الثلاثاء 24 كانون الأول (ديسمبر) 2013

هل جاء الدور على تركيا

الثلاثاء 24 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par صالح عوض

السفير الأمريكي في تركيا يفتح أبواب سفارته للقاء طارئ يجمع سفراء غربيين وشخصيات تركية وقادة أحزاب تركية للتباحث في الشأن التركي ينتهي بخروج السفير الأمريكي ليعلن: “إني أشاهد انهيار امبراطورية..”.
بعد أن أخذ الافتراق بين الموقف الأمريكي والموقف التركي من المشهد السوري وكيفية معالجته، تم التحريك لقوى شبابية في اسطمبول بخصوص تغيير معالم موقع سياحي واستمرت الأحداث عنيفة، لكنها لم تستطع التوسع كما كان مرادا لها.
أدرك أردوغان أن الغرب وعلى رأسه الإدارة الأمريكية بدأ يتخلص من التجربة الاسلامية الوسطية التي جاءت بعد أنظمة ديكتاتورية، وأن أمريكا قد أنجزت من خلال تسلم الإسلاميين الوسطيين في بعض البلدان مهمة انتقالية لتعيد الأمور من جديد إلى أنماط من الحكم تتساوق مع السياسة الدولية بخطوطها العامة..
تحرك أردوغان مباشرة بعد الاتفاق الإيراني الأمريكي إلى استعادة الدفء في العلاقات مع إيران وبحث الزيارات المكوكية بين البلدين على مستويات عدة السياسية والأمنية والاقتصادية، ووصل الأمر بين البلدين إلى التبادل الأمني، الأمر الذي اعتبر خطوة متقدمة في التنسيق بين البلدين.. كما أن تركيا قدمت عروضا مهمة لإيران لتسهيل نقل الأموال وتجارة البترول عبر البنك الأهلي المحلي المقرب من حكومة العدالة والتنمية، وكذلك التجارة التي أخذت في التوسع بين إيران وتركيا، وغني عن القول أن هذا التطور في العلاقات يرتبط بتقارب في المواقف السياسية من مجمل القضايا السياسية في الإقليم.. ومن هنا يجيء العمل على معاقبة تركيا.. ومن الضروري في هذا السياق التأكيد بأن النشاط التركي على المستوى الإقليمي، لاسيما في اتجاه إيران والعراق ومحاولتها لإيجاد مجال حيوي جديد بعد إغلاق الأسواق الأوروبية أمام التجارة التركية، لاسيما بعد الكساد الاقتصادي في أوروبا، يجعل من هذا التطور خطرا واضحا على تركيب السياسات الغربية في الإقليم.

يجيء هذا في مرحلة لم تستطع فيها حكومة أردوغان مواصلة تحالفاتها الضرورية، لاسيما مع فتح الله جولان وجماعته التي تنتشر في مفاصل الدولة التركية، لاسيما الشرطة، والتي تحظى بسمعة واسعة، وكانت لأمد قريب حليفا قويا لحكومة أردوغان وتبلغ قوتها إلى درجة وصفت بالحكومة الموازية.. وجاء تصرف حكومة أردوغان بإغلاق المدارس الخاصة بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، حيث شمل القرار أكثر من ألف مدرسة خاصة لجماعة فتح الله.. وهكذا تقدمت جهات في الحكومة والشرطة بتقارير عن وزراء وأبناء وزراء من حكومة أردوغان تتهمهم بالفساد، واعتبرت جماعة فتح الله أن الأمر له علاقة بالفساد المستشري في حكومة العدالة والتنمية وبطريقة حكم أردوغان التي تنحى نحو الديكتاتورية، كما أن أردوغان رد على ذلك بأنها مؤامرة داخلية تحرك بأياد خارجية، وأنه لن يسمح لها بالنجاح، ووجه بالمناسبة كلاما صارما للسفير الأمريكي بتركيا: لا أحد يجبر السفير الأمريكي على البقاء بتركيا.. من الواضح أن هناك عقبات سياسية وأمنية واقتصادية ستقف أمام سياسة الدولة التركية لمنعها من التوجه الإيجابي من أجل مصالح الأمة العليا، ولكنه طريق سيعزز استقلال تركيا وانحيازها للأمة وفلسطين.. والله يتولانا برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2178519

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178519 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40