الأحد 29 أيلول (سبتمبر) 2013

الغزل الإيراني الأميركي

الأحد 29 أيلول (سبتمبر) 2013 par زهير ماجد

هل يغير الغزل الأميركي الإيراني تاريخا من العداء ويفتح الباب أمام حلول طال انتظار حلها، فيشكل نقطة سوداء في إسرائيل، قد يكون عكسها عربيا وتحديدا في سوريا.
منذ تسلم الشيخ حسن روحاني الحكم في إيران، أمل عديدون ان يتمكن ذاك الإصلاحي الذي يمتلك ثلاث لغات من إحراز تقدم على هذا الخط الساخن، ليبعد عن إيران تلك “الحرب” الدائرة عليها نفسيا وضغطا، والتي قد تتطور عسكريا، لتصبح لها قابلية التفاهم والتفهم على قاعدة قبول أفكار إيران ولو بالحد الأدنى.
منذ وضع الرهائن الأميركيين في بداية الثورة الإيرانية مدة 444 يوما قيد الاعتقال ومحاولة أميركا إنقاذهم وفشلت في ذلك ، لعبت إسرائيل دورا تحريضيا وحاولت إيجاد جبهة بينها وبين الولايات المتحدة تقوم على اساس واحد، تدمير المفاعيل النووية الإيرانية بكافة الطرق والسبل، لكن الأميركي كان حريصا منذ البداية على الإمساك بطرف خيط رفيع مع طهران، وفي الوقت ذاته ممارسة لعبة العصا والجزرة .. الإيراني الذي لم يلن، كان مصرا على ان خطواته النووية هي سلمية، وأقسم المرشد علي خامنئي مرات أنها سلمية. وإذا سدت الآذان الإسرائيلية، ظل الأميركي غير مقتنع بخطط إسرائيل العسكرية لضرب إيران، لكنه أيضا راهن على أن حصارها قد يؤدي إلى مجيئها صاغرة إلى حضنه أو على الأقل الى السوية التي يراها. لكن لاهذا ولا ذاك قد حصل، فتنيه الأميركي انه حاصر كوبا أكثر من خمسين عاما ومع ذلك لم تسقط كوبا في حضنه ولا هي تراجعت عن قيمها الفكرية والاشتراكية الخاصة.
ومنذ أن فتحت الجبهات المتعددة على سوريا، ازداد الأميركي معرفة ان ثمة لاعبا في المنطقة بات أساسيا وله أتباعه ومريدوه، بل له قوته المركزية التي أدت الى مركزيات قوية تقلق إسرائيل كما تقلق أميركا نفسها. وبالتالي لابد من أخذها بعين الاعتبار، خصوصا وان صمود الرئيس السوري أدى الى ترسيخ تلك الفكرة، لقد أصبحت إيران الند مقابل الأميركي والإسرائيلي والأوروبي. والعالمي .. لم تعد إيران سهلة او النظر إليها ببساطة، بل كصاحبة مشروع مهم نجح في تثبيت قواعد له بدأت تتحكم بسياسات المنطقة.
أوباما في عهده الأخير وصلته تلك الدراسات المتأنية، دون أن يعني تنازل إسرائيل عن أهدافها الأولى، فإذا به يحلم بلقاء الرئيس الإيراني روحاني، واذا بروحاني يعتذر عن مقابلته لما قيل من أن رسالة جاءته من طهران في اللحظات الأخيرة حدت من اللقاء، الذي أعيد تنفيذه على الهاتف، في وقت أطلق اوباما كلاما يكاد أن يكون غسلا لكل فترات الشد بين طهران وواشنطن بقوله إن “المرشد خامنئي أصدر فتوى تحرم تطوير أسلحة نووية” وكأنه يقدم إيران من جديد وكما يشتهي مرشدها ، بل كما هي تثبيت لأقواله ولكل الكلام الإيراني الذي قيل من هذا القبيل.
لا نقول إن هنالك منتصرا ومهزوما في العلاقات الإيرانية الأميركية .. هنالك منتصران أميركي وإيراني الأول أخرج نفسه من ورطة كادت لو وقعت لوضعت الولايات المتحدة أمام محكها التاريخي في المنطقة، والثاني أنه تم الاعتراف له بالحقيقة التاريخية التي رفعها حول نوويته.
أما السؤال الذي لم يطرح بعد، فهل تقبل إسرائيل هذا التطور أم تندفع في ظروف الغزل الإيراني الأميركي إلى إعادة توريط أميركا بتوجيه ضربة مفاجئة لإيران، اما ان إسرائيل اعترفت اخيرا بنجاح المشروع الإيراني الذي أثبتت جذوره في المنطقة أنه الأقوى بين كل المشاريع.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2165976

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165976 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010