الأحد 13 تموز (يوليو) 2014

العربدة الصهيونية

الأحد 13 تموز (يوليو) 2014 par هاشم عبد العزيز

“العربدة”، هذا هو العنوان الشامل لممارسات قوات الاحتلال الصهيونية في الأراضي الفلسطينية، القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وما بينها سكان 48 الذين انتفضوا ضد ما يجري من استباحة صهيونية للأرض والإنسان .
إلى ماذا تعود الموجة العسكرية الصهيونية الجهنمية التي شملت الأراضي الفلسطينية كافة، وهي باتت في غزة مفتوحة على الأخضر واليابس في آن؟
مبدئياً، “إسرائيل” لا تحتاج إلى ذرائع في حربها المفتوحة على الفلسطينيين لأن هذا الكيان قائم على العدوان والاحتلال والاستيطان، غير أن الموجات العسكرية الصهيونية ارتبطت بدوافع وأهداف، وما جرى منذ منتصف الشهر الماضي في الضفة ويجري صهيونياً على غزة هذه الأيام، ليس وليد اللحظة، فالتهديد طال مصير السلطة مرات عدة، وكثيراً ما تردد صهيونياً “إعادة الاحتلال لغزة والسيطرة الكاملة على الضفة”، ولهذا كان الرفض الصهيوني للمصالحة الفلسطينية، و“إسرائيل” أعلنت جهاراً نهاراً أنها ستواجه هذه المصالحة التي أعادت الوفاق بين حركتي “فتح” و“حماس” وانخرطت فيها فصائل وفعاليات فلسطينية .
“إسرائيل” أقدمت على عمليات استفزازية لكنها لم تحقق هدفها في دق إسفين بين المتصالحين، وهذا لم يتحقق حتى بعد إثارة “إسرائيل” قضية اختطاف ثلاثة مستوطنين وقتلهم واتهامها “حماس” بمجرد الإعلان عن اختفائهم التي بدورها نفت الاتهام .
هنا يمكن القول إن الحرب قائمة وأيامها كانت كارثية في الضفة، وهي جهنمية على غزة، وبين هذا وذاك كانت المحرقة الصهيونية العنصرية التي نالت حياة الشاب المقدسي الفلسطيني التي أثارت ردود أفعال لا في الشارع الفلسطيني وحسب، بل والعالم الإنساني الذي وقف أمام إحدى أفظع الجرائم العنصرية في عصرنا .
وما يمكن أن يشار إليه من الحرب الصهيونية بكل جبهاتها ووسائلها أنها تهدف إلى:
أولاً: ربط مجرياتها بفك الارتباط بين حركتي “فتح” و“حماس” واللجوء إلى إلحاق أفدح الأضرار بسكان القطاع، وهذا ما بدا بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها ما يعني هذا على مسؤولية السلطة الفلسطينية التي ليس أمامها أكثر من خيار مواجهة العدوان .
ثانياً: إعادة لعبة خلط الأوراق في شأن فشل المفاوضات، والمعلوم أن أسباب هذا الفشل “إسرائيلية”، بيد أن أركان الكيان الصهيوني على اعتقاد أن من بين ما يمكن أن يتوفر على حربهم الآن أن يعاد إحياء هذا الميت الذي اسمه “المفاوضات” التي ترعاها الولايات المتحدة، مع أن الأمور تجاوزت هذه الدوامة وباتت مفتوحة أمام مؤتمر سلام دولي يعيد الاعتبار لهذه العملية وإخراج الفلسطينيين من طاحونة الابتزاز الصهيوني والضغوط الأمريكية التي أحدثت خللاً خطراً يتمثل بما يمليه الاحتلال من شروط ومطالب، مع أن الحق أن يستعيد الفلسطينيون حقوقهم المسلوبة من الاحتلال .
ثالثاً: التغطية هذه بدأت في الضفة الغربية إثر إعلان اختطاف المستوطنين من منطقة حماية أجهزة أمن وقوات جيش الاحتلال لتغطية التقصير، حيث الضفة الغربية شهدت حرباً لأيام طويلة سقط خلالها عشرات القتلى ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين وتدمير منازل وغيرها من الجرائم التي نالت الفلسطينيين في حياتهم وكرامتهم وإنسانيتهم .
الآن، وفي موجة الحرب التدميرية على غزة هناك محاولة لتغطية جريمة المحرقة العنصرية الصهيونية التي راح ضحيتها الشاب محمد أبو خضير التي لم تأت انتقاماً لمقتل المستوطنين ولكنها جاءت تعبيراً عن الغلو والأحقاد والكراهية التي يُشحن بها المستوطنون وغيرهم تجاه الفلسطينيين .
إحراق خضير هو إحراق للفلسطينيين، لأن الرسالة من الصهاينة تقول إن هذا مصير كل واحد منكم، وهي حرق للإنسانية بضميرها وقيمها، وهذا ما تريد سلطة الاحتلال تغييب حضور جريمة كهذه بارتكاب الكثير من الجرائم .
رابعاً: الحرب باتت أقرب إلى مراضاة للعنصريين الصهاينة الذين يجاهرون بقتل الفلسطينيين وإبادتهم، وهذه النزعة تغذي لدى المستوطنين الذي باتوا يربطون استقرارهم ومستقبلهم، ليس بكيانهم الصهيوني ولا بقدرتهم فرض ما يريدون على الفلسطينيين ومن ذلك سلب أرضهم، بل بالاختفاء الفلسطيني من الوجود .
بالطبع، للحرب الصهيونية جوانب أخرى عدة، ومن هذه الجوانب يبدو أن “تل أبيب” تجد هذا المسار الفعال الذي من شأنه إرغام الأمريكيين على اللحاق بهم فيما يعملون وما يريدون لأن أحداً في الإدارة الأمريكية لا خيار أمام مستقبله سوى هذا التجاوب، ولو لم يكن الأمر كذلك ما كانت الأمور تداعت بهذا التسارع وعلى هذا النحو الكارثي من الجرائم الصهيونية وعلى الفلسطينيين في عربدة لا تقيم أدنى اعتبار للمواثيق الدولية والقيم الإنسانية، في ظل ادعاء الولايات المتحدة أنها ترعى التسوية فيما هي تتجاهل الحرب المدمرة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165940

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165940 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010