السبت 5 نيسان (أبريل) 2014

لا تتركوا الرجل وحيدا..

السبت 5 نيسان (أبريل) 2014 par صالح عوض

اتفقتم معه أم اختلفتم، فليس هذا وقت النقاش.. ابتعدتم عنه أم اقتربتم، فهذا ليس وقت التلاوم والعتاب.. فعندما يصبح في مرمى الأعداء وهو دائما كان في المرمى لا تقبل المروءة الوطنية والقومية والدينية والإنسانية من أي أحد أن يتريث لحظة عن إعلان موقفه إن أبومازن رئيس فلسطين وقائد ثورتها ليس وحيدا بل معه الأمة كلها بكل قوتها ولن تقبل أبدا أن يقترب الصهاينة منه بأذى ذلك لأنه عندما يدافع عن القدس وعن حق العودة وعن حقوق شعبه الفلسطيني إنما هو يدافع عن الخط الأول للأمن العربي والمستقبل العربي والإسلامي والإنساني.. وهو عندما يتحدى الضغوط وينتقل بالقضية الفلسطينية إلى موقع الفعل إنما هو يخوض حربا حقيقية بل لعلها ساحة الحرب الأولى التي يدخلها الفعل الفلسطيني محققا انتصارات بعيدا عن الشعارات والحروب الخاسرة.

سينبري البعض للقول: ألم نقل لكم إن الإسرائيليين مماطلون؟ وسيعلن آخر أنه كان يحذر من ضياع الوقت في مفاوضات عقيمة!! وكأن هناك من كان يملك تغيير الشروط فحالت المفاوضات دونه وذلك!! وسيقول كثيرون كلاما مختلفا في هذا المصب لكن الذي لا يعرفه كل أولئك أن إقامة الحجة المستمرة على العدو ومماطلته وعدم جديته أمر ضروري في صراع أطرافه أكثر من المباشرين فيه لا سيما ونحن لا نمتلك من الشروط الذاتية والموضوعية ما يسمح لنا بحسم المعركة ميدانيا لاسترداد حقوقنا، وأنه لا بد من توسيع رقعة المتشائمين من جدية إسرائيل على المستوى العربي والإسلامي والدولي.. وأنه لا بد من إبراز القيمة العليا للإصرار الفلسطيني الرسمي على نهج العمل السياسي في ظل العتو الصهيوني وتطرف العنصرية الصهيونية.

الآن لا بد أن يتجند كل المثقفين والإعلاميين والسياسيين وكل المؤسسات الفلسطينية لتفسير الخطوة الكبيرة التي اتخذها أبومازن والتي جاءت بعد صبر كبير وطويل وبعد أن أكد الرجل حرصه على سير الأمور دون صدام فوضع الموقف الصهيوني في الزاوية، وكشف كم هو هش منطق إسرائيل، وكم هي عبثية المؤسسات الإسرائيلية؟

كما أن الموقف العربي الرسمي والشعبي يجد نفسه الآن بالضرورة داعما للموقف الفلسطيني ومرحبا بالخطوة التي اتخذها الرئيس الفلسطيني بلا تحفظ لأن عدم الوقوف معه الآن يعني شيئا واحدا فقط هو منح القيادة الإسرائيلية فرصة إضافية في مزيد من الضغط على الفلسطينيين وحصارهم وإهانة كرامتهم الوطنية باستهداف رئيسهم..

كما أننا بلا شك لا نرى مبررا لاستمرار الانقسام في الساحة الفلسطينية ساعة إضافية واحدة.. فبعد أن سحب أبومازن المجموع الفلسطيني إلى المواجهة الذكية القوية في ساحة محسوب فيها الانتصار فلا مسوغ لأي تردد عن إعلان أن الوحدة هي الأولى من كل شيء.. وهنا لا بد من إدراك أن الوحدة تعني التنازل عن مستحقات حزبية ومكتسبات فئوية.. الوحدة تعني تعظيم المشترك وتصغير الحزبي.. إنها ساعات تاريخية أمام الفلسطينيين والعرب والمسلمين والأحرار لا تتركوا الرجل وحيدا فلقد سبق أن تركتم ياسر عرفات وحيدا أمام الحصار والسم.

لا بد أن تدرك القيادة الصهيونية والإدارة الأمريكية أن كرامة الفلسطينيين من كرامة الأمة وأن التهديد ضد أبومازن إنما يمس صميم الغضب في ضمير الأمة ووجدانها وهي لا تقبل به.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 50 / 2165804

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165804 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010