الأربعاء 14 تموز (يوليو) 2010

الوهم المتجدّد

الأربعاء 14 تموز (يوليو) 2010 par حسام كنفاني

كان الشهر الماضي موعداً للذكرى الرابعة لعملية «الوهم المتبدد» التي نفذتها المقاومة في قطاع غزّة ونجحت خلالها في أسر الجندي «الإسرائيلي» جلعاد شاليت. مناسبة الحديث عن العملية هو بدء ظهور ملامح عملية جديدة لكن في مكان آخر، وتحديداً في الضفة الغربية. عملية قد يكون عنوانها «الوهم المتجدد»، ولا سيما أنها تعمل على استنساخ أوهام سابقة وتقديمها بصورة جديدة إلى الجمهور الفلسطيني .

«الوهم المتجدد» هو العملية التفاوضية، بغض النظر عن المسمى الصوري لـ «غير المباشرة». العملية السلمية اليوم تقترب من الإعلان العلني بأن تكون مباشرة، على اعتبار أنها بدأت سابقاً، لكن من دون إعلان، واتخذت العديد من المسميات التنسيقية غير الدقيقة .

العملية التفاوضية المباشرة ستنطلق مطلع أغسطس/آب. هذا ما أكدته الصحف «الإسرائيلية»، التي في العادة تستقي معلوماتها من صنّاع القرار في الدولة الصهيونية والولايات المتحدة . الإعلان «الإسرائيلي» هذا ليس نابعاً من فراغ، بل من معطيات متوافرة في الكيان بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة ولقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لقاء كان حافلاً بالحفاوة، كما علم، إضافة إلى أنه كان حافلاً بالاتفاقات السريّة بين الزعيمين، سواء بالنسبة للموضوع الفلسطيني أو الإيراني أو الملف النووي «الإسرائيلي».

ما يهمنا هو الموضوع الفلسطيني وعملية المقايضة التي شهدها البيت الأبيض لجهة استبدال تمديد التجميد الاستيطاني بإجراءات بناء الثقة مع السلطة الفلسطينية . إجراءات تبدأ من توسيع الصلاحيات الأمنية لقوات السلطة، ووقف الاجتياحات، وإزالة بعض الحواجز من طرقات الضفة الغربية .

هذا ما يخطّط له أوباما ونتنياهو على اعتبار أنه أقصى ما يمكن الوصول إليه حالياً . وبرأيهما سيكون ذلك كافياً للانتقال إلى المفاوضات المباشرة بشكل علني . السلطة لم تعلق بعد . ورغم ما يصدر عن مسؤوليها من إشارات، إلا أن الانتقال غير ممكن حالياً، لكن لا نفي قاطعاً لإمكان الانتقال إلى مثل هذه المفاوضات، ولا سيما بعدما حدد «الإسرائيليون» موعدها في الأول من أغسطس/آب .

السلطة يبدو أنها بانتظار المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل، الذي سيصل خلال أيام لإطلاع الرئيس الفلسطيني على ما تم الاتفاق عليه بين أوباما ونتنياهو، وعلى أساسه سيكون قرار السلطة من الناحية التفاوضية .

لا يمكن التعويل كثيراً على ما قد يصدر عن السلطة، فالتجارب السابقة غير مبشّرة، والتبريرات القديمة ستكون متجدّدة، تماماً كعملية التفاوض التي ستكون تحت عنوان «الوهم المتجدّد».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 68 / 2178750

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2178750 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40