الجمعة 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

التجارة الأقل خطرا في العالم

الجمعة 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par أحمد صبري

مخاطر الاتجار بالبشر لا سيما ضحاياها من الأطفال وسبل الحد من تغولها في المجتمع تحولت إلى هاجس يقلق المعنيين في مكافحتها لحماية الشرائح المستهدفة من هذه الظاهرة، بعد أن أصبحت مشكلة عالمية تهدد الأوطان وأمنها الاجتماعي والقومي، مما يتطلب جهدا عالميا للحد من هذه الظاهرة.
وحاول مؤلف كتاب الاتجار بالبشر الدكتور أكرم المشهداني أن يبرز على تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، ومنظماتها المعنية بمكافحة الجريمة، ومنظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) لا سيما المتاجرة بالأعضاء البشرية خلال السنوات الأخيرة.
ويسلط المؤلف الضوء على ظاهرة، (اختطاف الأطفال) وكذلك المشردين والمجانين كي تنزع منهم الأعضاء البشرية المطلوبة بعد قتلهم، وتبيع هذه العصابات تلك القطع من أعضاء الجسم بمبالغ خيالية طائلة، كما تقوم بسرقة جثث المحكوم عليهم بالإعدام ولا يوجد من يستلمها، أو سرقة الجثث بعد دفنها.
وينقل المؤلف عن تقديرات الأمم المتحدة “أن هنالك حوالي أربعة ملايين يتعرضون للتجارة غير المشروعة بالبشر كل سنة في مختلف أرجاء العالم، ينتج عنها أرباح طائلة لمؤسسات إجرامية تصل إلى حوالي سبعة بلايين دولار أميركي سنويا”.
وتجارة الجنس بالنساء والأطفال عدها المؤلف من أكثر أنواع التجارة غير المشروعة نموًّا. حيث هنالك آلاف من النساء والأطفال الذين يتم إغراؤهم يوميا للدخول في عالم تجارة الجنس الدولية أو لأغراض التسول، من خلال وعودهم بالحصول على حياة أفضل وأعمال مربحة خارج أوطانهم.
وحذر المؤلف من جرائم الجنس الواقعة على الأطفال عبر شبكة الإنترنت؛ إذ
شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا كبيرًا من عدد مستخدمي شبكة الإنترنت، ففي نهاية عام 1998م. كانت نسبة 20% من أطفال العالم متواجدة على الشبكة، ويعتبر الأطفال المراهقون من أسرع الفئات تزايدًا في استخدام الإنترنت، فهنالك ما يقارب 45 مليون طفل يستخدمون الإنترنت، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 77 مليون طفل بحلول عام 2007م. وتقوم شبكات الجرائم المنظمة باستخدام أنماط حديثة للإيقاع بالأطفال المتواجدين على شبكات الإنترنت.
ويرجع المؤلف أسباب زيادة الطلب على حجم المتاجرة بالنساء والأطفال في الدول الغنية باعتبارها جزءا من المستوردات الاستهلاكية من البلدان الفقيرة لا سيما الوعود بالزواج الوهمية.
ويعزو المؤلف الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الاتجار بالبشر إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة في كثير من الدول بالعالم. وازدياد النزعة الاستهلاكية الناتجة عن الانفتاح الاقتصادي الذي تمر به مختلف الدول وتفسخ النظام العائلي وضعف العلاقات والروابط الاجتماعية، مما أدى إلى ضعف دور العائلة في تأمين الحماية والرعاية لأطفالها، فضلا عن ضعف التشريعات القانونية والإجراءات الوقائية لمواجهة هذه الظاهرة.
ويحدد المؤلف الدكتور عبدالرزاق المشهداني عدة خطوات لمكافحة جريمة الاتجار بالبشر ـ النساء والأطفال من خلال تشريعات قانونية صريحة وواضحة تتلخص بتطوير وتقوية الأنظمة والقوانين والتشريعات لتحديد المسؤولية الإجرامية بحق المسؤولين عن إدارة مثل هذه الشبكات الإجرامية والوسطاء والمتورطين في بيع ونقل النساء والأطفال للاتجار بهم، واعتبار جرائم الاتجار بالبشر ـ النساء والأطفال من الجرائم المنظمة، مشددة العقوبة وليست جرائم فردية وحماية ضحايا الاتجار بالبشر ومساعدتهم، فضلا عن تعزيز الضوابط والإجراءات الحدودية إلى أقصى مدى ممكن بقدر ما يكون ذلك ضرورياً لمنع وكشف حالات الاتجار بالبشر.
واستنادا إلى ما تقدم فإن تجارة الاتجار بالبشر أضحت ثالث تجارة بالعالم بعد تجارتي المخدرات والسلاح.
وتصدر تجارة الاتجار بالبشر، قائمة الممنوعات في العالم يعود إلى أنها أقل خطرا من تجارتي المخدرات والسلاح.

a_ahmed213@yahoo.com



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2177633

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2177633 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40