السبت 15 آذار (مارس) 2014

بعد نتنياهو . . أبو مازن في البيت الأبيض!

السبت 15 آذار (مارس) 2014 par عوني صادق

لم ينته الحديث بعد في الصحف “الإسرائيلية” والعربية عن زيارة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” نتنياهو لواشنطن، ولقائه بالرئيس أوباما وخطابه في منظمة اللوبي الصهيوني الأمريكي (أيباك) . وبعد أيام، سيحل الرئيس محمود عباس ضيفاً على الرئيس أوباما في لقاء وصف بأنه “الأصعب” بالنسبة لأبو مازن .
في العادة، وفي برامج (التوك شو)، يعتبر من يعطى الكلمة الأخيرة تكون له الفرصة الأفضل في الحوار . لكن هذا لن يكون في حوار باراك- عباس . ففي لقائه مع أوباما، وفي خطابه أمام (أيباك)، وفي المقابلات الصحفية التي أجريت معه، أكد نتنياهو على أنه “لا اتفاق سلام مع الفلسطينيين من دون اعترافهم بيهودية”إسرائيل“” . وفي كل تصريحاته وما نسب إليه، أكد أبو مازن “إننا لن نعترف بيهودية”إسرائيل“” . ولعله ولما لمسته واشنطن من تصريحات ومواقف الطرفين، خرجت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي بما تظنه “حلاً وسطاً” بين الموقفين، وهو ليس كذلك بالتأكيد، فقالت لصحيفة “القدس” المقدسية يوم 8-3-،2014 شارحة الموقف الأمريكي، بقولها: “موقفنا هو أن”إسرائيل“دولة يهودية، ولكن ليس بالضرورة أن يتفق الطرفان على ذلك في إطار الاتفاق النهائي”!
ولا شك في أن مسألة الاعتراف ب“يهودية”إسرائيل“” هي العقبة الأصعب في طريق التوصل إلى “اتفاق إطار”، لكن كل المسائل الأخرى هي عقبات أخرى وضعتها القيادة “الإسرائيلية” لتمنع بأقدار متفاوتة التوصل إلى الاتفاق، وتأتي في المقدمة منها قضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ثم وضع المستوطنات، وأخيراً ما يندرج تحت عنوان “الترتيبات الأمنية” . والمفروض أن اللقاء بين أوباما وأبو مازن سيتوقف أمام كل هذه القضايا التي لم تنفع كل جهود وزير الخارجية جون كيري وشهوره الثمانية في التوصل إلى اتفاق حول أي منها . لذلك وصف اللقاء بأنه “الأصعب”، حيث يمكن، أو يفترض، أن يتوقف عليه مصير المفاوضات .
وبسبب ما هو معروف عن طبيعة العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وبين واشنطن ورام الله، لا يتوقع المراقب أي تغيير يمكن أن يطرأ على موقف حكومة نتنياهو، لكنه يترقب ما يمكن أن تسفر عنه زيارة أبو مازن ولقائه مع أوباما . مع ذلك، فإنه إذا ما توقفنا أمام آخر تصريحات أبو مازن، نرى أنه من الصعب أن يطرأ على مواقفه المعلنة تغير جوهري، خصوصاً في القضايا الأكثر جوهرية ك“يهودية”إسرائيل“” .
ففي مساء يوم 6-3-،2014 خاطب أبو مازن الشبيبة الفتحاوية في الجامعات الفلسطينية وأعاد التأكيد على أن موقف السلطة “ثابت”، ومتحدياً من يدعي أنها قدمت “أية تنازلات منذ إعلان الاستقلال العام 1988”! وقال، إن السلطة لا تزال تطالب بالانسحاب “الإسرائيلي” من جميع الأراضي الفلسطينية على حدود 1967 . وبالنسبة لموقفها من حق عودة اللاجئين، قال “إنه حق شخصي لكل لاجيء ولاجئة”، وهو حر في اختيار الحل الذي يريد من بين الحلول الممكنة والتي بينها “العودة إلى الأراضي”الإسرائيلية“والحصول على جنسية”إسرائيلية“وتعويض مالي”!
وفي التاسع من مارس/ آذار الجاري، عقد مؤتمر وزراء الخارجية العرب اجتماعاً أسفر، كما أكد وزير خارجية السلطة رياض المالكي، عن “إقرار جميع القرارات والبنود الخاصة بفلسطين”، وأن زيارة الرئيس عباس لواشنطن “مدعومة عربياً”! وفي تحديد لتلك القرارات والبنود التي تم إقرارها، قال المالكي: “الرفض المطلق ليهودية الدولة، والرفض المطلق للتواجد العسكري”الإسرائيلي“على الأراضي الفلسطينية على حدود ،1967 والقدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية” (الأيام- 10-3-2014) .
لا نريد التعليق على أهمية “الدعم العربي” لزيارة أبو مازن، فالجميع يعرفون حدود ذلك الدعم وفاعليته، ويكفي أن الدول العربية، خصوصاً منذ بدأ تراجع منظمة التحرير عن مهمة “التحرير”، “تقبل بما تقبل به منظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية، والفلسطينيون!! المشكلة حتى الآن، أن المنظمة والسلطة والفلسطينيين يرفضون”يهودية الدولة"، فيصبح ليس مطلوباً من هذه الدول العربية أي شيء حتى يتغير الموقف .
لقد وصف نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، خطاب نتنياهو أمام (أيباك) بأنه “إعلان”إسرائيلي“رسمي من طرف واحد بإنهاء المفاوضات” (عرب 48- 5-3-2014) . وكان أبو مازن، وكبير مفاوضيه صائب عريقات، قد أكدا أنه “لن يتم تمديد المفاوضات ولا دقيقة واحدة”! والحقيقة أن ذلك يطرح السؤال التالي: لماذا إذن زيارة أبو مازن لواشنطن، بعد أن تبين أن كل “طموحات” كيري، وإدارة أوباما، قد أجهضت في الأيام الأخيرة، وتحولت إلى محاولة لمجرد تمديد المفاوضات؟! وفي حديثها لصحيفة “القدس” المشار إليه أعلاه، قالت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية: إن الأمر الأهم “هو استمرارنا في الاقتناع بأن الطرفين عازمان على الاستمرار في التفاوض”!
وإذا أردنا أن نبحث عن مبرر لزيارة أبو مازن، فلا نجد أكثر من القول إنه أراد أن يقول “كلمته الأخيرة” في موضوع المفاوضات، وفي هذه الحالة يصبح الموقف المطلوب هو أن يعلن إنهاء المفاوضات، إن أصر نتنياهو على مواقفه، وإن ظلت الإدارة الأمريكية على مواقفها المنحازة . عندها يستطيع أن يذهب إلى “المؤسسات الدولية”، وأن يلجأ إلى ما يراه “البدائل” للمفاوضات . وبالرغم من كل ما يحيط بتلك “البدائل” من ملابسات وأوجه قصور، إلا أنها تظل أفضل من تمديد مفاوضات وصفها أبو مازن منذ أشهر، وأكثر من مرة، بأنها عبثية .
فهل يفعلها أبو مازن؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2178897

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2178897 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40