السبت 3 تموز (يوليو) 2010
اتحاد الجاليات الفلسطينية يفضح الخطوات الأولى للتآمر عليه منذ عهد الشهيد عرفات

شعب بلا قائد وقائد بلا شعب

السبت 3 تموز (يوليو) 2010 par د. راضي الشعيبي

اضغط على الصورة للتكبير | الوثيقة مرفقة بملف PDF

رغم الخطأ الجسيم بتوقيع اتفاقية أوسلو السوداء التي تحمل إسم عاصمة النرويج، التي حبكت وصيغت في مجاريها وسراديبها من قبل مخططي سياسة الحركة العنصرية الصهيونية الذين أوقعوا في شراك مكرهم وخداعهم الخفافيش الفلسطينية المفاوضة والمتعاونة، حتى أصبحت اليوم متآمرة، الفاقدة لذاتها وضميرها وانتمائها وهويتها.

كان الرئيس عرفات - رحمه الله - قائداً ورائداً، يمد يده ليصافح كل اخوته قادة الفصائل المقاوِمة، وخاصة حكيم الثورة القائد المناضل القومي العربي الأممي، الكريم الخلوق والعفيف الشريف جورج حبش، وكذلك المناضل الروحي المؤمن العصامي الأسير الشهيد أحمد ياسين.

كانت الوحدة الوطنية لثلاثيتهم أساساً وركيزة واستراتيجية لمجابهة العدو المحتل وعملائه وأعوانه.

تعالى أبوعمار وقفز فوق كل حملات النقد القاسية التي كانت دوماً بناءة حول اتفاقية أوسلو المرفوضة والفساد والمفسدين، الذين ما لبثوا أن تحولوا إلى متآمرين وغدَارين وقتلة، نعم قتلة القائد، منفذي خطة المجرم شارون الذي يلاقي اليوم قصاص الله وعذابه في الدنيا.

لقد وضعوا القائد في دائرة مغلقة وأحاطوه وحاصروه وأذلوه، ثم اغتالوه.

كان رحمه الله يسمع ويُصغي إلى أبناء فلسطين ويلاحق الأمور ليضطلع على الحقائق ثم يُصدر تعليماته وإرشاداته.

قبل اتفاقية أوسلو بزمن، بدأنا ببناء المؤسسات الفلسطينية في الشتات في كل دول ومدن الاتحاد الأوروبي تحت اسم “الجاليات”، بعد أن لاحظنا نشاطاً اعلامياً كبيراً للحركة الصهيونية العنصرية في أوروبا وتحركاً سياسياً واجتماعياً ليس له مثيل في السابق، وبدأوا بتفعيل وتحريك أحجار الشطرنج السياسي في داخل المجتمع المدني والنقابي والحزبي للإعلام المكتوب والمسموع والمرئي.

كل هذا كان يدور حول زعم ـ فلسطين أرض اليهود التاريخية ـ. كان همنا أن تقوم جالياتنا الضخمة لمواجهة الإعلام الصهيوني على كامل أرض الاتحاد الأوروبي ولتدحض كل حجج وأطروحات الحركة الصهيونية العنصرية، ولتدافع عن حق شعبنا الفلسطيني الصابر الصامد في العودة إلى وطنه وأهله وبيته.

وبعد أن تجذرت جالياتنا في كل مدينة ودولة، وأقامت علاقات متينة مع كافة طوائف المجتمع المدني، وبعد أن رأينا نتائج اوسلو المخيبة للآمال على أرض الواقع ومراوغة دولة الاحتلال العنصرية في تنفيذ أي بند من بنود الاتفاقية، وبدء تعرض حقنا في العودة إلى المساومة، دعونا إلى عقد مؤتمر الجاليات الفلسطينية في الشتات من أجل التشاور والتفاهم، والإعلان أمام العالم أجمع، ونحن أصحاب حق العودة، أننا نرفض أي اتفاق بين المفاوض الفلسطيني غير الشرعي، لأنه لم يحظ أبداً بأي توكيل أو تفويض بالتفاوض مع العدو على حق العودة للوطن، وهو حق فردي وجماعي، وما أن أعلنا الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر، قام أحد أعضاء زمرة الفساد السياسي والأخلاقي، والذي كنا قد وقفنا بثبات وحزم أمام شراهته، في الكسب المادي من عمولات واحتيالات.. بالكتابة إلى الرئيس الشهيد مدَّعِياً أن المجموعة التي تدعو إلى عقد مؤتمر الجاليات الفلسطينية في الشتات همها هو تشكيل قيادة فلسطينية جديدة لمنظمة التحرير، ناصحاً إياه بالوقوف بحزم أمام هذا المشروع الخطير على حد رأيه.

