الاثنين 12 تموز (يوليو) 2010

فلسطين عطشى

الاثنين 12 تموز (يوليو) 2010 par عوض الرجوب

مع دخول فصل الصيف بدأ الفلسطينيون يشعرون بتفاقم أزمة المياه، والسبب في الغالب هو تحكم الاحتلال بمصادرها وبشبكة توزيعها، مما يحرم التجمعات السكانية من حقها في المياه، مقابل مياه وفيرة للمستوطنات.

ونظراً لمحدودية انتشار شبكة المياه، تعتمد التجمعات الفلسطينية النائية بشكل خاص على مياه الصهاريج، رغم تكلفتها العالية (نحو 11 دولاراً للمتر المكعب الواحد)، وتقوم جمعيات أهلية وحكومية بتوفير جزء من احتياجات السكان.

وحسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن 88.4% من الأسر في الأراضي الفلسطينية تقيم في مساكن متصلة بشبكة المياه العامة، و5.7% من الأسر تعتمد على آبار المياه المنزلية، في حين يعتمد الباقي على الصهاريج.

ويوضح رئيس سلطة المياه الفلسطينية شداد العتيلي أن الفلسطينيين يحتاجون نحو 700 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، وهي أقل بكثير من حقوقه المائية في نهر الأردن والمياه الجوفية المقدرة بنحو ألف مليون متر مكعب.

آبار وينابيع

وأضاف أن الفلسطينيين يحصلون حالياً على نحو 160 مليون متر مكعب، منها خمسون مليون يتم شراؤها من «إسرائيل»، والباقي يتم توفيره من الآبار والينابيع المحلية. أما في غزة، فإن أقل من 10% من المياه المتاحة في غزة صالحة للشرب.

وذكر أن أكثر المحافظات الفلسطينية حاجة للمياه هي محافظة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما تعد مدينة الخليل جنوب الضفة أكثر معاناة لانعدام شبكات المياه والبنية التحتية في كثير من قراها. أما أريحا فهي الأكثر وفرة.

ووفقاً للعتيلي فإن منظمة الصحة العالمية تقدر حاجة الفرد اليومية من المياه بنحو 150 لتراً في اليوم، لكن حصة الفرد الفلسطيني لا تتعدى خمسين لتراً في اليوم، مشيراً إلى النقص الحاد في مياه الزراعة أيضاً.

وشدد على أن إنهاء مشكلة المياه يتطلب حلاً عادلاً لحقوق الفلسطينيين، وإعادة إصلاح وهيكلة قطاع المياه، مؤكداً أن «إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة» يتطلب إقامة مشاريع إستراتيجية لمعالجة مياه الصرف الصحي وتحلية المياه واستغلال مياه الأغوار.

من جهته يقول صابر الهريمي - وهو رئيس المجلس القروي للتوانة (نحو 25 كيلومتراً جنوب الخليل) - إن البلدة تعتمد بشكل أساسي على المياه المنقولة بواسطة الصهاريج المشتراة من بئر «إسرائيلية» في مستوطنة (كريات أربع) في الخليل، وبأسعار عالية.

مياه المستوطنات

ويضيف أن خط المياه «الإسرائيلي» المؤدي لمستوطنة (معون) المقامة على أراضي القرية يمر في موقع لا يبعد سوى خمسين متراً عن السكان الفلسطينيين، وترفض سلطات الاحتلال تزويد القرية والتجمعات القريبة بحقها منه.

كما يؤكد خميس الحناجرة - رئيس مجلس قروي المعزة شرق الخليل - أن السكان أصبحوا يعتمدون على شراء المياه من المناطق المجاورة بكلفة (11) دولاراً للمتر المكعب الواحد.

وكان منسق مشاريع المياه في الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية المحتلة، تيري فوبت، قد ذكر أن نحو مائة ألف مواطن فلسطيني بالضفة الغربية يسكنون في (120) تجمعاً سكانياً يفتقدون بشكل كامل تمديدات المياه.
وقال - أثناء جولة مع الصحفيين في مناطق جنوبي الخليل - إن خمسة آلاف من سكان نفس المناطق بحاجة ماسة للمياه، وإن حصة أحدهم لا تزيد على عشرة لترات يومياً، مضيفاً أن تكاليف المياه تستنزف نحو 40% من دخل الفرد اليومي «وهي نسبة مرتفعة جداً».

وأوضح فوبت أن «إسرائيل» تعيق تنفيذ (15) مشروعاً مقترحاً في المناطق المصنفة (ج) الخاضعة لسيطرة «إسرائيلية» كاملة، حيث يتطلب العمل فيها موافقة «إسرائيلية»، «مما يصعب إقامة مشاريع مستدامة بتلك المناطق».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2166006

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2166006 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010