الأحد 13 نيسان (أبريل) 2014

الكيان الصهيوني «ويهودية الدولة»

الأحد 13 نيسان (أبريل) 2014 par د.رحيل محمد غرايبة

ولادة الكيان الصهيوني كانت فكرة قديمة لدى زعماء اليهود تعبر عن حلم ايجاد دولة ليهود العالم، بحيث تكون موئلاً ومستقراً لهجرات اليهود من كل الدول ومن كل انحاء العالم، حسب تخطيط الحركة الصهيونية التي اتفقت مع بريطانيا على أن تكون فلسطين هي موطن هذه الدولة الحلم.
هذه الدولة اليهودية (الحلم) تجسد القومية اليهودية والدين اليهودي والشريعة التوراتية ومشروع الأمة الإسرائيلية الناشئة، وتستند إلى التطابق الكامل بين الدين والقومية حسب المفهوم اليهودي التوراتي، حيث أنه من المعروف لديهم أن الدين اليهودي لديهم يكون بالوراثة ومن خلال الدم، وليس من مجرد الاعتقاد، ومن هنا يتم صياغة مفهوم القومية اليهودية، ومن هنا أيضاً يتم فهم الصراع الداخلي في المجتمع الاسرائيلي نفسه حول تعريف اليهودي، والإجابة على سؤال من هو اليهودي؟، بين المتدينين والعلمانيين.
قام الكيان الصهيوني على مفهوم يهودية الدولة، منذ نشأته بمعنى كيان سياسي وأغلبية يهودية، وفي هذا السياق كانت الاستراتيجية الصهيونية تقوم على ركيزتين أساسيتين:
الركيزة الأولى : تبدأ باستعمال القوة والارهاب واثارة الرعب والتخويف المتعمد لاهل فلسطين ، وكذلك بالتضييق والمحاصرة ومصادرة الأراضي، وتسهيل الهجرة القسرية والطوعية، وتأمين استيعاب المهجريين في الدول المحيطة، ولدى دول العالم.
الركيزة الثانية : استقدام اليهود من مختلف دول العالم، وتأمين اقامتهم في أرض فلسطين واعطاؤهم حقوق المواطن الأصلي وتأمين الحماية التامة، واعطاؤه حق التملك، بكل سبل الترغيب والاثارة العاطفية، والاستثمار في العامل الديني، مع القيام بأعمال التخويف التي كانت تجري في بعض الدول الأوروبية وبقية دول العالم لحثهم على الهجرة ودفعهم نحو الالتحاق بالكيان اليهودي الجديد.
هذه الفلسفة القائمة على هاتين الركيزتين، فلسفة مستمرة ومتجددة منذ ما قبل نشأة الكيان وما بعده، وما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، بأشكال متطورة، وأساليب متجددة، وضمانات قانونية وعالمية.
«الاسرائيليون» أنفسهم مجمعون على يهودية الدولة منذ اليوم الأول وما قبل اليوم الأول وان كان بعض الاختلاف فيما بينهم حول التفسير.

لكن اصرارهم على معنى يهودية الدولة له عدة أبعاد أهمها:
أ‌- أن يشكل هذا المبدأ منطلقاً دستورياً، وقاعدة تشريعية عليا يتم الاستشهاد اليها في سن القوانين الصادرة عن (الكنيست)، ذات الطابع التمييزي ضد المواطنين الفلسطينيين، لصالح المهاجرين اليهود.
ب‌- من أجل صبغ الشرعية على الحق التاريخي المزعوم للشعب اليهودي في أرض فلسطين التاريخية، مما يؤدي إلى ايجاد شرعية دولية تبرر هجرة يهود العالم الى اسرائيل.
ج- من أجل ايجاد قاعدة قانونية تصبغ الشرعية على أعمال الاستيطان اليهودي في أرض فلسطين، وشرعية بناء المستعمرات على الأرض الفلسطينية كلها، سواء فلسطينيي (48) أو فلسطينيي (67) ، ومحاولة ايجاد شرعية قانونية يستند اليها القضاء (الاسرائيلي) في مصادرة اراضي الفلسطينيين وبيوتهم.
د- هذا المبدأ يشكل طريقاً نحو تأمين الأغلبية اليهودية في الكيان الصهيوني، التي تؤمن حفظ هوية الدولة، وقوميتها، وسيادة اليهود على أرض فلسطين، وتأمين مستقبلها للحيلولة دون حدوث خلل ديمغرافي في المعادلة المرسومة.
هـ- هذا المفهوم هو الضامن لمسار العمل نحو نقاء يهودية الدولة بشكل مخطط ومدروس بعناية، وبشكل متدرج على الصعيد الفلسطيني والعربي والعالمي، وبقاء الدولة قادرة على تأمين الحياة الفضلى للزيادة في النمو السكاني اليهودي، وقادرة بشكل مستمر على استيعاب الهجرات اليهودية المستقبلية على حساب اهل فلسطين الاصليين وعلى حساب مستقبل ابنائهم وحقهم في العيش بأرضهم وديارهم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2178132

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2178132 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40