السبت 10 تموز (يوليو) 2010

سيناريو الملل

السبت 10 تموز (يوليو) 2010 par حسام كنفاني

كل ما في القضية الفلسطينية اليوم يعيد نفسه إلى درجة الملل. المفاوضات والمصالحة كلها تدور في حلقة مفرغة لا مخرج منها، وإن اختلفت العناوين أو المبادرات أو المشاريع، لكنها تصل إلى الحائط المسدود نفسه، الذي لا منفذ من خلاله .

سيناريو الملل يبدأ من المفاوضات ومسيرها ومصيرها، بعد زيارة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، و«المصالحة» التي شهدها البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أثبتت أن لا أزمة في العلاقات «الإسرائيلية» الأمريكية، على عكس ما راج في الشهور السابقة ولا سيما خلال سجال الاستيطان بين واشنطن و«تل أبيب».

المصالحة اليوم، وكالعادة، ستأتي على حساب الفلسطينيين، هذا ما توضحه تصريحات الرئيس الأمريكي وإعلانه أن المفاوضات المباشرة ستنطلق في سبتمبر/ أيلول المقبل. السلطة الفلسطينية غائبة عن الوعي، ولا علم لها بما يخطط له أوباما ونتنياهو، وهي تلقفت الإعلان الأمريكي كسائر المشاهدين الذين تابعوا المؤتمر الصحافي للقمّة الأمريكية «الإسرائيلية». هذا على الأقل ما يحاول مسؤولو السلطة الإيحاء به، حين يبدون استغرابهم للحديث الأمريكي عن المفاوضات المباشرة (على اعتبار انها لم تبدأ بعد) أو التقدم في تلك غير المباشرة.

بعد الإعلان الأمريكي عن المفاوضات المباشرة، خرج الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس بشروط الانتقال وتحقيق تقدّم في قضية الحدود. إنها لعبة شجرة الشروط مرّة أخرى. المشهد السياسي هذا تابعناه حين كان تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطيني هو سيّد الشروط. حينها جرت محاولات ومحاورات أثمرت عن تجميد صوري، وأعادت الدوران إلى عجلة المفاوضات، وإن بشكل غير مباشر. اليوم القصة ستكرر نفسها، المحاولات والمحاورات ستدور حول فكرة الانتقال إلى التفاوض المباشر، الذي تحدّد موعده، من دون العودة إلى الطرف الفلسطيني. إنها عودة بعقارب الساعة إلى الوراء لمرحلة عنوانها «الإقناع»، بالترغيب أو الترهيب، لتطبيق الإعلان الأمريكي، تماماً كما عليه الحال عند عقدة التجميد الاستيطاني. المشهد معروف ومتابع ومكرّر، ونهايته واضحة : تنفيذ الإعلان الأمريكي مع حفظ بعض ماء الوجه الفلسطيني، من دون أن يعني ذلك تنفيذ شروط عبّاس، بل إنقاذه من شروطه.

سيناريو المصالحة الفلسطيني على درجة أكبر من الملل. وإذا كنا مجبرين على متابعة السيناريو التفاوضي على اعتبار أن عناوينه تختلف، لكن مساره واحد، إلا أن مسار المصالحة باق على حاله منذ أكثر من عامين. لا عناوين جديدة، رغم المحاولات الهامشيّة التي تسقط عند العنوان العريض : الورقة المصرية.

سيناريوهان للمل في الأراضي الفلسطينية، قد يكون من الأجدر التوقف عن متابعتهما، إلا إذا تحولت المتابعة إلى نوع من الإدمان، وهذا حال أغلبية المتابعين .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 45 / 2177282

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2177282 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40