمن هؤلاء وحل زمن آخر.

حل زمن آخر تحرر فيه الفلسطينيون من العرب، ولم يبق لهم من سند إلا الله وأنفسهم والشرفاء من المسلمين في جميع بقاع العالم ممن يمدونهم بالعون بما استطاعوا . لم يبق لهم سوى الإيمان الراسخ في عدالة قضيتهم وجدوى تضحياتهم والثمن الغالي الذي يدفعه أسراهم. لم يبق لهم سوى خيارين لا ثالث لهما: العيش بكرامة أو الاستشهاد في سبيل الله والوطن.

أي أنهم وصلوا أخيرا إلى صياغة المعادلة الصحيحة.. ووصلوا إلى العمل وفق المنهج الصحيح.

وها هم اليوم يصنعون أمجادهم وفق هذه المعادلة واتباعا لهذا المنهج: بمعنويات مرتفعة وصدور عارية، يصلون إلى ضرب الكبرياء الإسرائيلي في الصميم بما امتلكوا من أدوات معركة بسيطة طوروها بكفاءاتهم العالية وعبقريتهم التي أصبحت تثير الإعجاب يوما بعد يوم.

رغم الحصار، وشحة المال، وقلة الحيلة، وصمت العالم، ولا إنسانية العدو، ها هم اليوم يقاومون ببسالة ويضمدون جراحهم بأيديهم، ويستعينون بالصبر والصلاة في هذا لشهر الفضيل ليٌعطوا لهذه الأمة الأمل في أن تحيى ذات يوم بكرامة، ولا تنسى بأنها الآن حقيقة تصوم وتعتمر وتحج وتوحد وتكبر الله في كل ليلة، ولكنها تفعل ذلك والقدس محتلة ومقدسات المسلمين مدنسة في كل مكان من فلسطين.

ها هم اليوم يؤكدون لنا بأن فلسطين بلا عرب أقوى من فلسطين بالعرب.

ها هم اليوم يعيدون الاعتبار لموقع الفلسطيني في الصراع الدائر على أرضه.. بعد أن عصفت به لعقود من الزمن سياسات عربية فاشلة أو متآمرة ومنعته من أن يكون قائدا لمعركته ومعركة الأمة قاطبة رغم أنه أهل لذلك.. وتلك لعمري أهم نقلة إستراتيجية في تاريخ الصراع ضد الكيان الإسرائيلي، لقد تحول الفلسطيني من موضوع يتاجر أو يساوم أو يعيش باسمه القادة العرب إلى فعل على الأرض يقود ويقاوم ويجمع الأمة ويصنع النصر القادم بإذن الله.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165513

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165513 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010