الجمعة 25 نيسان (أبريل) 2014

هل تنجح لقاءات المصالحة بين فتح وحماس؟

الجمعة 25 نيسان (أبريل) 2014 par حميدي العبدالله

وصل وفد من قيادة حركة فتح إلى قطاع غزة، ووافقت مصر على منح إقامة دائمة لموسى أبو مرزوق، أحد قادة حماس، وسمحت لـه بدخول قطاع غزة للمشاركة في جولة جديدة من الحوار بين فتح وحماس لإتمام المصالحة التي طال انتظارها وأثرت سلباً في القضية الفلسطينية وسمحت للعدو «الإسرائيلي» بالتمادي في خططه، لا سيما تلك التي تستهدف تهويد القدس ومناطق حيوية ومهمة في الضفة الغربية.

ثلاثة تطورات جديدة ساهمت في الضغط على قيادات فتح وحركة حماس لعقد جولة الحوار الجديدة:

التطور الأول وصول المفاوضات حول التسوية إلى طريق مسدود، وتهديد حركة فتح بحلّ السلطة احتجاجاً على الصمت الدولي والتواطؤ الأميركي واللامبالاة العربية. ومعروف أن المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وحكومة العدو «الإسرائيلي» كانت سبباً من أسباب الخلاف بين فتح وحماس على امتداد العقدين الأخيرين، وبديهي أن تراجع الرهان على المفاوضات من شأنه أن يقلّص سياسياً شقة الخلاف بين الفصيلين اللذين يتقاسمان السلطة في غزة والضفة الغربية، ولا بدّ من أن يترك ذلك انعكاسات على مسيرة المصالحة، بمعزل عما إذا كان هذا العامل قادر وحده على إزالة العقبات كلّها أم لا.

التطور الثاني اتساع هجمة الاستيطان، تحديداً في القدس العربية وتهديد المسجد الأقصى، وأدت هذه الممارسات «الإسرائيلية» معطوفة على وصول المفاوضات إلى طريق مسدود ونشوء ظروف تشبه الظروف التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، وبديهي أنّ مثل هذه الظروف تولّد ضغوطاً على القيادات الفلسطينية للسير في طريق المصالحة، ولو إعلامياً، لمصادرة ردود الفعل الشعبية واحتوائها.

التطور الثالث سقوط حكم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر وتصنيف هذه الجماعة من قبل بعض الدول الخليجية، خاصة السعودية والإمارات جماعة إرهابية، ومعروف أنّ حركة حماس هي جزء من جماعة «الإخوان المسلمين» واستقوت بهذه الجماعة في الفترة السابقة، تحديداً منذ عام 2011 وأصبحت في وضع لا يفرض عليها تقديم التنازلات لإجراء المصالحة، أو على الأقلّ شجعها على أن تضع شروطاً للمصالحة انطلاقاً من توازن القوى الذي ساد قبل سقوط حكم «الإخوان» في مصر وتونس. لكن سقوط حكم «الإخوان» ووضع «الجماعة» على لائحة المنظمات الإرهابية غيّر حسابات حماس التي لم تعد في وضع يتيح لها الثبات على المواقف ذاتها من المصالحة.

هل تشكل هذه التطورات أساساً صالحاً لنجاح جولة المصالحة الجديدة؟

الأرجح أنّ العوامل التي عطلت إتمام المصالحة وتعطّلها لا تزال أقوى من هذه التطورات الجديدة، ومن أبرز العوامل المعرقلة للمصالحة:

أولاً، الامتيازات التي ترافق وجود السلطة. فموازنات قطاع غزة والضفة الغربية تقدر بمليارات الدولارات، وبالتالي فإنّ خسارة أي طرف للسلطة في الضفة الغربية أو في قطاع غزة ستجعله يخسر هذا المصدر من الامتيازات الذي يشكل بدوره وسيلة لاستقطاب الأنصار والمؤيدين والحفاظ على مكانته الحزبية والسياسية، ومن الصعب التوفيق بين الطرفين في هذه المسألة.

ثانياً، الخلاف الايديولوجي، فحركة حماس تتبنى إيديولوجية مرتكزة على فكر «الإخوان المسلمين»، في حين أنّ حركة فتح تتبنى ايديولوجية وطنية، ويقود الاختلاف الإيديولوجي إلى نشوء صراعات وتمايز في السلوك في مجالات عديدة وتساهم في استمرار الصراع بين فتح وحماس.

ثالثاً، لا تزال الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يعارضان أي مصالحة، ويصرّان على أن شروط المصالحة أو الموافقة عليها من قبل واشنطن و«تل أبيب» محصورة بالاعتراف بـ«إسرائيل»، وستبذل الولايات المتحدة مباشرة، وعبر وسطاء، كل جهد مستطاع لتعطيل المصالحة.

في ضوء مقارنة التطوّرات المستجدة، مع العوامل التي تعرقل إتمام المصالحة، يمكن الاستنتاج أنّ جولة المصالحة الجديدة لن تختلف عن سابقاتها، ولن تحقق اختراقاً، وجلّ ما سيسفر عنها حملة علاقات عامة يحتاج إليها الطرفان في هذه اللحظة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2165225

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165225 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010