الاثنين 24 شباط (فبراير) 2014

شيعة سنّة.. وماذا بعد؟

الاثنين 24 شباط (فبراير) 2014 par صالح عوض

ملأ الأشرار فضاءنا دويّا مزعجا مربكا حول ما هو قائم في الأمة من تعدد لمذاهبها الإسلامية، وكأن الاختلاف ممنوع، وكأن خلق الله يجب أن يتم تصديرهم معلّبين بنمطية محددة، وأراد هؤلاء الأشرار أن ينزلوا في أعماقنا، أن لا اتفاق ولا مصلحة ولا رابطة بين المسلمين، وأن قدرهم الاقتتال ثم الاقتتال..

إن أولئك النفر لا يقفون عند حدّ، فهم جاهزون لصنع البلبلة في كل مكان، وفي كل مجموعة، وفي أي مذهب يختلفون على الألفاظ والأشكال والشعارات، يكفّرون ويفسقون ويتهمون ويطعنون في النوايا والمقاصد، ليس من سلاح لديهم إلا التشكيك والغوص في الغيب، إنهم يجدون للمعارك أسبابا عديدة، ولن تعوزهم الحجج غير مكترثين بما يلحق بالأمة من هوان وضعف وخسائر مادية ومعنوية.

إننا أمة واحدة مهما تعدّدت اجتهاداتنا، ومستقبلنا واحد ولن ننتصر ولن نتقدم إلا عندما ننهض جميعا بكل قوتنا، وتنتظم جهودنا في مشروع له وجهة واحدة، وأن نكون قد انتهينا من الإقرار بأن كل من يمس وحدتنا بإثارة النعرات والفتن إنما هو دخيل مخرب يخدم مصالح أعداء الأمة.

أجل إننا أمة واحدة، سنّة وشيعة وخوارج، سنّة بكل مذاهبها وشيعة بمذاهبها وخوارج بمدارسها، المهم في هؤلاء جميعا الشهادة بالوحدانية وبالرسالة والرسول والقرآن والأركان، وأن لا يؤتى عمل أو قول مناف لصريح النص أو منكر لمعلوم من الدين بالضرورة، ومن فضل الله أن كل المسلمين متّفقون على ما يوحدهم، لذا فلا داعي لإثارة المنغّصات.

وما حصل في العراق مؤخرا دليل على أهميتنا لبعضنا البعض، فلقد أعلن مقتدى الصدر، عن اعتزاله للعمل السياسي، وعن قطع صلاته بكل النواب الذين ينتمون لتياره في البرلمان والحكومة، الأمر الذي أحدث هزّة في المكون السياسي العراقي، لقد دوى الصدر بموقف محمود عندما أدان تصرفات المالكي، واتهمه بالدكتاتور والطائفي، والذي يفجّر العراق ويشعل نيران الحرب بين أبنائه.

لقد أعلن الصدر موقفه بناء على رؤية واضحة بأن العمل السياسي في العراق، أصبح مرتعا للمستنفعين والمتزلّفين، فلم يرغب أن تكون سمعة عائلته الكريمة محل ارتزاق من قبل شخصيات أدمنت الترفه على حساب المبادئ.

كما كان الحكيم، فإن الصدر احتجّ على عدوان المالكي، على مناطق الفلوجة والأنبار، وناشدوا بوقف الحرب والتحرك بدلا من ذلك إلى بناء مشاريع وإقامة مرافق ضرورية للحياة في الأنبار والفلوجة، وطالبوا برصد مبالغ معتبرة لذلك، وأصبح من الواضح أن كتلة الحكيم المجلس الأعلى والصدريين الأحرار، استطاعتا في السنوات القليلة الفائتة محاصرة تطرف المالكي، ورغبته في الاستيلاء على بغداد والبصرة.

المهم ضرورة أن يقترب المسلمون سنّة وشيعة من إدراك أهميتهم لبعضهم البعض، ففي العراق متعدد المذاهب والقوميات تصبح أهمية التعايش وفلسفته وقوانينه مسألة مقدمة على سواها، وهذا يتوجب مزيدا من بذل الجهد في إيجاد تنازلات كبيرة لكي تصبح الحياة ممكنة وسوى ذلك المآس.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2177643

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2177643 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40