الثلاثاء 3 كانون الأول (ديسمبر) 2013

2014 عام الشعب الفلسطيني

الثلاثاء 3 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par كاظم الموسوي

عشية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يحل في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، من كل عام، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 بأغلبية ساحقة من الأصوات (110 دول، عارضت 7 دول فقط مع امتناع 56 عن التصويت) قرارا يقضي بإعلان عام 2014 المقبل عاما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني. ويدعو القرار إلى تنظيم فعاليات بهذا الخصوص ستجري بالتعاون مع الحكومات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة إلى الجمعية العامة على ضرورة عدم إضاعة الفرصة السانحة حاليا لتسوية “قضية الشرق الأوسط”!. ودعا رئيس الجمعية العامة جون أيش المجتمع الدولي إلى بذل كل ما في وسعه من أجل إحلال سلام ثابت بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين في العام القادم!. وهذا كلام عام لمسؤولين امميين يتحدثان بلغة الأمم المتحدة. وقد ابتعدت الأطراف كلها عن حقيقة القضية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، والتي انتهكت باستمرار من قبل الدول التي لها تأثير وقرار في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ورغم المفاوضات المتواصلة من اجل ايجاد حل مشرف، وغزوات وزراء خارجية الولايات المتحدة للمنطقة وتداخلات ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن وغيرها، فإن استمرار الإصرار الصهيو اميركي في العمل على تصفية القضية هو السائد إلى الآن. ومن هنا يأتي هذا القرار مهما وضروريا لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الشعب الأخير المحتلة ارضه والمستعمر باستيطان عنصري حاليا. وإعادة تشكيل رأي عام عالمي من جديد، وحملات تضامن اممية في كل المعمورة.
بلا شك هناك تطورات سياسية دولية، ولكنها رسمية اكثر مما كانت عليه سابقا، قبل انعقاد اوسلو 1993، حيث كانت اعداد كبيرة من المنظمات الداعمة للشعب الفلسطيني في كل انحاء العالم تناضل مع الشعب الفلسطيني وتتضامن مع نضاله المشروع من أجل تحقيق حقوقه. ومن بين هذه التطورات قبول فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة. ولأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أدلى المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور بصوته لانتخاب احد قضاة محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة وسط تصفيق حاد.( يوم 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013) وقال منصور امام الجمعية “انها خطوة مهمة في تقدمنا نحو الحرية والاستقلال ووضع العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”. وأضاف امام الصحافيين بأن الأمر يتعلق بخطوة “رمزية”، مشيرا إلى أنها “لحظة مميزة جدا في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، وذلك سيدعم اساس دولة فلسطين في الساحة الدولية”. واعتبر منصور ان الترحيب الذي لقيه التصويت الفلسطيني “يدل على ان المجتمع الدولي، وبخاصة الجمعية العامة، يتطلع لرؤية دولة فلسطين تتمتع بعضوية كاملة في الأمم المتحدة”، مؤكدا ان “اسرائيل” والولايات المتحدة اللتين عارضتا منح صفة مراقب للفلسطينيين لا يمكنهما الاعتراض على ان يمارس الفلسطينيون حقهم بالتصويت.
قبل ان تصبح هذه الدعوة الأممية مهمة للجميع للتضامن مع الشعب الفلسطيني طيلة العام القادم يتطلب بوضوح ليس متابعة القرار وحسب، وانما الاستمرار فيما يقوم به الشعب الفلسطيني وكل فصائله الوطنية، ومن بينها ما يصدر عنها اعلاميا. وكذلك ما تقوم به منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية أيضا. من بين ما يصلني بالبريد الإلكتروني نشرة العلاقات الدولية في م ت ف التي حملت في عددها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 نشاط فصائل المنظمة والشعب الفلسطيني ودعت إلى استثمار التعاطف والتضامن في هذا العام بعد اغتراب وتناقص هذا التضامن العالمي والدولي بسبب سياسات أضرت بالقضية واساءت لدماء شهدائها. ويرصد التقرير الشهري لها تحت عنوان:“شعب تحت الاحتلال” الانتهاكات “الإسرائيلية”، ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته، بالأرقام والوقائع، جاء فيه: أن الاحتلال الإسرائيلي قتل (4) مواطنين فلسطينيين، وأصاب (111) مواطناً آخر بجراح، واعتقل ما يزيد على (368) مواطناً فلسطينيًّا، فيما احتجز (298) مواطناً آخر، وأفاد التقرير أن المستوطنين وجيش الاحتلال اقتلعوا وأتلفوا (2041) شجرة مثمرة، خلال تشرين أول/ أكتوبر المنصرم. وذكر التقرير في فقرات متسلسلة ما يخص التهويد والاستيطان، فذكر أن المستوطنين ولأكثر من مرة خلال الشهر المنصرم، قاموا بعدة اقتحامات للمسجد الأقصى، تحت حماية قوات الاحتلال، وتتضمن هذه المجموعات حاخامات وقادة دينيين متطرفين وطلاب مدارس دينية، تتضمن اقتحاماتهم الاحتفالات بمناسبات يهودية، وأداء شعائر تلمودية، والقيام بتدنيس ساحات المسجد الأقصى، واستفزاز المواطنين الفلسطينيين في المكان.
سجل التقرير قيام بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، بالموافقة على خطة لبناء 1500 وحدة استيطانية في حي “رامات شلومو” في مدينة القدس المحتلة، كما قامت قوات الاحتلال بحفر خندق بطول (200 متر) وعمق (5 أمتار) بمحاذاة جدار الفصل العنصري بالقرب من جامعة القدس في بلدة أبوديس، كما صادقت “لجنة التخطيط والبناء”، على بناء (58) وحدة استيطانية سكنية في مستعمرة “بسغات زئيف” المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في محافظة القدس المحتلة. وفي الفقرة السادسة للتقرير ورد “أن قوات الاحتلال قامت باعتقال واحتجاز والاعتداء على عدة صحافيين، حيث احتجزت المصور الصحافي سامر حمد ومنعته من التقاط صور للمستوطنين المقتحمين لمنطقة برك سليمان في محافظة بيت لحم، وأصيب الصحافيان أمجد شومان برصاصة مطاطية بالرأس وأيسر البرغوثي مراسل تلفزيون وطن بجراح، أثناء تغطيتهما لاقتحام قوات الاحتلال لقريتي بلعين وكفر نعمة، كما أصيب المصور الصحافي محمد ياسين بجراح أثناء تغطيته للمسيرات الشعبية السلمية في قرية بلعين/ محافظة رام الله والبيرة، كما أبعدت قوات الاحتلال الصحافي صهيب سلهب عن المسجد الأقصى لمدة (15) يوماً، ودفع غرامة مالية، واحتجاز آلة التصوير الخاصة به، في مدينة القدس المحتلة، كذلك اعتقلت قوات الاحتلال مراسل فضائية الأقصى أثناء تغطيته لمسيرة كفرقدوم الأسبوعية السلمية في محافظة نابلس.”
كشف التقرير عما يعيشه الشعب تحت الاحتلال خلال شهر، والشعب الفلسطيني يواصل كفاحه الوطني منذ وعد بلفور 1917 وإلى اليوم. فإن قرار الجمعية العامة مطلب شعبي وإنساني وسيكون شاهدا على الادعاءات والإعلانات التي تحاول جهات كثيرة التنطع بها ولا سيما الناطقة باللغة العربية. فهل يتحقق للشعب الفلسطيني الهدف من القرار وكفاحه الوطني؟.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 61 / 2165771

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165771 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010