السبت 3 تموز (يوليو) 2010

ضجر الرئيس

السبت 3 تموز (يوليو) 2010 par زهير ماجد

يقال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضجر من سياسة نتنياهو، وهذا من حقه كإنسان تتنازعه شتى الأحاسيس ويخضع مثل غيره من البشر إلى نظام فيسيولوجي وبيولوجي يدفعه إلى التعمق في التعب العصبي يؤدي به إلى الإحساس بالضجر والقرف طلباً للراحة بعد حياة طويلة من ممارسة العمل السياسي.

لكن المسؤول عن قضية مقدسة وعن شعب متمرس في الدفاع عن حقوقه وفي الموت من أجلها وفي الإنكباب على التضحية الدائمة ليس من سماته إلا الصبر ثم الصبر والمزيد منه لأنه الرهان الأبقى لمقارعة الآخر الذي يفعل مايفعله تحت شعار تأزيم الآخر والتلاعب بأعصابه من أجل التلاعب بقضيته وبمستقبلها.

مرة ردد أحد المسؤولين العرب أمام سياسي هاو ان ممارسة العمل السياسي يتطلب صبراً وتكتماً، “فإن كان لديك تلك المزية فأكمل طريقك وإلاَ ، فاترك الموقع واذهب إلى التجارة أو غيرها من الأعمال الحرة” .. وأضاف ذلك السياسي قوله “أعرف ان الصبر الطويل والكتمان مصدران لأمراض شتى أقلها القلب والسكري لكنه قدر من يريد العيش وسط تلك المسؤوليات والمخاطر”.

ثم إن العمل السياسي في العالم النامي لايقوم على خطط ومنهج ، فكيف هي الحال في منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالقضايا الساخنة، وبشكل اخص الوضع الإستثنائي الفريد من نوعه للشعب الفلسطيني الذي يحتاج لأكثر من لمة صبر ومصابرة ومرابطة عند حدود الخطر الدائم، او على الاقل في حلق المسؤوليات التي هي ولاّدة للمزيد منها.

أكثر من عمل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كانت تدهشهم تلك العزيمة لديه مع انه كان يسر أحياناً عن متاعبه. إلا ان عنصر التجدد عنده كان غريباً، بل هو كما يسميه البعض ابن الأزمات، كلما استفحلت ازداد شرقطة والتماعاً في عينيه بل ازداد نضارة وأملاً، ولهذا كان ترداده في عز الأزمات انه يرى فلسطين في نهاية النفق، ولم يتوقف عن ترداد عبارة الصلاة في المسجد الأقصى مردداً تأكيده انها عاصمة الدولة الفلسطينية الموعودة.

ضجر الرئيس عباس ظاهرة صحية، لكن ليس لها مقام في المعنى السياسي بل في المزاج الشخصي .. وتلك حالة انسانية مسيطر عليها .. لكنه عندما أمسك بموقعه الحالي، كان قد أدرك سلفاً صعوبة بل استحالة التعامل مع طرف ليس طرفاً ولن يكون، ومع محاور لن يكون محاوراً، لم يكن هناك التباس في هذا الموضوع نظراً لمعرفته الدقيقة بالتجرية مع قادة إسرائيل، فكيف بالتالي مع مدع مجبول بالغطرسة هو نتنياهو صاحب الفشل الأول لتكوين فيه، وصاحب الفشل القادم لتلك الأسباب التي مازال يعتمدها في حكمه، والتي يظن البعض ان تأليفه بعض الكتب مصدر عبقرية سياسية نادرة .. ومن قال إن كل من ألف كتاباً نجح في العمل الإداري والسياسي!..

ضجر الرئيس عباس فيه بعض الهروب ، لكن إلى أين..؟!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2180616

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2180616 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40