الأحد 15 حزيران (يونيو) 2014

تغيير شروط اللعبة

الأحد 15 حزيران (يونيو) 2014 par صالح عوض

ما يجري في هذه الأيام في العراق سيغير شروط اللعبة ويعيد ترتيب الأوراق من جديد، الأمر الذي يعني أنه يتسنى على الأطراف ان تراعي حساسيات المكون السياسي والثقافي، كما عليها مراعاة الوضع الإقليمي وتعقيداته.. فالمسألة دقيقة وحساسة، والخطأ الأول فيها هو الخطأ الأخير.

أين ستقف إيران مما يجري في العراق؟ وبعيدا عن التفسيرات الطائفية ينبغي الذهاب إلى القول مباشرة بأن ايران كانت تزاحم الإدارة الأمريكية وتعمل جهدها ان تتصدى لإفرازات الاحتلال الأمريكي للعراق على الصعيد الأمني والسياسي، فمن جهة ما يمكن اعتبار ان حربا غير معلنة كانت تتم بين الوجود الاستعماري الأمريكي والإصرار الإيراني على إخراج القوات الأمريكية بأقل الخسائر، وكان للحضور الإيراني دور فاعل في تقليل انجراف قوى شيعية في التوجه الأمريكي.. ثم لا بد من استذكار الخطر العراقي على ايران عندما يكون القرار فيه متصلا بإرادة غربية او خليجية كما حصل في الحرب المفروضة على ايران ثماني سنوات أهلكت الحرث والضرع.. فكان من حق ايران ان تراقب عن كثب، بل وتعمل جهدا من اجل ألا يكون هناك فرصة لتنامي حالة العدوان المتربص بإيران.. ولم يخف حكام الخليج ندمهم على تآمرهم مع الأمريكان لإسقاط العراق، ذلك لأنهم يرون فيه القدرة الكافية للتصدي لإيران في المنطقة، ولعل هذا الموقف الأمريكي نفسه.. من هنا يظل الحرص الإيراني ان لا يعود العراق خصما وعدوا.. انها معادلة صعبة ومعقدة: كيف يتصرف الإيرانيون؟

ليس من السهل ان يدير الإيرانيون ظهرهم لعراق يتشكل بعيدا عن طمأنتهم لاسيما ونحن نسمع من حين لآخر كلاما طائفيا جاهلا او دعوات قومية نتنة ضد “الصفويين الفرس”.. لازال الخطاب لدى قوى عديدة في العراق مشحونا بلغة الصدام والتفجير، وهنا لابد من كشف الغطاء عن جو الشك والريبة الذي انشأه اعلاميون وسياسيون عن جهل او عن تكليف.

نحن في لحظة فارقة وخطيرة، يتسنى على ايران ان تتجنب الكمين التاريخي الذي يستهدف ثورتها ومشاريعها النهضوية ودورها الإقليمي.. فإن عراقا قويا متماسكا هو خير لإيران البلد الاسلامي الكبير. وأن أي اصطفاف مع القوى الطائفية مع المالكي او المليشيات التي تشترك في الحرب بلا هوادة ضد كل من يتصدى لرغبات المالكي.

ما يجب ان يعرفه الجميع ان المالكي شر مستطير على كل العراق على السنة والشيعة وعلى العرب والكرد، وانه إفراز للحقبة الاستعمارية، وانه ارتكب من الجرائم ضد الإنسانية ما يجعل أقرب مكان يستحقه هو السجن ومحاكمة عادلة له.. وثم يجب ان نعلم انه ليس حليفا لإيران.. وها هي الفرصة التاريخية تلوح في الأفق بضرورة تغيير الوضع برمته نحو عراق بكل مكونه السياسي والثقافي يقيم علاقاته في الداخل على الانسجام والترابط ومع الإقليم على الأخوة التي يفرضها الدين والحضارة والجيرة.

إن روحا مسئولة هي التي ستجنبنا اصطدامات تفشلنا وتربك مشروع الأمة في النهضة والتحرر والسيادة.. وإننا نتطلع إلى خطاب على مستوى الأمة، ولنلقي كل الخطابات الطائفية إلى المزبلة لنخرج من الارتباك إلى الصفاء والأخوة لصد المشروع المعادي.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2180908

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2180908 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40