الأحد 2 شباط (فبراير) 2014

أي لاجئين يهود؟

الأحد 2 شباط (فبراير) 2014 par أمجد عرار

بعدما نجحت حكومة الكيان الصهيوني في فرض ما يسمى “يهودية الدولة” على أجندة جون كيري المكوكية، ها هي تفرض ملف ما يسمى ب “اللاجئين اليهود”على الخطة التي يعتزم وزير الخارجية الأمريكي طرحها قريباً لتكون أساساً لاستمرار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني و“’الإسرائيلي” تحت عنوان الوصول لاتفاق “سلام نهائي” والإعلان عن إنهاء الصراع العربي الصهيوني و“يا دار ما دخلك شر” .
وفق المطلب “الإسرائيلي” الذي سيتحوّل إلى أحد مكوّنات الخطة الأمريكية، سيكون العرب ملزمين بدفع ثلاثمائة مليار دولار ل “إسرائيل”، تحت مسمى “تعويض اللاجئين اليهود”، أي أن العرب إذا وافقوا على هذه الخطة الديناميتية، سيتحوّلون إلى مموّلين لاغتصاب فلسطين والسلاح الذي يقتل أبناءها وأبناء الأمة العربية، على أساس المثل القائل “من دهنه قلّيله” .
المبعوث الأمريكي الخاص للكذبة الكبرى المسماة عملية “السلام”، مارتن إنديك، أبلغ قيادات المنظمات اليهودية الأمريكية أن خطة كيري المرتقبة ستنص على تعويض اليهود الذين غادروا الدول العربية إلى فلسطين المحتلة، مع أن العالم كله يعرف الظروف التي أحاطت مغادرة يهود الدول العربية أوطانهم للاستيطان في فلسطين ضمن مخطط الحركة الصهيونية المدعوم من الغرب منذ المنشأ وحتى اليوم . لكن قادة الصهاينة يلوون عنق الحقائق والمنطق السياسي والحقوقي والتاريخي، ويعتبرونهم لاجئين، في محاولة خبيثة لشطب حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وأملاكهم التي هجروا منها وعنها في أبشع نكبة عرفها التاريخ، في حين أن مؤرخين “إسرائيليين” ويهوداً عاديين يروون كيف كانت الحركة الصهيونية تستهدف اليهود في بلدان عربية مثل العراق ومصر، وتلقي القنابل على منازلهم ومقاهيهم لإرهابهم ودفعهم للهجرة إلى فلسطين .
كل شخص له رأي مجاني أو مدفوع الثمن ينتقص من حقوق الفلسطينيين الوطنية والتاريخية، لا يخص سواه ومن يتناغمون معه، ولا ينبغي أن يجد أذناً صاغية من أي فلسطيني أو عربي يمتلك الحد الأدنى من فضيلة الشرف، وليذهب لبيع “رأيه” لوسائل إعلام النفاق الكثيرة هذه الأيام، منها الغربي ومنها العربي الذي بات بعضه ينشر أي شيء يسحق ثوابت هذه الأمة، حتى لو كانت خزعبلات رجل يزعم أنه عالم دين، ويذهب إلى حد اعتبار فلسطين ملكاً لليهود، بل ويغلّف خزعبلاته بالدين .
ليس من حق أي مبعوث أو مسؤول دولي تريد بلاده زجه في الملف الفلسطيني، أن يساوي بين يهود غرّر بهم لمغادرة بلدانهم ليتوجّهوا إلى فلسطين كمستوطنين غزاة، وفلسطينيين طردوا بالنار والمجازر من بيوتهم، وإذا ادعى أحدهم هذا الحق، فإنه ليس من حق أي مسؤول فلسطيني أن يستقبله ويلتقيه ويعترف به كمبعوث “سلام”، ولا من حق الدول العربية أن تفتح له أذرعها مرحّبة به كراع للتسوية وداع للعدل وساع للسلام . ليقال له: إن كل يهودي أو صهيوني غادر بلداً عربياً طوعاً أو بإكراه صهيوني، سيحصل على حقّه الكامل في العودة إلى بلده التي غادرها، وليطالب هناك بتعويض إن كانت له أملاك موثّقة، وعلى أساس فردي . أما اللاجئون الفلسطينيون فهم القضية الأساس التي لأجلها سقط مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، ولن يأخذ حل سياسي يخدشها أية شرعية، بل سيواجه مقاومة تليق بشعب لم يعرف التاريخ له يوماً أو حتى ساعة رفع فيها الراية البيضاء .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2181151

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181151 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40