السبت 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

من يقامر بمصير من؟

السبت 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par محمد عبيد

اتهام وزير الاقتصاد زعيم حزب “البيت اليهودي” في الكيان المحتل نيفتالي بينيت الإدارة الأمريكية التي وطئ أرض بلادها قبل أيام، ب“المقامرة” بأمن “إسرائيل”، لا يحمل سوى على التأكيد على أن الكيان المحتل لن يوفّر فرصة من دون استغلالها في ابتزاز هذه القوة العظمى، وتحقيق المزيد من المكاسب من خلال التركيز على ملفات معينة بهدف صرف الأنظار عن القضية الأساسية .
الحجة “الإسرائيلية” الجاهزة التي تدعم هذا الاتهام، تنبع من المساعي الأمريكية لتهدئة اللعب على صعيد الملف النووي الإيراني، مع العلم أن هذا لا يعدو كونه حتى اللحظة، حملة علاقات عامة جديدة تقودها الإدارة الأمريكية على مستوى العالم في سياق “تبييض الوجه” ليس أكثر، وفي سياق تأكيد أنها ما زالت مركز الحراك والحل والربط في العالم، أما النتائج المنتظرة من هذا، فإنها لا تبدو واعدة .
ولو ابتعدنا عن هذه المسألة ونظرنا إلى الحالة “الإسرائيلية”، وما يحيط بسياسات وجرائم الكيان المتواصلة بحق الكل الفلسطيني، فإننا نجد أن هذا الغارق في أوهام “الأمن”، هو العنصر الأول، وقد يكون الوحيد في العالم الذي يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار، لا في المنطقة وحسب، وإنما في العالم ككل .
“إسرائيل” هي القوة النووية الوحيدة في المنطقة، وهذا لا جدال فيه، ورغم أنها تغطي الأمر ولا تفصح عنه، وترفض توقيع أي اتفاقية دولية لحظر الانتشار النووي، أو ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل، فإنها مستمرة في تطوير قدراتها بدعم تلك القوة التي تعيب عليها الآن سياساتها، وتحاول الضغط عليها من خلال المشرّعين واللوبي الصهيوني، وغيرها من جماعات الضغط، لانتهاج مقاربة مغايرة تجاه مسألة هي أكثر المتورطين فيها .
الأكيد أن ما يهم الاحتلال حالياً هو إيجاد الغطاء لاستمرار جرائمه في سرقة الأرض الفلسطينية، وتهويد المقدسات، واقتلاع المزيد من الفلسطينيين، والأكيد أيضاً أن آخر ما يهمه، هو التسويات الدولية والإقليمية الجارية على أكثر من صعيد، وأن ما يهمه منها أن يطول أمدها، فيتمكن من الاستمرار في تثبيت الوقائع على الأرض، من دون أن يجد من يسائله على الأقل، لا من يردعه .
وإذا ما وضعنا هذا التحرك “الإسرائيلي” في سياق محاولة الضغط على واشنطن لكف يدها أو تخفيف موقفها المائع تجاه القضية الفلسطينية، والتسوية، وسرطان التوسع الاستيطاني، فإننا سندرك أن الحراك لا يستهدف إلا إجبار الإدارة الأمريكية على السكوت عن ممارسات وسياسات الاحتلال، وإلهاءها في معارك جانبية، يدرك الكيان جيداً أنها فرصته المثالية للعمل من دون توقف .
الكيان نسف التسوية وجولات المفاوضات عشرات المرات منذ أن استؤنفت مؤخراً، وسمح لنفسه بالتمادي، مستفيداً من شرعية ما اكتسبها بالمجان مع موافقة الجانب الفلسطيني على العودة إلى مفاوضات يدرك الجميع أنها من دون جدوى، ولذلك فإن مجرد الانسياق وراء ادعاءاته ودعاياته يكون وقوعاً في فخ نصبه مسبقاً، مستهدفاً اصطياد عقليات ترفض الخروج من قوالب صممت لتقيدها، وتعميها عن رؤية الواقع .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2177870

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2177870 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40