الجمعة 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

عصر الإعلام الإلكتروني

الجمعة 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par أحمد صبري

أسهم التطور المذهل لشبكة المعلومات الحديثة للاتصال، في ظهور نوع جديد من الإعلام، هو الإعلام الإلكتروني الذي يعتبر ظاهرة إعلامية جديدة يتميز بسرعة الانتشار والوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وبأقصر وقت ممكن وأقل تكلفة.
فالعصر الحالي يعد بحق عصر الإعلام الإلكتروني، يحظى بحصة متنامية في سوق الإعلام لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من الحرية.
وأصبح الإعلام الإلكتروني محور الحياة المعاصرة متحررا من قيود الرقابة ومحددات النشر، وفرض واقعًا جديدا في حياتنا اليومية، فهو لم يعد تطويرًا فقط لوسائل الإعلام التقليدية، وإنما هو وسيلة إعلامية احتوت كل ما سبقها من وسائل الإعلام.
وفتحت تكنولوجيا الإعلام الجديد بابًا واسعًا لحرية الإعلام لا يمكن إغلاقه، كونه وسيلة سهلة لإيصال المعلومات ونشرها في جميع أنحاء العالم؛ وما الدور الذي لعبه الإعلام في تسريع عملية التغيير في دول (الربيع العربي) هو الدليل على دور الإعلام الجديد في حياتنا بعد اختفاء الحدود بين المرسل والمستقبل فأصبح الجمهور هو صانع الحدث عبر الرسالة الإعلامية، التي أنتجت المواطن الصحفي الذي قام بنقل الحدث حال وقوعه.
وإزاء هذه المستجدات في واقع الإعلام الجديد، هل ستستفيد المجتمعات من هذه الفرصة أم أنها ستقف مترددة في التعاطي والانفتاح على (تكنولوجيا الإعلام الجديد) والحد من مخاطره على محرمات السلطة والمس بقوانينها.
إن الإعلام الإلكتروني هو إعلام المستقبل ذو قدرة هائلة على تقديم مواد تفاعلية لم يسبق أن قدم التاريخ مثيلا لها حتى في التواصل المباشر بين الأشخاص.
وحتى يأخذ الإعلام الإلكتروني كامل مدياته في حياتنا لا بد من ضبط إيقاعه عبر ميثاق شرف لمنع استخدامه لغير مقاصده النبيلة وخدمة المجتمع وتعزيز التواصل بين أفراده ليس من خلال قوانين أسقطتها ثورة الاتصالات، لأن تكنولوجيا الاتصال الجديدة وبشكل خاص الأقمار الصناعية والإنترنت، لن تؤدي فقط إلى إزالة الحدود التي تفصل بين الشعوب، ولكنها ستؤدي إلى خلق ثقافة جديدة، أو على أقل تقديرٍ قيام قدرٍ من المشاركة بين الشعوب في قيمها وأنشطتها الثقافية.
من هنا يكمن قلق المجتمعات التي اخترقتها وسائل الإعلام الحديثة أبرزها (الإعلام الإلكتروني) من خطورة انتقال ثقافات وتقاليد عبر هذه الوسائل قد تبدو غريبة وهمجية على مجتمعاتها وربما تتقاطع مع ثقافات مجتمعية، وقد تتسبب في اهتزاز معادلة التوازن المجتمعي.
وعلى الرغم من بعض المحاذير التي تتحسب من تداعياتها بعض المجتمعات فإن ثورة الاتصالات واشتراطاتها ماضية في فرض معادلتها الكونية، ما يدعونا إلى مواجهة هذا العصر التكنولوجي الجديد، لأنه عصر لا مفر من ملاقاته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2178702

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2178702 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40