الخميس 6 شباط (فبراير) 2014

مؤشرات نهاية مرحلة؟

الخميس 6 شباط (فبراير) 2014 par محمد عبيد

هل نشهد مؤشرات مبكرة على نهاية مرحلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع بقاء أكثر من نصف ولايته الثانية؟ وهل يمكن اعتبار نأي بعض الديمقراطيين بأنفسهم عن سياسته الداخلية، في إطار محاولتهم إقناع الناخبين بإعادة انتخابهم لمجلس الشيوخ، وتوجيه البعض الآخر انتقادات حادة لسياساته وإدارته إقراراً بمخاوف الديمقراطيين من فقدان شعبيتهم، وبالتالي انحسار فرصهم في الوصول إلى البيت الأبيض مجدداً؟
رغم أن انتخابات مجلس الشيوخ بعيدة نسبياً، كونها ستجرى في 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلا أن بعض الديمقراطيين بدأوا “مبكراً” حملات إعادة انتخابهم، أو انتخابهم لعضوية المجلس، وأطلقوا تأكيدات على استقلالهم عن سياسات الرئيس الديمقراطي، في سياق محاولات قد تتجاوز مطامحهم إلى هدف حزبهم الأساسي والحيوي في الحفاظ على هيمنته على مجلس الشيوخ .
بعض المرشحين في ولايات محافظة خسرها أوباما في انتخابات 2012 أخذوا نهج الانتقاد لبرامج الرعاية الصحية والطاقة وغيرها، استراتيجية للحفاظ على تأييد الناخبين، وبينهم 3 من الأعضاء الحاليين هم ماري لاندريو من لويزيانا ومارك بريور من اركنسو ومارك بيغيتش من ألاسكا، وإلى جانبهم ناتالي تنانت التي تسعى لملء فراغ السيناتور المتقاعد جاي روكفيلر من فرجينيا الغربية، وهناك أعضاء آخرون يسعون لإعادة انتخابهم ألمحوا إلى أنهم قد لا يقومون بالكثير من الجولات الانتخابية مع الرئيس الأمريكي .
هذا النأي -على أقل تقدير- عن أوباما وإدارته، تدعمه مؤشرات قوية وكثيرة على تراجع منسوب التأييد الشعبي، إذ أظهر استطلاع “رويترز - إبسوس” الذي نشرت نتائجه الخميس الماضي، أن 38% من الأمريكيين ينظرون بإيجابية لأداء أوباما، بينما بلغت نسبة المعارضين 53%، بعدما سبق أن أظهرت استطلاعات أخرى نتائج مشابهة .
القضايا الداخلية هي ما يعني الناخبين الأمريكيين بشكل أساسي، وأحياناً تعنيهم بعض القضايا الخارجية التي تمسهم بشكل مباشر، من قبيل قرارات المشاركة في حروب أو خوضها، أو التدخل في نزاع خارج الحدود، لكن مقياس القبول أو الرضا الشعبي يتأثر على الدوام بانعكاسات السياسات الداخلية على طريقة العيش، وبمقدار تحسين متطلبات الحياة في فترة بحد ذاتها .
أياً كان الأمر، فإن المؤشرات واضحة على صعوبة مهمة الديمقراطيين في استعادة وإقناع الناخبين، والتململ الشعبي من سياسات إدارة أوباما سيفرز تغييراً بالضرورة من خلال صناديق الاقتراع، ولعل البدء بتداول أسماء المرشحين المحتملين لخلافة أوباما، والمنافسة على منصب الرئاسة قبل أكثر من عامين على انتهاء ولايته، يكشف توجهاً مبطّناً إلى تطمين وتهدئة الناخبين، من خلال طرح أسماء قد تكون ما زالت تتمتع بشعبية وتأييد جماهيري .
مأزق كبير يواجهه الحزب الديمقراطي، أمام اقتناع كثيرين بطروحات وانتقادات خصمه الجمهوري الذي يتحدث على الدوام عن تراجع القوة الأمريكية على المستوى العالمي، وترنح السياسة الداخلية للإدارة الديمقراطية، ما يشكل دعاية انتخابية مبكرة جداً، وخطوة أساسية في محاولات الجمهوريين للعودة إلى سدة البيت الأبيض، بعد غياب كان سببه شبيهاً إلى حد ما، بما يواجهه الديمقراطيون حالياً .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2176605

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2176605 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40