الجمعة 13 حزيران (يونيو) 2014

المالكي (يفر).. من العراق

الجمعة 13 حزيران (يونيو) 2014 par صالح عوض

يكذبون فيدعون أن ما يجري في العراق هو بفعل داعش والإرهاب والمجاميع المسلحة.. وذلك ليسجلوا إخفاقا جديدا يجللهم بالعار.. ويظلموا أهل العراق مرتين مرة بالعنف والقتل والروح العنصرية الشريرة التي تملكت زمرة المالكي التي تسلطت على الآمنين العراقيين الشرفاء ومرة أخرى باتهام الشعب العراقي بأنه داعش وإرهاب ومجاميع مسلحة..

ماذا كان يتوقع المالكي وهو يأمر باعتقال شرفاء العراقيين ومطاردتهم؟ ويأمر باجتياح مدنهم ومواطنهم..؟ يهينون أبناءهم ويعتقلون نساءهم بلا ذنب ولا جريرة.. ظن المالكي أنه حجاج هذا الزمان ورفع شعارات كريهة لحربه على العراقيين مرة أنها تصفية حساب تاريخية ومرة أن بينه وبين بعض مناطق العراق بحورا من الدم وسوى ذلك من الشعارات الحاقدة النتنة.. ماذا كان يتوقع؟ هل يسكت له العراق الذي أذل الجيوش الأمريكية وأخرجها بعد فضيحة كبرى ألحقها بها.؟ هل يصمت العراق عما يمس كرامته ونخوته ورجولته وهو سيف الأمة وعقلها التاريخي؟ من سوء حظ المالكي وزمرته أنه لا يفهم العراق.. فالعراق كالنبي إبراهيم - عليه السلام- يلقونه في النار فيخرج منها بردا وسلاما هكذا كانت كل حروبه.

انهارت جيوش المالكي وأجهزته الأمنية في لحظة خاطفة كأنه بيت العنكبوت واستنشقت الموصل وصلاح الدين والأنبار هواء نقيا غير ملوث بقهر المالكي وجرائمه. وانتشى الشعب العراقي وهو يرى فلول جيش المالكي تترك كل شيء.. الأموال والسلاح والمواقع.. سقط المالكي ومشروعه الإجرامي.. وخرج المساجين المقهورون المظلومون في المحافظات التي تحررت.. إنه يوم تاريخي بلا شك.

كل ما سيقوم به المالكي لن يجديه نفعا، فلقد ثار الشعب يلقي في مزبلة التاريخ كل الشعارات الطائفية والقومية لينبعث العراق من جديد عزا للأمة الواحدة وسيفا ينافح عن تاريخها ومجدها.. والجميل في هذا الباب ما سمعناه من قادة الثورة أنهم يدعون الشعب العراقي كله بكرده وعربه بشيعته وسنته في وحدة واحدة.

إن للكيان الصهيوني حساباته وللإدارة الأمريكية حساباتها.. لكن ما تحاوله الماكنة الإعلامية من تشويه الثورة بوصفها طائفية أو أنها تتصدى لطائفة لن يكون ذلك أبدا لأن الثوار يؤكدون تماما أنهم وإخوتهم المسلمين جميعا والعراقيين من غير المسلمين صف وطني واحد ضد المؤامرات التي تريد الفتنة في العراق وإنهاء دوره الإقليمي والعربي.. ولن تنجح كل أساليبهم الماكرة وسيعرف العراقيون كيف يبنون دولتهم.

عراق الغد سيكون لكل العراقيين وطنا كريما سعيدا يحكمه القانون متطلعا إلى مستقبل واعد من النهضة والانتصارات على أكثر من جبهة. وهو في هذا سيكون معنيا بعدم السماح للأمريكان بالعودة إلى المنطقة، بمعنى أكثر جلاء أنه لن يسمح لاختلاق الاختلاف مع إيران.. بل سيجد نفسه مدفوعا من المصلحة العليا للشعب والبلد والمنطقة إلى إقامة علاقات من حسن الجوار مع إيران الدولة الإسلامية القوية، والتي أصبحت في لب قضايا الأمة، لا سيما فلسطين.

العراق يولد اليوم والطائفية تموت.. فالعراق هو من يوحدنا وهو وحدتنا ونموذجنا الفذ.. ومن حقنا أن نتطلع إلى عراق العراقيين جميعا بلا إقصاء أو تهميش. وهذا ما نحن بانتظاره.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 43 / 2165777

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165777 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010