الثلاثاء 20 تموز (يوليو) 2010

بالون ليبرمان!

الثلاثاء 20 تموز (يوليو) 2010 par نواف أبو الهيجاء

حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية، فإن العنصري - أفيجدور ليبرمان - وزير خارجية الاحتلال ينوي طرح خطة «عبقرية» هدفها المغلف بورق السوليفان الملون هو رفع مسؤولية الاحتلال عن القطاع وتمكين اهله من العيش من دون حصار ما يعني رفع الحصار بطريقة ما وبحيث لا تتمكن غزة من استقبال أي نوع من أنواع الأسلحة لا براً ولا بحراً ولا جواً بطبيعة الحال، وتقضي الخطة ان يتولى الاتحاد الأوروبي تمويل القطاع وتزويد أهله بما يحتاجون من المواد والمشتقات النفطية وسواها، وأن تصبح غزة كياناً مستقلاً تماماً. ومن متطلبات الخطة إرسال قوة عسكرية دولية لحراسة المعابر، وان تعمل الدول الأوروبية المطلة على المتوسط على مراقبة السفن المتوجهة إلى القطاع.

وبهذه الخطة «العبقرية» يتكرس انفصال القطاع عن الضفة، ويمكن إعلان قيام كانتون فلسطيني. وأيضاً لنلاحظ ما يمكن أن ينتج عن الخطة من تفاعلات :

أولاً : الخطة تعني إخلاء مسؤولية الاحتلال عن نحو مليون وثمانمائة ألف فلسطيني هم أهلنا في القطاع وتبرئة ذمته والتخلص من كل تبعات احتلاله القطاع منذ ثلاثة وأربعين عاماً.

ثانياً : محاولة تمكين الانفصال جدياً وعملياً، من عنق الواقعين الجغرافي والبشري الفلسطيني، فالضفة تبقى تحت الاحتلال، والقدس خارج إطار أي مفاوضات كونها العاصمة الأبدية الموحدة لـ «إسرائيل»، وبالتالي نصبح جميعا أمام واقع جديد، هو السعي لاستعادة الوضع الذي كان سائداً في القطاع قبل يونيو 1967، أي السعي لعودة المسؤولية الإدارية المصرية للقطاع .. وتصبح الدولة في خبر كان وتتحقق مؤامرة كانتونات الضفة.

ثالثاً : وضع الاتحاد الأوروبي في موقع الوصاية على القطاع وإدارته اقتصادياً وسياسياً، ولاننسى المسؤولية الأمنية أيضاً.

رابعاً : خلق مشكلة فلسطينية - فلسطينية جديدة تعمق الراهن المنقسم ما بين رام الله والقطاع.

خامساً : خلق مشكلة عربية - عربية مركبة .. وعربية - فلسطينية في آن معاً.

سادساً : يتفرغ الاحتلال الصهيوني لإنفاذ خططه وبرامجه في عملية إفراغ القدس من أهلها العرب لأسرلتها ونهب ما تبقى للفلسطينيين من أراض في الضفة الغربية وهي اليوم لاتصل إلا إلى نحو 52% من مجموع ارض الضفة لأن البقية مصادرة ومقامة عليها المستوطنات الصهيونية ويسكنها نحو نصف مليون منهم حالياً وفي المخطط 2020 يصبح العرب في الضفة هذا إن ظلوا فيها ولم يتعرضوا للترانسفير أو التصفية العرقية العنصرية أقلية مبعثرة ومطوقة بالمستوطنين وبأسلحتهم وأحقادهم.

قد يقال إن ما أعلنته «يديعوت احرونوت» قد يكون بالون اختبار .. أو تلفيقاً. ولكن لا، إن فكرة التخلص من القطاع وبعثرة الفلسطينيين والعمل على جعل قيام دولة لهم أمراً مسحيلاً، وإلقاء المسؤولية عن الكاهل الاحتلالي كانت مطروحة لحظة قرر آرييل شارون الانسحاب من القطاع وتفكيك المستوطنات فيه. كما أن المواقف الناجمة عن عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الفلسطينية والدفع نحو الانقسام والتصادم بين حركتي «فتح» و«حماس» وفشل العدوان الصهيوني الإجرامي على القطاع نهاية 2008 - واستمرار الحصار والضغط الدولي الذي ينصب على «تل أبيب» لفك الحصار عن القطاع ومتابعة جرائم المحتلين دولياً، كلها دوافع معقولة لإعادة خلط الأوراق في المنطقة.

قد لا يأخذ بعضنا العربي أو بعضنا الفلسطيني تصريحات وآراء واقتراحات وأفكار وشطحات ليبرمان مأخذ الجد، ولكن هل ينبغي فعلاً أن نتظاهر بعدم وجود مثل هذه الفكرة في مجرى العملية الصهيونية الهادفة إلى تثبيت وجود الكيان الصهيوني في ظل إحساس صادق هذه المرة بحتمية زوال «إسرائيل» كونها طارئة على مسار التاريخ، ونهايتها لابد مشابهة لنهاية الحكم العنصري في جنوب أفريقيا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165248

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165248 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010