الأربعاء 25 كانون الأول (ديسمبر) 2013

متى يأتي “الربيع” العربي!

الأربعاء 25 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par زهير ماجد

ليس ما نراه ربيعا عربيا، هو ليس فصلا من فصول السنة الغنية بتنوعها وبما تعطيه وتمنحه لشعوب الأرض. الفصل العربي لم يأت بعد، سيظل في علم الغيب، وان كان بعضهم يضعون له عمرا، فاعتقد انه لم يتم تلقيحه كي ينتج جنينا يكبر مع الوقت ويدخل في جو الأعمار.
وحتى لو اعتبرنا الأمور الجارية تدريبا على ما سيأتي، فعامل الانتظار علمنا انه قد يأتي وقد لا يأتي .. ثمة غش في المجتمع لم يتم تجاوزه لتبيان الحقيقة النهائية التي سيرسو عليها. وثمة صورة مشوشة لم يتم تصحيحها كي تتحول إلى واقع مرجو.
من سمى “الربيع” العربي هم الاميركيون. نقروا على وترنا الحساس فإذا بنا ننفعل ونصدق ونسعى وراء التصديق للانخراط باللعبة اللاحقة .. من عادة الربيع ان يبشرنا بألوان بديعة، اما ما اصاب العرب فإنهم دخلوا إلى مستشفى للأمراض العقلية، وفي احسن الاحوال إلى عمارة متخصصة بعلم النفس البشري.
سموه ربيعا كي يضعوا وصفا لاختراعاتهم ومآثرهم عندنا. هم يعرفون ان العرب قد يخطئون في التعريف عن حالهم .. من لا يملك القدرة على رعاية نفسه لا يعرف قواها ومكامنها، وبالتالي لن يكون جديرا بتقديم وصف دقيق لأحواله في الساعات المطلوبة وحتى الحرجة.
وعندما سموه ربيعا، سمونا ايضا بالربيعيين ونحن لا هذا ولا ذاك. نحن أقل بكثير من قادر على التمني ليس إلا.
سيأتي الربيع الذي ننشده، ولكن إلى ذلك الحين، فليس كما قلنا من فصل ينطبق على أوضاعنا، كما ليس من فصل يصف حالنا سوى انها مرحلة الشؤم التي تصيب المجتمعات فتجعل صيفها شتاء، وربيعها خريفا، وفصولها قد تصل أو تغيب دفعة واحدة. تحصل الخربطة كما هي حال العرب اليوم ،عندما تفقد الساعة عقاربها فنصير بلا زمن ولا معرفة لساعاته ودقائقه، فيما هو يمر سواء توقفنا او انتقلنا .
وسيأتي هذا الربيع بعدما مللنا من انعدام اي فصل آخر. لهذا السبب الكل في عذاب البحث عن الفصل الذي توارى ولم يعد، وقد لا يعود، انه بحاجة لحكمة اهل المكان وطريقتهم الممكنة على إعادته كي يعود.
أعتقد ان العرب يتذكرون ان اليوم هو عيد الميلاد لنبي اسمه المسيح .. مات وعمره ثلاث وثلاثين سنة، علقوه على خشبة لأنه ثار ضد اليهود وفضح معتقداتهم، وقدم نموذجا للأخلاق تجاوز كل التواريخ. فهل بإمكان العرب الذين يعرفون هذا التاريخ ان يتأملوه ولو قليلا، فلعلهم يحملون راية الحق باتجاه الصهاينة الذين قاتلوا الرسول العربي ايضا، وكل دين وفاعل خير، ومنظم اخلاق، ومعلم تربية للبشرية. فإذا عرفوا ذلك يمكنهم ان يقرأوا الطريق إلى الربيع، واذا ذهبوا لممارسة طقس مقاومة هؤلاء اليهود الذين اعتدوا على الانسانية والبشرية يكونون قد خرجوا نحو صناعة زهرة في ربيع له الكثير من التفاصيل الأخرى، لكن أولها زهرة.
نظلم الربيع ان صدقنا ذلك العبقري الاميركي الذي ضحك علينا كما ضحكوا علينا في مناسبات أخرى. ونظلمه ايضا، اذا اعتبرنا الواقع القائم من أوصافه، عندها نستحق اللا فصول، بل توقف الدنيا عن ترجمة ما عندها، ومنها التوقف فورا عن بث ضوء الشموع



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 52 / 2165682

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165682 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010