الثلاثاء 4 آذار (مارس) 2014

تل أبيب تقدم الدعم المباشر للمسلّحين وسورية جاهزة لكلّ الاحتمالات

الثلاثاء 4 آذار (مارس) 2014 par حسن سلامه

من الواضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون بعد إفشالهم جولتي «جنيف ـ 2» إعطاء الأولوية لدعم المجموعات المسلحة بالعتاد والأسلحة وكذلك استقدام المزيد من المرتزقة بهدف إحداث خرق في بعض الجبهات الميدانية، علّهم بذلك يستطيعون ممارسة الضغوط على سورية حتى تسير بما يتوافق مع الشروط التي يضعونها للحل السياسي، بعد أن استطاعت دمشق إفشال مناوراتهم في محادثات جنيف.
ووفق مصادر دبلوماسية وأمنية، فإن الولايات المتحدة ومعها «إسرائيل» والسعودية ودول أخرى في الغرب والخليج، يحاولون التركيز في الفترة الأخيرة على محورين يتعلقان بمسار المجموعات المسلحة وعملها، من جبهة النصرة ـ إلى الجبهة السلافية وكلتاهما تلتقيان مع أهداف تنظيم القاعدة وبالإضافة إلى مجموعات مسلحة أخرى بينهما ما يسمى «الجيش الحر».
وبحسب المعلومات التي تملكها المصادر الدبلوماسية والأمنية، فإن هناك جبهتين أو محورين يعمل الأميركي و«الإسرائيلي» ومعهما السعودية ودول أخرى للضغط العسكري عبرهما على سورية، وهاتان الجبهتان هما:
ـ الجبهة الأولى، هي جبهة درعا حيث عملت الاستخبارات الأميركية والسعودية على تدريب ما بين ألفين وثلاثة آلاف مسلح، وتجري محاولات لكي يقوموا بعملية عسكرية في المنطقة المذكورة بهدف الوصول إلى ريف دمشق بما في ذلك الغوطة الشرقية، لتخفيف الخناق عن المجموعات المسلحة في هذه المناطق أولاً، ومحاولة محاصرة دمشق ثانياً. ومن أجل ذلك قامت وزارة الدفاع الأميركية أخيراً بتزويد المسلحين من جهة الأردن بأسلحة متطورة، وقالت المصادر الدبلوماسية إن طائرات أميركية قامت لاحقاً بنقل هذه الأسلحة إلى الأردن لتزويد المسلّحين بها.
ـ الجبهة الثانية، هي جبهة السويداء ومنطقة جبل الشيخ ـ القنيطرة حيث جرى هناك العمل على تعزيز تلك المجموعات بالسلاح عبر الأردن، لكن العامل الأكثر خطورة كان دخول «إسرائيل» على خط الدعم المباشر للمسلحين في المناطق المحيطة بالقنيطرة والجولان، وهو الأمر الذي ظهر في سلسلة خطوات قامت بها «إسرائيل» بينها زيارة رئيس وزراء العدو جرحى المسلحين في مستشفيات داخل الجولان المحتل وكذلك لجوء العدو إلى تنظيف مناطق واسعة من الألغام بين الجولان المحتل والمناطق السورية المحررة بهدف تسهيل تنقل المسلحين وإيصالهم من الأردن إلى منطقة جبل الشيخ والقنيطرة. حتى أن بعض المعلومات تتحدث عن أن «إسرائيل» حشدت فرقاً خاصة في الجولان المحتل للتلويح بأنها مستعدة للتدخل المباشر في الحرب الكونية ضد سورية.
ماذا تعني هذه المحاولات من قبل المحور الأميركي ـ الإسرائيلي ـ السعودي وما هي حظوظها؟
يجمع كل المتابعين للوضع في الداخل السوري أن سورية دولة وجيشاً وقيادة باتت أفضل من أي مرحلة منذ بدء الأزمة هناك، لا بل إن العد العكسي للانتصار على الحرب الأميركية ـ الغربية بدأ بكل ما للكلمة من معنى، لذلك تؤكد المصادر الدبلوماسية أن مصير هذه المحاولات الجديدة من قبل أميركا و«إسرائيل» وحلفائهما لإحداث تغيير ميداني لمصلحة المسلحين مآله الفشل، وفقاً للآتي:
ـ إن حشد المسلحين في جبهة درعا لن يتمكن من إحداث أي خرق، إلا إذا حصل تدخل جدي خارجي من قبل الولايات المتحدة بهدف تعطيل حركة الطيران السوري، وهو أمر مستبعد بالكامل. لذلك توضح المصادر أن الجيش السوري الذي قام بانتشار وقائي في المحافظة، يجد نفسه في وضع مريح جداً خصوصاً أن البيئة الشعبية تقف معه.
ـ إن الأردن الذي نفى نيته التدخل لمساعدة المسلّحين تلقى تحذيرات قوية من الجانب السوري من أي محاولة لإدخال الأردن طرفاً مباشراً في الأزمة لصالح المسلحين، يضاف إلى ذلك ظهور بداية تحرك داخل الأردن خصوصاً من قبل قدامى الضباط والعسكريين برفض أي زج للأردن في الحرب.
ـ إن كيان العدو يدرك أن دخوله مباشرة في الحرب ضد سورية سيغير الكثير من قواعد الحرب القائمة، حيث لن يقف حلفاء سورية عندئذٍ مكتوفي الأيدي، بل إن الأمور قد تنزلق إلى حرب شاملة.
ـ إن العملية التي حصلت في العتيبة وأدت إلى مقتل أكثر من 175 مسلحاً، هي نوع من رسالة «جس نبض» بأن مصير المسلحين الذين سيدخلون من الأردن لن يكون مصيرهم بأفضل من مصير أولئك الذين قتلوا في مكمن العتيبة.
من كل ذلك تجزم المصادر الدبلوماسية أن كل هذا التصعيد من قبل واشنطن وحلفائها هو تكرار لسيناريوات أخرى لجأت إليها الإدارة الأميركية في المرحلة الماضية لفرض شروط الحل في سورية، لكن هذا التصعيد لن يكون مصيره بأفضل مما سبقه من سيناريوات عدوانية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165274

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2165274 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010