الثلاثاء 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

جنيف 2 وصراع الإرادات..

الثلاثاء 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 par محمد بكر

حراكٌ سياسي واسع تتكثف فيه التحركات من بلد إلى آخر وتزدحم فيه التصريحات وتتوحد الخيارات “على المستوى الإعلامي حتى الآن” لجهة تبني الحل السياسي كحل وحيد لإنهاء الأزمة السورية إذ “تتمظهر” بقوة جملة من الجهود الدولية لإمكانية عقد مؤتمر جنيف2 في محاولة لإطلاق العملية السياسية والانخراط في تسوية “قسرية”تفرض فيها المقاسات في اعتقادنا فرضاً وقد تحدد فيها ملامح ممثلي المعارضة “كرهاً” بعيداً عن لغة التدارس وعرض الأوراق التي يحملها كل طرف في جعبته السياسية ولا سيما بعد أن أطاحت مشهدية الميدان السوري بالأحلام الأميركية في إسقاط الدولة السورية عسكريًّا واقتصاديًّا وتكفلت بإفراغ الحقيبة الأميركية من أي ورقة سياسية يمكن التعويل عليها من جهة وبعد السقوط المدوي لجماعة الإخوان في مصر من جهة أخرى.
في باريس استمرت المشهدية الالتفافية للسياسة الأميركية بالتوارد كالمعتاد مع كل حديث عن الحلول السياسية إذ تصاعدت ألسنة “العنجهية” بكثافة من تصريحات كيري عندما أكد أن السياسة الأميركية لم تتغير حيال سوريا وأن الحرب ستستمر إذا ما أعيد انتخاب الرئيس الأسد في العام المقبل مردفاً أنه من الصعب توقع دور بناء لإيران في جنيف 2 إن لم تؤيد ما وصفه بخطط الحكم الانتقالي في سوريا، هذه العنجهية التي تصب باعتقادنا في سياق التغطية على الكم الكبير من الفشل الأميركي في الداخل السوري وفي محاولة للتمظهر بالبطولة المطلقة حين بدأ (أي الأميركي) بتنفيذ ما قد قطعه على نفسه وأمام العالم بأن استخدام الكيميائي في سوريا خط أحمر إذ استطاع الوصول “لمبتغاه” لجهة الشروع بتدمير ذلك السلاح متناسياً أن القيادة السورية أعلنت بالفم الملآن أن السلاح الكيميائي أوقف إنتاجه في سوريا منذ العام 1998 وإن لديها ما يعمي“إسرائيل” في إشارة واضحة لاستمرارية المعادلة الردعية وتالياً فإن كل ما أنجزه أوباما في هذا السياق هو المراوحة في المكان .
في اعتقادنا أن الرغبة الأميركية لانعقاد جنيف2 باتت راسخة في فكر العم سام أكثر من أي وقت مضى ولا سيما أن الحديث الأميركي المتكرر حول الحل السياسي يختلف كليًّا هذه المرة عما سبقها وذلك لجملة من الأسباب:
ـ المبادرة الروسية التي حفظت “ماء وجه” العم سام فيما يتعلق بالضربة العسكرية ضد سوريا والتي كانت بمثابة الاسفين الذي دُق في نعش القطبية الواحدة، إذ فشل الأميركي في التخلص والهروب من “شبح” التوازن الدولي الجديد الذي لم ينفك وهو يطارده في أحلامه ويقظته حتى أصابه في مقتل.
ـ إدراك الأميركي أن استمرارية التعويل على “أطراف اقليمية” ثبت بالدليل القاطع عدم قدرتها على استحداث أي تغيير في الداخل السوري لا سيما في ظل التماسك الفريد الذي أبداه الجيش العربي السوري قد بات بدون أي جدوى، وهذا ما أكده مايك لين مدير المعهد الأميركي للسياسات الاستراتيجية في 2/10/ 2013 بأن اعتماد أميركا على إمارات ضعيفة كان من الأسباب الرئيسية لجنوحها نحو الحلول السياسية.
ـ التقارب الايراني ـ الأميركي والذي جاء كنتيجة طبيعية للسبب السابقين.
ثمة جهات عديدة لا تزال تغرد خارج سرب“الحل السياسي” وتشكل عاملاً أساسيًّا في تقويض الرغبة الأميركية لانعقاد جنيف2، في مقدمتها الكيان الصهيوني الذي قد يقدم في أي لحظة على ارتكاب ما من شأنه أن يخلط الأوراق ويبدد الاتفاقات، إذ سارع في السابق لتوجيه جملة من الرسائل العسكرية والسياسية رداً على التقارب الإيراني الأميركي فكانت مناورته العسكرية الجوية حاضرة والتي وضعها في سياق عرقلة أي تقارب محتمل بين إيران والغرب في حين سارع لصياغة التقاربات مع عدة دول خليجية في إطار ما سماه “مواجهة إيران”.
المغرد الثاني خارج السرب هو “الائتلاف المعارض” الذي ما زال يضع الشروط المسبقة لانخراطه في المؤتمر إضافة للفصائل المسلحة المتطرفة التي أعلنت بأنها غير معنية على الإطلاق بأية تسويات.
فهل سيخضع الأميركي للإرادة الإسرائيلية؟ وتالياً فإن المؤتمر لن يعقد ولا سيما أن القيادة السورية أكدت أن عوامل نجاح المؤتمر لا تزال غير متوفرة؟ أم أن الأميركي سيدفع باتجاه عقده بمن حضر من المعارضة لا سيما أن هيئة التنسيق وحزب الإرادة الشعبية وأحزاب معارضة أخرى داخلية سيكونون أول الحاضرين وقد يجسدون مفهوم المعارضة المقنعة التي تحدث عنها الابراهيمي؟ والأهم من ذلك وذاك، هل سيكون جنيف2 نسخة معدلة عن (جنيف1) تصدر فيه الأوامر الأميركية بوقف دعم وتمويل المسلحين في الداخل السوري والذي سيكون بمثابة دعوة رسمية للمشروع الأميركي في المنطقة؟؟ وبالتأكيد للحديث صلة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165922

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165922 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010