الثلاثاء 6 أيار (مايو) 2014

في ظلال الوحدة

الثلاثاء 6 أيار (مايو) 2014 par صالح عوض

إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق وخالد مشعل يقفون اليوم على بداية طريق جديد يوحد سبيلين متباعدين، معلنين عن إلغاء سلوك قد أساء كثيرا إلى القضية وشعبها بإصدار مرسوم بالإفراج التام عن كل معتقلي حركة فتح السياسيين والأمنيين.. مبشرين بأن حكومة التكنوقراط الفلسطينية ستعرف النور في مطلع الأسبوع القادم..

هذا فيما يواصل أبو مازن تأكيده أن الوحدة الوطنية الفلسطينية خيار فلسطيني وقرار فلسطيني وحقيقة فلسطينية ليس لأحد أن يناقش فيها، وأنه اتخذ قراره رغما عن إرادة القادة الصهاينة، ورغما عن رغبة البعض في الإقليم.. ولم يتوقف أبو مازن عند حدود اتخاذ القرار مع أهميته، وكان يكفي منه ذلك، إلا أنه بادر بتقديم كل الضمانات النفسية والعملية لحماس كيلا ينتابها شيء من القلق والشك في عملية الانتخابات والموظفين الذين زاد عددهم عن الأربعين ألفا.. ومما تسرب من أخبار، فإن قائمة انتخابية مشتركة بين فتح وحماس ستتقدم للترشيح على قدم المساواة.

سيفتح معبر رفح البري للمواطنين من أبناء غزة على اعتبار أنه منفذ دولي على مدارالساعة ليتمكن الغزيون من السفر للالتحاق بمصالحهم في الخارج من تجارة وعلاج وتعليم وسفر لأغراض أخرى، ولاستقدام الدواء والغذاء.. وما يتبع ذلك من ارتفاع الدخل وتوفير فرص عمل لعشرات الآلاف الذين تضربهم البطالة بقسوة وعنف.

وسيتحرك الفلسطينيون في كل أنحاء العالم وقد توحد مقصدهم والتأم جرحهم.. ويكونون من التجارب النادرة في الأمة العربية والإسلامية التي يتحقق فيها التوحد دونما إراقة دم بعد انفصال دامٍ. وبهذا تضاف قيمة أخلاقية مهمة لما تم إنجازه حتى الآن.

يبقى السؤال الكبير وقد يكون الخطير: إلى متى ستصمد الوحدة.. هل ستملي عليها إسرائيل شروطا تفسخها وذلك باستفزازت ذات اليمني وذات الشمال؟ إنه سؤال قائم ويردده كثيرون فيقول قائل ماذا لو حصل الاشتباك المسلح بين قوات الجيش الإسرائيلي وقوى المقاومة في غزة؟ ماذا سيكون الموقف في المقاطعة برام الله؟ كيف يمكن لإسرائيل التصرف تجاه السلطة في المقاطعة..؟

إننا لا نجد تناقضا في هذه الحال المحتملة ولا نرى أنه يهدد وحدة الفلسطينيين.. ومن خلال عبقرية نضالية يستطيع الفلسطينيون تجنب التنافر أثناء الحرب أو قبلها أو بعدها.. فبدءا، لا تقوم حماس وقوى المقاومة في غزة بأي حرب على إسرائيل ومستوطناتها إلا بعد قيام القوات الصهيونية بالاعتداء.. وكما حصل مرات عدة.. فحينذاك لا يملك أحد من الفلسطينيين إلا الانحياز إلى أهله وشعبه كما فعلت السلطة في أكثر من مرة إذ سيرت لغزة الدواء والغذاء والنجدات السريعة.. وأوقفت المفاوضات.

لا خوف على الوحدة أبدا.. ففي ظلالها تنتعش الروح الوطنية وتقوى عزيمة المناضلين وتتقارب وجهات النظر من بعضها.. فهذا هو الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 65 / 2176580

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2176580 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40