الأربعاء 30 حزيران (يونيو) 2010

اصطفافات «الحقوق الفلسطينية»

الأربعاء 30 حزيران (يونيو) 2010 par حسام كنفاني

في لبنان اليوم موجة جديدة من التجاذب، موجة عنوانها “الحقوق الفلسطينية”، بعد المشروع الذي قدمه اللقاء الديموقراطي بزعامة النائب وليد جنبلاط لتسهيل حياة آلاف اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في المخيمات على الأراضي اللبنانية . مشروع أحبط في مجلس النواب بداعي الدفاع عن “حق العودة”، لكنه أكد هشاشة التحالفات القائمة في السياسة اللبنانية ومرحليتها التي لا بد أن تنتهي يوماً إلى واقع أصعب مما كان عليه .

للمرة الأولى منذ نحو خمسة أعوام، يتجمّع سياسيو القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر، بزعامة العماد ميشال عون، على موقف واحد عنوانه “رفض منح الفلسطينيين حقوقاً مدنية” . الموقف ليس جديداً على التيار العوني بشكل خاص، لكنه تأكيد على فشل رهانات من قال إن تقاربه مع حزب الله من الممكن أن يؤدّي إلى تغييرات في موقفه من القضايا القومية .

وبغض النظر عن مواقف “حلفاء” التيار المقاوم، أو التيار “المعتدل”، إلا أن قضية الحقوق الفلسطينية ظهرت إلى الواجهة، وأعادت فرز الواقع السياسي اللبناني، ليس بحسب تحالفات سياسية، بل وفق حسابات طائفية ضيقة لا ترى في نحو 400 ألف لاجئ إلا تهديداً للميزان الديموغرافي الهش في لبنان، حتى وإن كان الأمر يتعلق فقط بمنح حق العمل أو التملك . الفرز الجديد مخالف تماماً لما كان قائماً قبل الانتخابات النيابية الأخيرة في العام ،2009 والتي تعدلت بعدها التحالفات في البلاد، وإن أبقت على الشكل العام ل 8 و14 آذار/ مارس . الفرز الجديد عاد بالأمور إلى ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية، أي العام ،1975 إذ بات واضحاً أن هناك معسكرين طائفيين بامتياز، لكل منهما نظرة مغايرة إلى الأمور . والنائب وليد جنبلاط أشار إلى ذلك بشكل شبه مباشر عند الحديث عن “اليمين الغبي”، مع العلم أن تعبير اليمين كان في فترة السبعينات يحمل دلالة معينة لا علاقة لها في تقسيمات اليسار واليمين في العالم .

بين هذه التقسيمات وهذا الفرز الجديد، يبدو أن الحقوق الفلسطينية ستضيع مجدداً في أتون “الوحدة الوطنية” اللبناني، طالما أن الكثير من الأطراف في الداخل ليست في وارد التخلي عن تحالفاتها الجديدة والمخاطرة بمزيد من الاصطفافات في البلاد من أجل عيون “بضعة آلاف من اللاجئين”، مهما كانت الحال المزرية التي يعيش فيها هؤلاء الفلسطينيون في مخيمات لا تتوافر فيها مقومات الحياة الكريمة .

“الوحدة الوطنية” أولاً، ولينتظر الفلسطينيون . هذا هو شعار المرحلة السياسية في لبنان .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 57 / 2165855

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165855 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010