وبناء على ذلك، هبت رياح مشبعة بالغضب والحقد من رام الله وغزة على القائم بالمشروع ورفاقه وإخوته من قبل المجموعة المحيطة بالرئيس الشهيد.

رداً على هذه التطاولات، قمنا بالكتابة للرئيس القائد شارحين له، رحمه الله، بصراحة ودقة العوامل الدافعة لدعوتنا، وأن الزمرة الفلسطينية المتصهينة والمنتفعة حرفت كل الحقائق وكذبت عليه. وبعد تبادل الرسائل والمحادثات التلفونية الشخصية معه، قام بتوجيه الرسالة المرفقة طالباً إيجاد حل فوري للوضع.

بعدها، وفي محادثة تلفونية شخصية وإكراماً له، قمنا بتأجيل موعد انعقاد مؤتمر الجاليات، وتم تحديد تاريخ آخر بناء على اقتراحه، لأن أمنيته كانت افتتاح وحضور هذا الحفل الوطني الفلسطيني في الشتات.

بعد استشهاده رحمه الله وطيب ثراه، مسكت هذه الزمرة التي لم تكن يوماً من أبناء فتح العاصفة، وفتح الثورة وفتح التحرر، أو تحمل شيئاً من ثقافة فتح، والتي تسربت إلى قمة السلطة لتتسلط على زمام أمور الوطن كافة، من شعب بماضيه وحاضره ومستقبله، إلى تاريخ يشهد على ملكية شعب فلسطين لأرض فلسطين وما عليها.

هذه الزمرة أحاطت من جديد بمحمود عباس بعد أن أدخلته في غرفة العناية الفائقة، وقامت بغسل دماغه وتخدير إحساسه، وسلبه ضميره، وأعمت بصره، أو لجأت إلى محترفي السحر، فلم يعد يرى اليوم أحداً سواهم.

قامت هذه الزمرة، وعلى رأسها من يُطلق عليه لقب رئيس التعبئة والتنظيم بإصدار نشرة داخلية، أحتفظ بصورة عنها، مليئة بالأكاذيب، وأعتقد أنه بدون وعي، منحني وسام شرف وعزة حين قال أنني أنتمي إلى الجبهة الشعبية، وبعدها قامت بتأهيل الكثيرين من ضعاف النفوس في الوطن والشتات، مستغلة حاجتهم المالية أو عقدهم النفسية من أولئك الباحثين عن الشهرة، وهؤلاء الذين فشلوا في الدراسة، الذين تكتظ قلوبهم بالحسد والحقد، للتصدي لكل المؤسسات الفلسطينية الوطنية والقومية التي ترفع راية المقاومة من أجل حق العودة وترفض أوسلو والمفاوضات مع العدو، وتطلب تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأس هذه المؤسسات اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات ـ أوروبا ـ.

وأخذت هذه الزمرة تحاول بكل الطرق بذر الشقاق بين الإخوة، متناسين أن الخيل الأصيلة تصاب يوماً بكبوة، ولكنها تعود وتنطلق لتكون في المقدمة، وليعمي غبار حوافرها البركاني ابصارهم حتى يضلوا الطريق.. لأنهم من الضالين.

لقد خرج رئيس دائرة التعبئة والتنظيم من تونس العروبة، تونس الضيافة والكرم تحت جنح الظلام، بعد أن توصل إلى صفقة مع السلطة تقضي بتعيين ابنه وزيراً.

لم يودع أحداً من الذين اكرموه أو تحملوه، لم يشكر أحداً من الذين تعاونوا معه وخدموه.

تنازل عن كل القيم، وباع الوطن من أجل هذا المركز الرخيص لابنه، غير المؤهل لشغره.

عاد ليعيش تحت الإحتلال وذله وتوجيهاته.

لقد أحسن في لبس القناع ليعيش خلفه مدة طويلة، يتمتع بالجاه والسلطة والمال، وبعد أن أسفر عن وجهه، وظهر على حقيقته في أن غضب الله الذي لا غضب بعده، قد نزل عليه ليرده إلى أرذل العمر، ليعيش ذليلاً تحت بساطير جنود الاحتلال المرتزقة، مذعناً ومأموراً بعد أن كان آمراً، راكعاً مهاناً بعد أن كان منصوب القامة.

إن الشعوب التي تساوم المستعمر والمحتل على حريتها، توقع في نفس الوقت وثيقة عبوديتها.


titre documents joints

وثيقة

3 تموز (يوليو) 2010
info document : PDF
593.2 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2178178

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع خبايا وأسرار   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2178178 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40