السبت 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

النتيجة الحاضرة : العدو يستعيد توازنه الاستراتيجي مع الثورة الفلسطينية...

السبت 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 par رئيس التحرير

فقط يمكن قراءة مجمل حصاد السنوات الخمس الماضية، وبالتحديد عقب اغتيال ياسر عرفات وتمكن فرقة القوة الخاصة العميلة لعمليات العدو الصهيوني الاستراتيجية في التخريب داخل حركة “فتح” وداخل الساحة الوطنية الفلسطينية بعامة، من تنفيذ أهداف العدو الاستراتيجية بضرب الثورة الفلسطينية من داخلها، استطاع العدو أخيراً تحقيق هدفاً مركزياً ونوعياً على الأرض لا يمكن التجاوز إلى غيره قبل ملاحظته ودراسته وتحليله.

هذا الهدف الذي استطاع العدو الصهيوني تحقيقه، يتلخص في تمكنه من استعادة توازنه الاستراتيجي في صراعه مع الثورة الفلسطينية، فهو لم يستطع تحقيق هذا الهدف طيلة الفترة الماضية وعلى امتداد الاربعين عاما المنصرمة، لا هو فعلها في العام 1970 بالرغم من خسارة الثورة الثقيلة للقاعدة الآمنة وحضن الجماهير في الأردن نتيجة نجاح الفتنة والمؤامرة في هذه المرحلة، ولا هو استطاع أن يفعلها في العام 1982 بالرغم من الخروج من بيروت وخسارة جولة المواجهة صيف العام المذكور الذي شهد تسجيل الصمود الأسطوري لقوى الثورة وجماهيرها والقوى القومية المتحالفة معها.

وهو بالقطع لم يستطع تحقيق هذا الهدف بالرغم من الدخول في مغامرة أوسلو المشؤومة عقب العام 1993 بدليل تواصل الانتفاضة الفلسطينية القوية التي سجلت فصلها الأول عام 1987 بقيادة المعلم خليل الوزير أبو جهاد لدفتها وصيرورتها منذ ما قبل الانفجار، وهذه المرة انفجر الفصل الثاني بقيادة الشهيد أبو عمار نفسه وتوجيهه المباشر لها بالوقود الثوري الذي تركته تجربة الانتفاضة الأولى من كادر القيادة الموحدة للانتفاضة والذي جرى موضعة بعضه في كادر الأمن الوطني وحرس الرئاسة عقب أوسلو وترتيباتها، وهنا أدرك العدو الصهيوني ومعه حلفه الإمبريالي والرجعي أن الثورة باقية طالما بقيت “فتح” هي “فتح” وهنا جرت موضعة الهدف بدقة هذه المرة.

أصبح المطلوب ليس رزنامة الجغرافيا ولا أجندة الشكل والموقع ولا حتى الجبهة النفسية والعقيدة المقاتلة، بل أصبح المطلوب هو الجوهر النضالي والثوري لفتح، والذي كانت العمليات الاستهادفية المختلفة سواء الثقيلة منها في الصراع الميداني المباشر عبر ملاحم المواجهة، أو حتى الاستهداف الأمني باغتيالات القيادة الفتحاوية وفي مقدمتها قيادة الثورة التاريخية في الصف الفتحاوي الأول أبو جهاد وأبو أياد وأبو الهول وبقية الأبطال/الرجال، وهنا بدأ تنفيذ سياق التخلص من أبو عمار وتسهيل وصول كمبرادور ومقاول التفريغ والتفجير لفتح، حتى أمكنه تحقيق هذا الهدف أخيرا بعقد مؤتمر “دايتون السادس” مستفيداً من عجز وجبن بعض من تبقى من قيادة فتح التاريخية وتآمر بعض زملائه من قيادة الصف الثاني والثالث من جهة أخرى غير مبالين بنوع الجريمة التي يشاركون فيها.

عندما اطمأن العدو أن هدفه في “فتح” وفي “م.ت.ف” قد تحقق، وعندما تيقن أن السلطة التي سمح لها أن تنقلب على بعضها وأن تنجز فصلا جغرافيا حقيقيا بين جناحي الوطن المتبقي، وعندما تأكد أن مقاول تفجير “فتح” استطاع أيضا أن يجهز على منابع الثورة وتواصلها تحت عمليات فصل الحبل السري بين الشتات والوطن المحتل، قام العدو إلى أجندة أهدافه المركزية الأساسية فسجل ثلاثة اختراقات أساسية في السنة الأخيرة ومنذ مؤتمر دايتون صانع الفلسطيني الجديد :

الأول: اختراقه في ملف المقدسات عبر قرارات استهداف الأقصى والحرم الابراهيمي وبقية المواقع المسجلة على قائمته وتزيد عن مائة وخمسين موقعاً.

الثاني:اختراقه على مستوى سرقة الأرض وتهويدها من خلال حملة الاستيطان الشرسة في كل الضفة الفلسطينية وخاصة في القدس بحيث يقول مركز الإحصاء الفلسطيني أن ما تبقى اليوم لا يزيد عن 15% من الضفة حيث مخططات بناء المدن والقرى وبعض الهوامش حولها.

الثالث : اختراقه في مسألة الشعب الفلسطيني نفسه ومما يسميه بملف السكان والديموغرافيا وبدا تطبيق أوامره العسكرية الصرف للتعامل مع هذا الواقع الذي يهدف إلى إعادة موضعة الديموغرافيا عبر الترانسفير والطرد في الداخل وفي كل منطقة في فلسطين المحتلة، وهو منذ البداية وعبر تفاهمات مقاول المؤامرة عباس نفسه مع بيلين ألغى مسألة العودة أساساً، وليست تصريحات صبيه المستقدم في المؤامرة على أوراق ياسر عرفات السابقة (المالية - الأمن) ، وسيده الآن في مرحلة الرباعية وأموال التمويل الحاكمة لمجمل الصورة، إلا إعادة صدى لحقيقة ما مرره عباس نفسه للعدو الصهيوني من تعهدات سرية وعلنية بإسقاط مسألة حق العودة ومسخها والتحايل عليها بما تسميه عبارته الدائمة “حل متفق عليه” .

هكذا مرت ضربات العدو الاستراتيجية الثلاث دون أي معوّق حقيقي وبأقل كلفة من أي نوع، وربما بدرجة عالية من المفاجأة له، ولمن يبحث عن الجواب، هو السهل الممتنع، لأنه لم يعود هناك من وجود لا لفتح الثورة ولا للعمل الجبهوي الثوري ولا حتى لفضاء مقاومة فعلية لا تتستر خلف إرث مضى أو وعد قادم، وطالما هذه الفتح الجديدة مشغولة برائحة ملفات فسادها على كل صعيد، وطالما بقية شرفاء “فتح” لا يجدون حتى الساعة مؤتمرهم الحركي الشرعي الذي يعيد ضبط الأمور بدءا من محاسبة العملاء والسراق واللصوص والمجرمين، فإن العدو سيستمر في تحقيق المزيد في المدى القريب وحتى لحظة القرار التاريخي المفقود اليوم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2165410

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165410 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010