السبت 12 تموز (يوليو) 2014

الموقف العربيّ الرسميّ من العدوان على غزة

السبت 12 تموز (يوليو) 2014 par حميدي العبدالله

على مألوفها، اقتصرت المواقف العربية والرسمية على إصدار البيانات وشجب العدوان «الإسرائيلي» الجديد على قطاع غزة، وفي أفضل الأحوال، إذا تمادى العدوان وتسبّب بالكثير من المجازر ستكون هناك شكوى عربية رسمية في مجلس الأمن يسقطها الفيتو الأميركي، من دون أن يترتب على ذلك أيّ ردّ فعل عملي ضدّ الموقف الأميركي من الحكومات العربية!

يمكن القول، رغم أنّ العدو الصهيوني كان متردّداً في توسيع عدوانه، إلا أنه مقتنع بأنّ الأوضاع القائمة الآن عربياً تشكل مناخاً ملائماً لشنّ عدوانه وتوسيع نطاق هذا العدوان، ذلك أنّ سورية الدولة الداعمة دوماً لقوى المقاومة تعيش وضعاً صعباً بسبب انتشار الجماعات الإرهابية على أراضيها، والحرب الدولية والإقليمية التي تخاض ضدّ جيشها دفعته إلى تغيير أولوياته، ولبنان الذي قدمت مقاومته دعماً كبيراً للمقاومة الفلسطينية، يتمّ إلهاؤه ومقاومته بصراعات داخلية بسبب الضغوط التي يمارسها حلفاء الغرب وبعض حكومات المنطقة عليه.

أما مصر، ورغم سقوط نظام حسني مبارك، حليف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، إلاّ أنّ سياسات حماس ووقوفها إلى جانب «الإخوان المسلمين»، حالت دون تقديم النظام المصري الجديد أيّ دعم فعال للمقاومة، إضافةً إلى استمرار التزامه باتفاقات كامب ديفيد التي تحول دون وقوفه الواضح والصريح إلى جانب المقاومة ضدّ اعتداءات العدو الصهيوني.

أما دول الخليج، وبخاصة السعودية وقطر وتركيا التي جيّشت العالم كله ضدّ سورية وتجيّشه الآن ضدّ العراق دعماً للتنظيمات الإرهابية، وفي مقدّمها «داعش»، فإنها لا تحرّك ساكناً كأن ما يتعرّض لـه الشعب الفلسطيني الآن وما تعرّض لـه طوال أكثر من سبعين عاماً لا يعنيها على الإطلاق! فأولويات كلّ من السعودية وقطر وتركيا تنصبّ على محاربة منظومة المقاومة والممانعة وليس تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في صدّ العدوان، وممارسة الضغوط على حليفتها الولايات المتحدة لوقف دعمها للكيان الغاصب وتبرير اعتداءاته وحمايته عبر الفيتو في مجلس الأمن!

هذه الدول معنية بإصدار قرارات في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة سورية إذ تواجه الإرهاب وليست معنية ولم تقدم مشروع قرار واحداً لوقف العدوان الصهيوني المستمر ضدّ الشعب الفلسطيني.

المواقف العربية الرسمية لا تتضامن مع الشعب الفلسطيني أو أيّ بلد عربي آخر يتعرّض للعدوان من قبل الغرب أو الكيان الصهيوني، إلاّ إذا كان هناك غضب شعبي عارم ضدّ سياسات الحكومات العربية الرسمية وصمتها إزاء العدوان، لكن يا للأسف الشديد، حتى هذه اللحظة، واضح أنّ ردود الفعل الشعبية العربية، مثلها مثل ردّ الفعل الرسمي، غير موجودة أو ضعيفة جداً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2165595

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165595 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010