الأربعاء 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

اليمن‮: ‬باي‮ ‬باي‮ ‬أمريكا

الأربعاء 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 par صالح عوض

هناك حدث مر دونما تعليق من الكتاب والصحفيين والساسة ذلك ما يتعلق بالاتفاق بين أهل اليمن بكل مشاربهم السياسية والجهوية على الغاء كل الاتفاقيات السرية والعلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية.. وأهل اليمن وهم أرومة العرب ومنبع حكمتهم وكرمهم وإيمانهم عندما يجتمعون يكونون قد نابوا عن العرب والمسملين جميعا في قرارهم.. فليس سواهم بعد سايكس بيكو استطاع ان يفرض الوحدة وليس سواهم من بلاد العرب استمر يكافح حتى اعلن مؤخرا عن طرد الأمريكان.. انهم يطردون الأمريكان في الحين الذي يستلقي جنود المارينز في صحرائنا المقدسة وينهبون‮ ‬ثرواتنا‮ ‬ويتحرشون‮ ‬بشرف‮ ‬بلادنا‮ ‬وسيادتها‮.‬

وحتى يكون مدخلنا منهجيا لما حصل في اليمن مؤخرا، فلا بد من الحديث عن باب المندب الموقع الجيواستراتيجي الخطير الذي يغلق البحر الأحمر عندما يشاء العرب امام البحرية الاسرائيلية والغربية من الوصول إلى إيلات كما حصل في حرب 1973.. ولا بد من الحديث عن الموقع القائد لليمن في القرن الإفريقي، وكيف ان اليمن هي مركز الرحى للقرن الإفريقي كله، وهنا تكمن الأهمية الاستراتيجية التي تجعلها المخططات الاستعمارية والصهيونية نصب أعينها.. هذا اليمن الذي دفع ثمن اهمية موقعه وخطورة دوره الإقليمي والعربي.

لقد كان قرار أهل اليمن الوحدة، فكانت تلك الركيزة الحقيقية لتشكل الدولة اليمنية المعاصرة، في حين اصبح التقسيم يحوم على الدول والبلدان الأخرى، وهذا لم يكن ليروق لأهل الإقليم الذين يرون في وحدة اليمن شرا عليهم وعلى اطماعهم الخسيسة، فهم يغذون المشكلات والمحاولات الانشقاقية في اليمن بكل وسيلة.. وعندما لم يستطع النظام الحاكم من استيعاب الوحدة وتحويلها إلى نقطة انطلاق لاستجماع قوى اليمن والحفاظ على دروه في الإقليم ارتكست طموحات النظام فأصبح ملكيا، مركزا السلطة في عائلته، متخلفا عن ركب الحياة ولم تزده الوحدة قوة، بل شعورا بسعة المملكة وأقام على الطغيان قراراته وأهمل جهات في الوطن واستهان بناس كثيرين، الأمر الذي ولد حساسيات وشعور بالمظالم، وتفاقم هذا الشعور وأخذ عدة اشكال من المواجهة والتصدي وصلت إلى ما نعرف من تمرد عسكري وبعضا من اللامبالاة وخروج احتجاجات.. ونما في هذا الجو حالات التطرف المسلح وبدأت الدولة عاجزة عن حماية داخلها وخارجها، ففي الداخل توزعت مجموعات مسلحة في الجبال وبين القبائل لم يتردد نظام اليمن السابق من الاستنجاد بالأمريكان وطائراتهم لقصف اليمنيين المخالفين، واضطر إلى ذلك بعد تفجير بارجة كول التي تمكن الموساد الاسرائيلي من تفجيرها لابتزاز اليمنيين. وكي يقبلوا بالتدخل الأجنبي لمحاربة المتشددين.. وفي غمار مدافعة النظام عن استمرار وجوده، تهتكت الأواصر السياسية للدولة، وبرزت مشكلات في كل مكان مع الجنوبيين والحوثيين وغير ذلك.. وفي محيط اليمن الاستراتيجي في البحر‮ ‬الأحمر،‮ ‬تمكن‮ ‬اليهود‮ ‬من‮ ‬الاستيلاء‮ ‬على‮ ‬جزر‮ ‬كان‮ ‬لها‮ ‬شأن‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬الحروب‮ ‬العربية‮ ‬الاسرائيلية‮.‬

الآن اليمن بعد أن انجز قبل سنوات قرار الوحدة، ها هو ينجز قرار الغاء كل الاتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية.. انها صفعة يمنية على الوجه الأمريكي، وهي قول بالمليان ان على امريكا ان تخرج من بلاد العرب والاسلام.. فشكرا لليمنيين مرات عديدة وشكرا لهم حكمتهم‮ ‬وأصالتهم‮ ‬وطردهم‮ ‬للأمريكان‮.‬



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 32 / 2165305

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165305 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010