الاثنين 7 تموز (يوليو) 2014

عرفات إلى الواجهة مجدداً

الاثنين 7 تموز (يوليو) 2014 par يونس السيد

عادت قضية اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى الواجهة مجدداً، بعدما طلب القضاة الفرنسيون من خبراء التحقيق تقريراً تكميلياً، على خلفية الطعن في القضية الذي قدمته سها عرفات أرملة الزعيم الراحل .
وفي تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قبل أيام، تبين أن القضاة لم يقتنعوا بما ورد في التقرير الأولي للخبراء الذي صدر في ديسمبر ،2013 بأن عرفات مات بشكل طبيعي، وعادوا لتزويد الخبراء بمعطيات جديدة، وطالبوهم بالتثبت من طبيعتها، وإمكانية مساهمتها في تعديل نتائج ما توصلوا إليه من قبل، وذلك في ضوء إصرار أرملة عرفات على مقارنة التقرير الفرنسي بنظيره السويسري الذي لم يستبعد فرضية التسميم (الاغتيال)، استناداً إلى فحوص أثبتت وجود كميات كبيرة من البلوتونيوم في ملابسه، وإشعاعات عالية في رفاته بعد استخراج عينات منها من قبره في رام الله . وحول هذه النقطة بالذات، طرحت الصحيفة أسئلة عدة منها، لماذا توصل العلماء الذين استخرجوا تلك العينات إلى قياس بقايا مرتفعة جداً من مادة البلوتونيوم السامة في عظامه؟ ولماذا كان الإشعاع في فروة الرأس مرتفعاً 11 إلى 33 مرة أكثر من الإشعاع في كفنه؟ ولماذا كانت تربة قبره القريبة من بطنه أكثر إشعاعاً 17 مرة من التربة البعيدة عن رفاته؟
أربعة تقارير صدرت بشأن هذه القضية حتى الآن، اثنان منها (الفرنسي والروسي) يستبعدان فرضية تسميم عرفات، فيما الآخران (السويسري وتقرير قناة الجزيرة) يؤكدان العكس، ما يعني أن إمكانية تعديل التقرير الفرنسي قد تأتي في صالح فرضية التسميم (الاغتيال)، من دون تقديم أي إجابة بالطبع عن مصدر هذه المواد السامة . لكن ثمة تقرير خامس، ليس مرفوعاً أمام المحاكم الدولية، ولا تتحدث عنه كثيراً وسائل الإعلام، وهو أن الشعب الفلسطيني يعرف تماماً من هم قتلة عرفات، ويوجه أصبع الاتهام مباشرة إلى “إسرائيل” وقادتها من سفاحي الحرب المجرمين من دون أي تردد، حتى إن كان لا يملك وسائل الإثبات والأدلة المادية اللازمة . وإذا كان الطبي يمتزج بالسياسي هنا، فقد بات يخشى من التلاعب في القضية من أساسها (التقارير والأدلة والنتائج) لحماية الكيان الصهيوني وتبرئة قادته، أو حرف التحقيقات باتجاه آخر .
كيف يمكن تلافي مثل هذه الشكوك والمخاوف، ولدينا سلطة فلسطينية تتعامل مع كل الملفات الخطرة بنوع من الاستغفال أو الاستسهال وربما “الاستهبال”، حتى لا نقول التضليل، بما في ذلك الثوابت الفلسطينية والقضايا الاستراتيجية . ففي أكثر من مناسبة، أعلنت السلطة أنها توصلت إلى معرفة قتلة عرفات، مسؤولين ومنفذين، وأكدت أنهم طليقون ويعيشون بيننا، وكادت أن تكشف عن أسمائهم واحداً واحداً، ثم عادت وتراجعت في اللحظة الأخيرة .
ندرك حجم الضغوط التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية، لعدم الكشف عن هوية الجناة الحقيقيين في اغتيال زعيم تاريخي بحجم ياسر عرفات، سواء كان ذلك لحماية الكيان وقادته، أو خشية من انفجار السلطة وانهيارها نهائياً إذا ما ثبت تورط واحد أو أكثر من الدائرة المقربة التي كانت تحيط بالزعيم الفلسطيني . لكن ذلك لن يعفي السلطة من تحمل مسؤوليتها التاريخية، إذا كانت قد تصدرت لقيادة شعب وقضية بحجم الشعب الفلسطيني .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 99 / 2165765

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165765 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010