الخميس 22 أيار (مايو) 2014

المصالحة وعدم المبالغة بالتوقعات ورفض المحاصصة على حساب الفصائل

الخميس 22 أيار (مايو) 2014 par رامز مصطفى

منذ التوقيع حديثاً على اتفاق تنفيذ اتفاق المصالحة في قطاع غزة بين المنظمة وحركة حماس في الثالث والعشرين من نيسان الماضي، بدأت تتكشف مواضع الخلل في هذا الاتفاق، وما قد يواجهه في المستقبل القريب، نتيجة الثغر والفجوات الكبيرة التي من شأنها أن تفجّر هذا الاتفاق برمّته، ولسنا من الذين لا يتمنون له النجاح في تطبيق عناوينه كاملة. لكننا نضمّ صوتنا إلى الأصوات التي تطالب أن يكون الاتفاق محصّناً بما فيه الكفاية خشية السقوط. هذا من جهة، ومن جهة ثانية التوجس والمخاوف المتزايدة لدى الفصائل والقوى الفلسطينية، من ذهاب هذا الاتفاق نحو المحاصصة الثنائية بين حماس وفتح، استناداً إلى الكلام عن حكومة التوافق الوطني والشراكة الوطنية. حديث يتصل بالإنشاء وبداعة الخطاب أكثر من كونه كلاماً ذا ترجمات عملية، ما يضفي على المشهد الفلسطيني الوحدة التي يتوق إليها الجميع.

قادني إلى هذا الكلام حدثان مهمّان في مدلولهما لكلّ من الدكتور رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، والأستاذ نايف حواتمة أمين عام الجبهة الديمقراطية. وإن كان كلّ من السيدين شلح وحواتمة قد ركز في حديثه على مواضيع تتقارب وتتباعد أحياناً، إلاّ أنّ القاسم المشترك بين حديثيهما هو دقّ ناقوس الخطر من انزلاق المصالحة نحو طريق السقوط أو الإسقاط، وهما ينبّهان وبالتالي فهما نبّها من خطورة هذا الأمر وانعكاسه على القضية الوطنية وما تواجهه من تحديات.

شدّد الدكتور رمضان شلح في مقابلة أجرته معه صحيفة «الحياة». على عدم المبالغة في التوقعات حيال المصالحة الفلسطينية إذ لم تحلّ «العقبات والتعقيدات الكثيرة « بل تمّ «الالتفاف عليها أو الهرب منها» لإعلان إنجاز الاتفاق. وفي حديثه عن العقبات يقول شلح: «هناك عقبة البرنامج وعقبة الحكومة والانتخابات والأجهزة الأمنية والمنظمة والمقاومة». وعن الانتخابات حذر كلاً من فتح وحماس من دخول الانتخابات ببرنامجهما السياسي لأنه سيفجّر الوضع الفلسطيني. وفي شأن المنظمة، أوضح أنّ حركته على استعداد لدخول المنظمة، ولكن على أسس سياسية وتنظيمية جديدة. وأضع تحت «سياسية» مئة خط، لأنّ سائر اللقاءات التي جرت بحث موضوع المنظمة تم التهرب من عنوانها السياسي، وهذا الهرب سيفجر برأينا مشكلة أكبر من تلك التي حدثت بين «حماس» و «فتح» على السلطة، وحدث الانقسام بسبب دخول الجميع الانتخابات مع احتفاظ كل طرف ببرنامجه. وأكد أن طرفي الانقسام أملت عليهما ظروفهما التوجه نحو الاتفاق بسبب أزمتهما. فلدى حركة حماس أزمة حكم غزة، وهناك أزمة المفاوضات وانسداد أفق التسوية لدى أبو مازن. وأوضح أن حركته وإن كانت ترحب بهذا الاتفاق لتحقيق المصالحة، إلاّ أنها ليست جزءاً من هذا الانقسام وليست جزءاً من هذا الاتفاق.

أما أمين عام الجبهة الديمقراطية حواتمة في حديث إلى صحيفة «الغد» الأردنية أكد أن «الاتفاق الأخير تم وفق آليات من نمط مغاير، إذ ترك أمر تشكيل حكومة الوفاق لمدة زمنية محددة بخمسة أسابيع، من دون استقالة حكومة حماس»، لافتاً إلى أن طرفي الاتفاق سرعان ما شرعوا في تكريس المحصاصة الثنائية بينهما، وهذا ما بينته «موجة انتقادات موجهة من جانب القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية لذهاب وفد فتح وحده إلى قطاع غزة، وليس وفد المنظمة الذي وقع على الاتفاق، للبحث عن اتفاقيات ثنائية لتشكيل الحكومة، من تحت الطاولة، على قاعدة المحاصصة». وأكد أن «قوائم الأسماء التي تم الاطلاع عليها وتُتداول بين فتح وحماس، على أن يترك للرئيس عباس الخيار في ما بينهما، لا تعكس مضمون الاتفاق، إنما سيوضع الشعب أمام الأمر الواقع». ويضيف حواتمة أن «الشخصيات ليست مستقلة بل محسوبة رسمياً على الحركتين أو موالية أو قريبة منهما. ما يفسّر حصر بحث تشكيلة الحكومة بينهما ومن دون مشاركة مباشرة من القوى والفصائل الوطنية التي يتشكل منها الإطار القيادي الموقت للجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير».

ما تقدم، مضافاً إليه الكثير من الأسئلة والتساؤلات حول المصالحة والحفاظ عليها من تعرضها لأيّ اهتزازات تؤدي إلى فشلها ومن ثم سقوطها، يُظهر الحاجة الملحة إلى البدء في مناقشات معمقة للعناوين التي أتى على ذكرها كل من شلح وحواتمة. وهذا يتطلب التعجيل في عقد اجتماع الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير الفلسطينية وأهمية أن تتولى هذه المناقشة المعمقة والمسؤولة للقضايا والعناوين كافة المتعلقة بهذا الاتفاق وآليات تطبيقه وتنفيذه وفق المهل الزمنية المتفق عليها، رغم ما تحمله من أخطار التأخير في الالتزام بها. ومن الواضح أنها مرشحة للتمديد إلى حين ترتيب حماس وفتح أوضاعهما لخوض هذه الانتخابات، لا أن تتحول مسألة عقد الإطار القيادي اجتماعاته وانتظامها حبيسة التوافق بين فتح وحماس، وبذلك سيكون هذا الإطار عرضة للتعطيل مرة جديدة. ولفتني في حديث الدكتور شلح تحذيره حماس وفتح بألاّ يتوجها إلى الانتخابات ببرنامجهما السياسي، لأن من شأن ذلك أن يفجر المصالحة. هنا السؤال الذي يتبادر إلى الذهن. على ماذا تخوض القوى والفصائل والأحزاب الانتخابات، أليس على أساس برامجها وخياراتها السياسية؟ ولفتني أيضاً في حديث السيد حواتمة تركيزه على مسألة أخطار تكريس المحاصصة الثنائية على حساب الفصائل، وهو محق، وأنا وكثر نتفق معه على ذلك. لكن تجنب إقحام نفسه في التطرق إلى بعض العناوين التي تناولها الدكتور شلح، هل مردّ ذلك أن الرؤى بين الديمقراطية والسلطة وحزبها فتح أكثر تقاطعاً في العناوين السياسية؟ هذا جائز.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2165546

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165546 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010