السبت 19 نيسان (أبريل) 2014

أوقفوا المفاوضات مع “إسرائيل”!

السبت 19 نيسان (أبريل) 2014 par د. كلوفيس مقصود

في الوقت الذي لا تزال فيه «المفاوضات» بين «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» وإسرائيل متعثّرة في ظل غياب دلائل على نتيجة عادلة وموثوقة في المستقبل القريب، نشرت مجموعة أميركيّين بارزين، هم زبيغنيو بريجينسكي وفرانك كارلوتسي وتيم هاميلتون وكارلا أ. هيلز وتوماس بيكيرينغ وهنري سيغمان، مقالاً في 8 نيسان/أبريل على موقع «بوليتيكو» الإلكترونيّ الإخباريّ بعنوان «اثبت على موقفكَ، جون كيري». وأشارت المجموعة في مقالها، في ما يتعلّق بالمستوطنات، إلى أنّ «تعليق العمليّة الديبلوماسيّة في تاريخ محدّد إلى أن تمتثل إسرائيل للقانون الدوليّ والاتّفاقات السابقة، من شأنه أن يساعد على وقف هذا النشاط وأن يبرّر قرار هذا التعليق».
ماذا يعني ذلك؟ فيما تعارض الولايات المتّحدة الأميركيّة المستوطنات وتعتبر توسيعها «غير شرعيّ» و«غير مساعِد»، اعتبر كاتبو المقال أنّ موقفها هذا «لا يحدّد بأيّ شكل من الأشكال طبيعة هذا النشاط التدميريّة، ولا يبدّد الانطباع بأنّنا وافقنا عليه في نهاية المطاف برغم اعتراضنا الشفهيّ عليه».
الامتثال للقانون الدوليّ؟ فلتعترف إسرائيل وتقرّ بأنّها، بحسب تعريف القانون الدوليّ، تحتلّ الضفّة الغربيّة والقدس الشرقيّة وغزّة. لم تحصل أيّ إدارة أميركيّة حتّى اليوم على هذا الاعتراف من إسرائيل، ما يفسّر فشل «المحادثات» المتعدّدة التي جرت قبل أوسلو ومنذ أوسلو، بما في ذلك المحادثات الجارية حاليّاً بناء على مبادرة كيري.
يلحظ القانون الدوليّ أن تكون إسرائيل خاضعة لشروط اتّفاقية جنيف الرابعة، لكنّها ليست كذلك. وليست المفاوضات رحلة صيد يستكشف فيها الفلسطينيّون ما إذا كان لديهم الحقّ في تقرير مصيرهم وإنشاء دولة مستقلّة. فالمفاوضات تعني، مبدئيّاً، التوافق على النتيجة. وفي هذه الحال، النتيجة هي حلّ الدولتين مع إعلان القدس الشرقيّة عاصمة لفلسطين. وعندما يتحقّق ذلك، تصبح المفاوضات موجّهة نحو النتيجة بما يتماشى مع القانون الدوليّ وقرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة.
يتطرّق المقال الذي نٌشر على موقع «بوليتيكو» إلى الكثير من المسائل التي تجعل المحادثات، أي المفاوضات المزعومة، عقيمة، واحتمال التوصّل إلى نتيجة موثوقة معدوماً. وفيما يشيد المقال بجهود وزير الخارجيّة جون كيري، يذكّرنا بادّعاءات إسرائيل بأنّ الضفّة الغربيّة هي «أرض متنازع عليها»، بدلاً من أرض محتلّة.
ألا يتعيّن على المكتب القانونيّ التابع لوزارة الخارجيّة الأميركيّة أن يوضح هذا الموقف بطريقة تحفظ مصداقيّة الحكومة الأميركيّة في ما يتعلّق بالتزامها التوصّل إلى نتيجة مقبولة من الطرفين؟ أتساءل إن أجرى هذا المكتب يوماً دراسة جديّة لتوجيه الجهود الأميركيّة في هذه العمليّة ولتزويد وزارات الخارجيّة الأميركيّة بتحليل مهمّ لقرار محكمة العدل الدوليّة المتعلّق بجدار الفصل المبنيّ في داخل حدود الضفّة الغربيّة وعلى طولها. إذا كان المكتب قد أجرى هذه الدراسة بالفعل ولم تلتزم وزارات الخارجيّة بها، فإنّ ذلك يشكّل للأسف تعبيراً واضحاً عن فشل عمليّات السلام التي تديرها الولايات المتّحدة حصريّاً وهو فشل سمح بتلك الانتهاكات الواضحة للقانون الدوليّ.
إنّ هذا النداء الموجّه إلى الفلسطينيّين أُطلق في وقت مناسب، وإن كان متأخّراً. وللرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس أقول، أوقِف محادثات السلام إلى أن تمتثل إسرائيل للقانون الدوليّ.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2165440

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165440 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010