الخميس 3 تموز (يوليو) 2014

نتنياهو يبتلع تهديداته

الخميس 3 تموز (يوليو) 2014 par حسن حردان

لم تتمكن حكومة العدو الصهيوني من اتخاذ قرار بشن عدوان واسع النطاق على قطاع غزة رداً على مقتل المستوطنين الثلاثة، والسبب في ذلك يعود إلى نشوب خلافات داخل الحكومة «الإسرائيلية» بين من يؤيد تنفيذ عملية عسكرية انتقامية ومن يدعو إلى التروي وضبط النفس.

وكان واضحاً أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد ابتلع تهديداته بشن عدوان واسع على قطاع غزة، ومال إلى تأييد وجهة نظر وزارة حربه وأخذ بنصيحتها بضبط النفس، وهي العبارة التي استخدمها أيضاً الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وبدا واضحاً أن نتنياهو الذي كان يطلق التصريحات التصعيدية ويتوّعد قطاع غزة، اضطر إلى التراجع لأنه غير قادر على القيام بعملية واسعة يضمن تحقيق أهدافه، وهذا هو السبب الذي دفع المؤسسة العسكرية إلى عدم تأييد القيام بعملية عسكرية واسعة لأنها خائفة من نتائجها السلبية على الأمن الصهيوني خصوصاً أنها ستظهر مجدداً عجز الجيش «الإسرائيلي» عن منع تساقط صورايخ المقاومة على المناطق الحيوية والحساسة في قلب تل أبيب والقدس المحتلة وبقية المستوطنات الصهيونية، بعدما باتت المقاومة الفلسطينية تملك الصورايخ القادرة على بلوغ كل هذه الأهداف، وهو ما أثبتته خلال ردها على العدوان الصهيوني عام 2012 ما أجبر الحكومة «الإسرائيلية» على طلب وقف النار عبر الولايات المتحدة ومصر.

على أن ما يجب تأكيده هو أن ما حصل من اختطاف المستوطنين الصهاينة وقتلهم كان رداً على سياسات الاستيطان والتهويد والقمع والإرهاب والاعتقال العشوائي، والتنكيل بالأسرى وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان، فهذه السياسات الصهيونية لم تترك للشعب الفلسطيني سوى خيار اللجوء إلى القوة للرد على هذه السياسات التعسفية الإرهابية، و»إسرائيل» التي ارتكبت المجازر في فلسطين ولبنان وتقوم حالياً باتباع سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، لا تستطيع الادعاء بأنها ترد بذلك على مقتل المستوطنين.

في هذا الوقت سجلت الأحداث العراقية تطوراً لافتاً تمثل بوصول خبراء روس إلى بغداد لمساعدة الجيش العراقي في قيادة الطائرات الروسية التي تسلمها، وسط معلومات عن أن طيارين روسيين قد يشاركون في المعركة ضد داعش، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقدم للعراق طائرات مقاتلة فقط، وإنما أرسل الطيارين اللازمين للتحليق بهذه الطائرات أيضاً.

ويأتي هذا التطور فيما الإدارة الأميركية لا تزال مترددة في تقديم الدعم العسكري للعراق، وتحاول ربطه بالحصول على تنازلات سياسية، وهو ما تعجز عن تحقيقه بسبب وجود بدائل لدى العراق تغنيه عن الدعم الأميركي، تتمثل إلى جانب دعم روسيا بحصوله أيضاً على دعم إيران، التي أبدت استعدادها لإعادة الطائرات العراقية التي لجأت إليها في عهد الرئيس العراقي صدام حسين خوفاً من تدميرها بالقصف الأميركي، وتؤشر هذه التطورات إلى فشل سياسة الابتزاز الأميركية في استخدام المساعدات لانتزاع تنازلات سياسية تعيد النفوذ الأميركي للداخل العراقي، ولم يتوقف فشل السياسية الأميركية عند العجز عن تحقيق مراميها في العراق فقط، إنما فشلت أيضاً في مواجهة روسيا إذ لم تتمكن من منع حليفتها فرنسا من إتمام صفقة سفن الميسترال مع روسيا، وهي بدأت فعلاً إجراءات تسليمها على رغم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، والتي كان آخرها إثارة مشاكل للبنوك الفرنسية في أميركا.

في هذا الوقت أظهرت دراسة أميركية أن غالبية المسلمين في 14 دولة قلقة من ازدياد تهديد التطرف الإسلامي وترفض الإرهاب، على أن أهمية هذه الدراسة تأتي من كونها أجريت قبل تنامي خطر تنظيم داعش الإرهابي وإعلانه تأسيس دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسورية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2165587

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165587 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010