الأحد 22 حزيران (يونيو) 2014

عقاب جماعي

الأحد 22 حزيران (يونيو) 2014 par أحمد مصطفى علي

سياسة العقاب الجماعي والحرب الحقيقية التي يفرضها الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل من خلال تصعيد عدوانه باقتحام مناطق واسعة من الضفة الغربية المحتلة، بذريعة البحث عن المستوطنين الثلاثة المختفين، وقيامه بتنفيذ برنامج تطهير للقيادات والكوادر الفلسطينية بشن حملة اعتقالات طالت المئات منهم وكذلك معظم الأسرى القدامى الذين تم الإفراج عنهم فيما يسمى “صفقة شاليت” والتهديد بإبعادهم، هي خرق واضح لاتفاق مبادلة الأسرى، وتكشف النيات المبيتة له بإغلاق أبواب الحلول السياسية، ونسف عملية التسوية والتهرب من التزاماتها وضرب عملية المصالحة الفلسطينية، والتمسك بالاحتلال والاستيطان وتهويد الضفة وفصلها عن القطاع .
ما تقوم به “إسرائيل” من عقوبات وحصار على الفلسطينيين يتناقض مع القانون الدولي الإنساني، الأمر الذي يتطلب من العالم الحر بأسره ومؤسساته وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة المملة، بل العمل والضغط بكل السبل على الكيان للكف عن هذه السياسة غير الاخلاقية وغير الشرعية ودفعه للالتزام بعملية التسوية لإيجاد حل عادل وشامل يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس .
سياسة القمع والبطش “الإسرائيلية” العنصرية الممنهجة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتحويل مناطقهم إلى ثكنة عسكرية بهدف إخضاعهم لسياسة الأمر الواقع، يشكل عدواناً بالغ الخطورة لا بد للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي من تكثيف تحركاتها في الأمم المتحدة كي تتحمل مسؤولياتها واتخاذ موقف صارم للجم عبثية الاحتلال واستهتاره بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني .
العمليات العسكرية “الإسرائيلية” الهمجية المتواصلة في الضفة وغزة، تزيد من هشاشة الأمن والاستقرار وتدفع الى تنامي المواجهات، وتهدد باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة وتعرقل جهود السلطة الفلسطينية في تثبيت الأوضاع الأمنية، و“إسرائيل” وحدها تتحمل عواقب تصعيدها الخطير .
حالة التخبط التي يعيشها الاحتلال وردود فعله الهستيرية التي وصلت إلى حد اعتقال نواب من المجلس التشريعي وتضييق الخناق على الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام أصلاً داخل سجونه، مستغلاً حادثة اختفاء ثلاثة مستوطنين في الخليل، هدفها خبيث يتمثل بضرب التوافق الفلسطيني واستئصال حركة حماس من الضفة المحتلة .
القضية الفلسطينية تمر بتحديات مصيرية وتطورات متسارعة تستلزم من كل من يؤمن بعدالتها التكاتف والترابط والسعي لمواجهة صلف الاحتلال الصهيوني وفضح ممارساته، الذي يراوغ كعادته في تضليل الرأي العام العالمي عن جرائمه البشعة والظهور بمظهر الحمل الوديع والسعي لكسب التأييد لمشروعه العنصري المتمثل بما يسمى “يهودية الدولة” الذي يشطب كل الحقوق الفلسطينية المشروعة، ويبدو أنه بدأ يكسب تضامناً دولياً، تمثل بانتخاب الدبلوماسي “الإسرائيلي” موردخاي أميهاي عضواً في لجنة الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بإنهاء الاستعمار المعروفة باسم اللجنة الرابعة، رغم أنه يمثل كياناً ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وسجلها يحفل بالقتل وبالاحتلال المتواصل منذ 66 عاماً .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2178099

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

2178099 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 30


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40