الأربعاء 28 أيار (مايو) 2014

مشعل، الفتاوى، الأنفاق، والعلم

الأربعاء 28 أيار (مايو) 2014 par عامر نعيم الياس

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المقيم في قطر، خلال لقائه حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني، «لن أنسى الدعم الذي قدمه الرئيس السوري بشار الأسد والشعب السوري لفلسطين، مؤكداً ضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية، ومشيداً بدعم إيران لمحور المقاومة»، انتهى الاقتباس.

خرج خالد مشعل من دمشق منتصف عام 2012 بعد «حرده» من القيادة السورية التي لم تستجب «لصوت العقل» حينها ولم تقبل أي تدخل من «حركة المقاومة» في إعادة ترتيب البيت السوري الذي احتضنها يوم لم يلتفت لها ولمشعل تحديداً أي أحد في هذا الكون، حتى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي انضوت حماس رسمياً تحت رايته بعد الخروج من دمشق، هذا التنظيم اللندني لم يتحمل أن يحمي رجلاً مطلوباً من إسرائيل. الرجل لم يوفر أي مناسبة للنيل من القيادة السورية، طعنها في الظهر بأسلوب فج شكل إهانة للشعب والدولة السورية التي وقفت يوماً على حافة الهاوية في دفاعها عن الحركة ومشعل، لا نريد العودة إلى شروط كولن باول وزير الخارجية الأميركي بعد احتلال بغداد. قبّل علم «الربيع السوري» ولفه هو وأعضاء حكومة فصيله في قطاع غزة حول عنقه، متناسياً ذاك العلم الذي حماه في دمشق، تحدث عن الديمقراطية وامتدح «خليفة المسلمين أردوغان» في شهر تشرين الأول من عام 2012 عند حضوره لمهرجان تأسيس حزب العدالة والتنمية في تركيا، كما أنه لم ينسى مدح أمير قطر والرئيس محمد مرسي في مصر الذي تم في عهده تدمير غالبية الأنفاق التي كان سكان غزة يستخدمونها للالتفاف على الحصار الصهيوني، أنفاق تعتبر الاختراع الحصري لحماس المقاومة، اختراع جرى تجييره في سورية لقتل عناصر الجيش العربي السوري وتدمير التراث السوري العالمي، وهنا لا بد أن نستشهد بما قاله «بطل الأنفاق» أبو أسد خلال لقائه الحصري مع الغارديان البريطانية فقد أشار «إلى أنه أقدم على حفر الأنفاق وتفخيخها بغية تحقيق أهداف على الأرض، موضحاً أن صديقاً فلسطينياً زاره العام الماضي في شمال سورية ولفت نظره إلى فكرة حفر الأنفاق، لذا قرر توظيف الفكرة».

ربيع الإخوان القصير لم يكن في الحسبان، انقلب السحر على الساحر وأخطأ ذراع الإخوان المقاوم مع وقف التنفيذ في فلسطين الحساب، فمصر انتفضت والأنفاق ومخيم اليرموك ينزفان حتى اللحظة، لم ينفعه الاعتدال شيئاً، فحمد «المقاوم» وأردوغان «إمام المسلمين» لا يستطيعان منحه غطاء دمشق ولا دعم طهران، الأموال فقط للمخربين في سورية وليست لتسليح المقاومين، اللهم سوى تسليح من يؤمن أن «الجهاد نحو القدس يمر من دمشق». واليوم يوجه مشعل رسائل إلى دمشق عبر طهران، يبدو أنه أدرك ما يجري على الساحة، مصر السيسي تغيّرت ودورها في الملف السوري، ووزير الخارجية السعودي دعا نظيره الإيراني لزيارة المملكة، أما الجهاد الإسلامي وموقفها والتقارب بين السلطة الفلسطينية ودمشق ملف آخر يدرك مشعل معانيه ودلالاته جيداً، فهل تقبل دمشق اعتذاراً ضمنياً بصيغة إعادة إقرار بدورها من جانب مشعل؟ هل تنتظر دمشق إقراراً بدورها من أحد؟ هل تعوض بضع كلمات عن الغدر بسورية؟ هل تستطيع إيران المعنية جداً بإعلاء شعار التوافق الإسلامي ووحدة المقاومة انطلاقاً من هذه الزاوية التأثير في موقف دمشق من مشعل؟

في السياسة قد يكون المستحيل غائباً عن المعادلة، وقد تكون البراغماتية سيدة الموقف ووصفةً سحرية للسياسي والسياسات الناجحة، لكن الكرامة الوطنية لا تؤخذ بفتوى ولا تخضع للمتحول، هي ثابت من الثوابت وجزء من سيادة الدولة، الدولة التي لا تغيّر هويتها فتوى من هنا ودعوة للعنصرية من هناك، الدولة التي يعني تغيير علمها نسفها من جذورها وليس إصلاحها كما يحاول البعض الادعاء، إنه تغيير لدولة منحت حماس كل شيء وتأسيس لدولة «التطبيع الصحي» مع نتنياهو، دولة الأنفاق والتفخيخ المستعينة بخبرات الإخوة بهدف «تحريك الجمود على جبهة حلب» وفقاً للغارديان البريطانية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2181125

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181125 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40