الجمعة 20 حزيران (يونيو) 2014

رئيس التنسيق المقدس

الجمعة 20 حزيران (يونيو) 2014 par سمير الحجاوي

لا يملك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من تبني “التنسيق الأمني” مع الاحتلال الإسرائيلي، والاستماتة بالدفاع عنه، وكان آخر “غزواته” للدفاع عن هذا التنسيق أمام وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة عندما قال: “من مصلحتنا أن يكون هناك تنسيق أمني مع إسرائيل لحمايتنا وهذا ليس عيبا.. أقول بكل صراحة لن نعود إلى انتفاضة أخرى تدمرنا كما حدث في الانتفاضة الثانية”. واعتبر “التنسيق مع”إسرائيل“مصلحة للفلسطينيين حتى لا تندلع انتفاضة جديدة”، وقال “إن الفتيان”الإسرائيليين“الثلاثة المختفيين بالضفة”بشر" ونحن نبحث عنهم حتى نعيدهم إلى
عائلاتهم، وسنحاسب من قام باختطافهم كائنا من كان“، وأكد أنه ينسق مع”إسرائيل“من أجل الوصول إلى المستوطنين المفقودين، لكن أهم ما سبق وقاله عباس كان”التنسيق الأمني مع إسرائيل “مقدس” وسيستمر“وأن الجانب الفلسطيني يتفهم المخاوف الإسرائيلية الداخلية في موضوع الأمن، ومستعد للتعامل معها وتلبيتها، ووصف دعوات وقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بأنها”مزايدات رخيصة".
هذه بعض الاقتباسات مما قاله عباس أمام ممثلي العالم الإسلامي، وفي مناسبات أخرى، يؤكد فيها جميعها على أن “المقدس الوحيد” عنده هو التنسيق الأمني مع الاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والذي يحاصر قطاع غزة.. هذا “المقدس المعلن” لعباس يثير تساؤلات حول هذا الرجل الذي يعمل على تثبيت أركان إسرائيل بدفاعه المستميت عن شرعيتها وحقها في البقاء والوجود وإلغائه للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني واحدا تلو الآخر.
يفترض نظريا أن محمود عباس ميرزا “أبو مازن” يمثل آمال وطموحات وأهداف الشعب الفلسطيني، وأنه رأس حربة الدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة وحقه الطبيعي في فلسطين، وهذا يدفعنا للسؤال: ما هو البرنامج الذي يتبناه، وما هي حقوق الشعب الفلسطيني التي يعترف بها عباس، وما هو المشروع الوطني الفلسطيني؟ وما هي الإستراتيجية الفلسطينية؟ وما هو تعريف الفلسطيني؟ ومن هو الفلسطيني؟ وما هو تعريف الاحتلال الإسرائيلي؟ وما هو تعريف فلسطين؟ وما هي الفوائد التي سيجنيها الشعب الفلسطيني من التنسيق الأمني مع الكيان الإسرائيلي؟ وهل منع التنسيق الأمني اغتيال وخطف وقتل الفلسطينيين في الضفة؟ وهل أوقف التنسيق الأمني الاستيطان في الضفة؟ وهل أنقذ التنسيق الأمني القدس من التهويد؟ وهل أعاد التنسيق الأمني لاجئا فلسطينيا واحدا إلى فلسطين؟ وهل منع التنسيق الأمني اقتحام المدن والقرى الفلسطينية؟ وهل أوقف التنسيق الأمني المشروع الصهيوني؟ وهل استفاد بإطلاق سراح أسير فلسطيني واحد من سجون الاحتلال الإسرائيلي؟
لكي نفهم ما هو التنسيق الأمني أستشهد بما قاله مؤسس فريق التنسيق الأمني وواضع إستراتيجيته وعقله المدبر الجنرال الأمريكي كيث دايتون بما جاء في خطاب ألقاه، في ندوة لمعهد واشنطن: إن التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منع انتفاضة ثالثة بالتنسيق مع المكتب الأمني في الولايات المتحدة، وقال “عملنا بصورة وثيقة مع الحرس الرئاسي وركزنا على تحويل قوات الأمن الوطني الفلسطينية إلى جندرما فلسطينية (شرطة منظمة)، و”نحن لا نقدم شيئاً للفلسطينيين ما لم يتم التنسيق بشأنه مع دولة إسرائيل وبموافقة إسرائيلية“ويقول:”كانت الفكرة من تشكيل فريق التنسيق الأمني الأمريكي، تهدئة مخاوف الإسرائيليين حول قدرات قوات الأمن الفلسطينية. واستثمرنا أموالاً وعناصر كافية في جعل وزارة الداخلية قائدة للحكومة الفلسطينية ولديها ميزانية كافية، وركزنا على تدريب القادة الكبار، كواحدة من أعظم الفوائد المستدامة".
ويتفاخر: "انخرطت العناصر الأمنية الفلسطينية في سلسلة الهجوم الأمني عبر الضفة الغربية، وبمنتهى الدهشة بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، لقد أثاروا اهتمام المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، بقراراتهم وانضباطهم ودوافعهم والنتائج التي حقوقها. إن أداء هؤلاء العناصر في جنين، حيث كانت أول مكان لانتشارهم، بحيث إنه بعد ستة أشهر لم يسمح الجيش الإسرائيلي فقط بتعزيز قوته في الخليل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 59 / 2165497

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2165497 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010