الأحد 20 نيسان (أبريل) 2014

الأقصى يستغيث

الأحد 20 نيسان (أبريل) 2014 par أحمد مصطفى علي

يتعرض المسجد الأقصى، لأشرس هجمة صهيونية، وخطر التقسيم يتهدده، بعد تصاعد وتيرة الاقتحامات الصهيونية المتكررة، إلى درجة أن هذا الأمر بات اعتيادياً ويومياً، خاصة من قبل المتطرفين اليهود، تحت حماية بنادق جنود الاحتلال ومساندتهم وتشجيعهم، وهم لا يتورعون عن استخدام كافة الأساليب الوحشية والقمعية بحق المصلين المرابطين داخله وفي باحاته، إضافة إلى تصريحات المسؤولين في الكيان المفرطة في التأييد لهذه الاقتحامات والتدنيس .
القوات “الإسرائيلية” تسعى دائماً لفرض سيطرتها على المسجد المبارك بوضع برنامج ممنهج وخطط ثابتة لاستهدافه، ومن خلال فرض حصار خانق على بواباته ومنع الفلسطينيين من دخوله والاعتداء على الرجال والنساء والأطفال وطلاب المدارس عند بواباته واعتقالهم في محاولة لإجبارهم على المغادرة وتفريغ المكان من الفلسطينيين، وإغلاق المعابر وفرض طوق على الضفة الغربية وتقييد دخول المصلين بمنع من هم أقل من خمسين عاماً من الرجال من دخوله .
تضاف إلى هذه الاقتحامات والتدنيس المقصود من قبل “الإسرائيليين” لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، عمليات التوسيع الاستيطانية المستمرة في المدينة، خاصة في محيط المسجد وعمليات الحفر بحثاً عن هيكلهم المزعوم وما نجم عن ذلك من تصدعات وتشققات على جدرانه، الأمر الذي يهدد وجوده، فضلاً عن بناء المزيد من الكنس والملاهي اليهودية ومصادرة المنازل من أصحابها الفلسطينيين في جواره خصوصاً، وفي القدس المحتلة عموماً .
الاعتداءات الصهيونية المتصاعدة على المسجد الأقصى تأتي استكمالاً لمشروع هدمه وتهويد القدس الشريف، حيث يستغل الكيان الظروف السياسية الراهنة، وانشغال بعض الدول العربية بأوضاعها الداخلية، ويستفيد من تغطية دولية، ليقوم بممارساته الإرهابية ضد الأراضي الفلسطينية وأهلها . ولطالما كانت يد العدو مبسوطة، وكانت الحكومات الصهيونية ترتكب جرائمها دون تردد، إذ إنها لم تعر يوماً أي اهتمام للرأي العام العربي والإسلامي والدولي، فكيف الحال اليوم، والكل مشغول بهمومه الداخلية .
لا بد من الدعوة الى إعلان النفير العام في القدس والمسجد الأقصى للدفاع عنهما في وجه محاولات الاقتحام والتدنيس الصهيونية، والدعوة أيضاً إلى أوسع حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني لتأكيد أن الشعوب العربية والإسلامية ما زالت تعتبر فلسطين والقدس والأقصى الشريف تحديداً قضيتها الأولى والمركزية، وأن كل ما يحصل على ساحاتنا لن يحقق هدف العدو في حرف الاهتمام عن هذه القضية الكبرى .
المرابطون والمعتكفون والمدافعون عن الأقصى، من أبناء القدس المحتلة، الذين يواجهون الغطرسة والقوة “الإسرائيلية” للدفاع عن تلك البقعة المقدسة، لهم كل التقدير والامتنان لتمكنهم حتى الآن من إحباط المؤامرات الصهيونية التي تهدف إلى السيطرة على الأقصى بأجسادهم العارية، فإن هذا لا يكفي، فهم ورغم التضحيات اليومية التي يقدمونها، لمنع الاحتلال من رفع علمه عليه، بحاجة إلى دعم إسلامي وعربي ودولي حقيقي بعيداً عن سياسة بيانات الشجب والتنديد من خلال التوجه إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياته وإصدار قرار يلجم الكيان الصهيوني ويلزمه بالمحافظة على الأقصى مسجداً إسلامياً مقدساً والكف عن ممارساته الاستفزازية ومحاولات تقسيمه وهدمه وتدنيسه بالاقتحامات المتكررة، فهل من مجيب يا أمة المليار ونيف؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2178784

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2178784 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40