الى نضال الاحمدية نحن يا اختاه من ستين عام لا نكتب اشعارا ولكنا نقاتل

الى نضال الاحمدية

نحن يا اختاه من ستين عام لا نكتب اشعارا ولكنا نقاتل

الدكتور عدنان بكرية – فلسطين التاريخية

لا يغيظني كلام الاعلامية اللبنانية نضال احمدية بحق ابنائنا “الاسرائيليين” كما تقول المشاركين “باراب ايدول” ومحاولة حرقهم في أتون هوية لم يختاروها بقدر ما يغيظني العهر العربي الذي يكرس ثقافة موتنا المفتعل والتعامل معنا على اننا مجرد ارقام وهويات .

نضال احمدية تمثل ظاهرة العهر العربي المتفشية التي تجاهلت هذا الجزء الحي من الشعب الفلسطيني الذي اجترح معجزة البقاء والصمود في وقت كانت الهزائم تطارد الأمة العربية من المحيط الى الخليج .

الفلسطينيون داخل فلسطين التاريخية ليسوا بحاجة للدفاع عن هويتهم وولائهم لشعبهم وقضيته فهم جزء من هذا الشعب كتب عليهم في غفلة من الزمن ان يحملوا جنسية دولة الاحتلال ليحافظوا على بقائهم ووجودهم ولولا هذا البقاء المتجذر لخسرت فلسطين شواهد عروبتها بعد ان مسحوا الصهاينة معالمها الجغرافية لكنهم وقفوا عاجزين عن مسح معالمها البشرية الباقية شامخة كالجبال .

العالم العربي لم ينصف هذا الجزء من الشعب الفلسطيني بل كان دائما يتعامل معهم على انهم جزء من الكيان الصهيوني نتيجة جهل بحقيقة التاريخ الفلسطيني وعدم محاولة فهم هذا التاريخ على اصوله،والاعلام الفلسطيني تجاهل حتى مجرد التعريف بمليون ونصف المليون فلسطيني في الداخل او في مناطق ال 48 كما اصطلح تسميتهم وبقيت قصتهم تراوح بين التجاهل الفلسطيني والجهل العربي .

على مر التاريخ الحديث عرفنا فلسطين برموزها وشعرائها وسياسييها فهل كلفنا أنفسنا عناء التعرف على بلداتهم ومدنهم ؟! هل كلفنا أنفسنا ان نقرأ تاريخ توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم واميل حبيبي واميل توما وكل هؤلاء العمالقة الخالدين .. هؤلاء يا ست نضال احمدية هم من تقولين عنهم اسرائيليين وصهاينة !

نحن لم نختر هويتنا ولا نتباهى بها ..هي اختارتنا عندما احتلت فلسطين وقبلنا بهذا القدر اللعين لنحافظ على وجودنا في اراضينا ووطننا ..قبلنا بتجاهلكم لنا وملأنا الدنيا صراخا ..ناديناكم ..نحن هنا التفتوا الينا ..لم يلتفت احد ولم يعرنا اهتمامه ..بقينا وصمدنا وتجذرنا ... وحدنا كنا نقاوم محاولات اقتلاعنا ولا احد يسمع بنا !

وحدنا انتفضنا في يوم الارض عام 76 ولم يكن للعالم العربي اية معلومة تشير الينا ولم يكلف خاطره ان يعرفنا اكثر وينصفنا ويتعامل معنا مثل اي عربي آخر!وحدنا نواجه كل يوم محاولاتهم لتهجيرنا والتضييق علينا في كل مناحي الحياة وبفضلنا اعترف العالم بعنصرية كيان الصهاينة ...

نحن عرابة وسخنين ويافا واللد والطيبة وحيفا وعكا يا ست نضال احمدية ..نحن الارض التي انبتت الاف المناضلين والفدائيين ..نحن الاسرى.. نحن فرسات المواجهات في عقر دارهم ..نحن نواطير البلاد نصون كل حجر وكل نبتة وكل شجرة .. نحن الين وقفنا بوجه دبابات التهجير عام 48 وقلنا

هنا على صدوركم باقون كالجدار .. وفي حلوقكم كشوكة الصبار ..كاننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل