السبت 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

بعد العراق هاهي ليبيا

السبت 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 par صالح عوض

حاولت الإدارة الأمريكية وكذا البريطانية بعد احتلالهما للعراق جهدهما لتكريس حالات الانقسام المسلح في العراق على أسس قومية وطائفية.. وحاولت القوى المستندة إلى أفكار التجزئة والتي يضيق صدرها بالكل الوطني بكل ما أوتيت من قوة أن تفرض حالة الأقاليم ولازالت المحاولات مستمرة وإن كان إقليم كردستان سار في الموضوع مسافة بعيدة..ورغم العنف الشديد الذي يمارسه نظام المالكي في الجبهة الداخلية لمنع انفراط عقد العراق إلا أن التنافر القوي يسكن كل أصحاب مشروع في العراق الذي أصبح أكثر من عراق.

حتى الأن يدفع العراق فاتورة عدم قبوله بالتمزق الطائفي والقومي والعراق يصر على أن البلد واحد لايقبل قسمه مهما دفع من تضحيات.. حتى الأن الأمور ليست مضمونة في العراق، فالعراق باعتباره أحد أضلاع الاستقرار في المنطقة لايمكن أن يترك هكذا دونما إرباك فهم أي الإدارات الغربية يعرفون تماما أن وجود العراق بعافية واستقرار يعني ذلك قوة حقيقية للعرب والمسلمين ضد المشروع الصهيوني..ومن هنا تأتي مبررات التدخل القصري. ولئن كان النجاح للمشروع الغربي في العراق غير مؤكد ويعود ذلك إلى طبيعة الشعب العراقي الحضارية والمتعلمة وصاحبة الوحدة ومشاريعها..فإن الخوف حقيقي وكبير من أن ينجح التقسيم في ليبيا ويصبح البلد ثلاثة بلدان لها حدودها وحرس حدود ونشيد وطني لكل منها وعلاقات دولية لكل منها ونزاعات بين كل منها والأخرين...فما الذي يحدث بليبيا؟

أعلن دعاة الفيدرالية في شرق ليبيا عن تشكيل “حكومة” من 24 حقيبة لتسيير شؤون إقليم برقة، كما أعلنوا تقسيم هذا الإقليم الجغرافي إلى أربع محافظات إدارية هي أجدابيا وبنغازي والجبل الأخضر وطبرق، وذلك بالاستناد حسب زعمهم إلى دستور ليبيا الذي أقر عقب استقلالها في العام 1951 إبان فترة حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي ونسي دعاة الفيدرالية أن ذلك الدستور تم تعديله في العام 1963 بحيث ألغي نظام الحكم الفيدرالي في المملكة.

وطرح عدد من المحللين أسئلة متعلقة بآلية التمويل التي ستتبعها الإدارة الإقليمية لتمويل نفسها وكيفية التعامل مع معظم كتائب الثوار الكبيرة في مناطق شرق ليبيا والتي ترفض بشدة الطرح الفيدرالي..

يترأس المكتب السياسي للإقليم إبراهيم الجضران ويسيطر أفراد الميليشيا المسلحة التي يتزعمها الجضران على منشآت تنتج نحو 60 في المائة من الثروة النفطية للبلاد في المناطق الصحراوية النائية المنتجة للنفط.

نحن أمام بروز دولة جديدة اسمها دولة برقة لها إمكانيات المالية والمساحة الجغرافية والمليشيا المسلحة الكفيلة بمواجهة القوى المناوئة حيث سيجد الغربيون فرصتهم بتعزيز هذه التجزئة فالنفط يصبح أكثر يسرا من ذي قبل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2180721

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2180721 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40