الأربعاء 25 أيلول (سبتمبر) 2013

رسائل إرهابية إلى الغرب الامبريالي

الأربعاء 25 أيلول (سبتمبر) 2013 par خميس بن حبيب التوبي

ليس مبالغة القول إن الغرب الامبريالي بقواه الاستعمارية القديمة والجديدة، قد أدخل العالم بصفة عامة والمنطقة بصفة خاصة مرحلة الخطر الداهم والدائم، بتحالفاته مع الإرهاب وقواه وأدواته والتي كشف عنها حاليًّا، أو بالأحرى التي فضحها صمود سوريا وبسالة جيشها العربي.
لقد حاول الغرب الامبريالي الاستعماري طوال الفترة الماضية إخفاء هذه التحالفات بحربه المزعومة على تنظيم القاعدة الإرهابي وتجفيف منابع الإرهاب، حيث كانت المقتضيات في تلك الفترة لا تسمح بالكشف عن هذه العلاقة، مستغلًّا حالة التخفي في تمرير مشاريع تدميرية وأهداف استراتيجية كبيرة، لعل أبرزها احتلال كل من أفغانستان والعراق وقتل وتشريد الملايين من خيرة أبنائهما وشبابهما، وشل قدراتهما الذاتية وتحويلهما إلى التقاعد المبكر بعد تمكنه من إيقاف دورة الحياة فيهما بتقطيع شرايينهما وقتل أعصابهما، معطِّلًا دورهما خاصة الدور العراقي، وكذلك تمكنه بهذا التخفي من قطع جميع خطوط الإمداد اللازمة وكافة أشكال الدعم لحركات المقاومة وتحديدًا فصائل المقاومة الفلسطينية التي حظيت بتعاطف ودعم غير مسبوقين، بعد أن أصبحت مجبرة على خوض انتفاضة ثانية في مواجهة الجبروت الصهيوني وجرائم الحرب التي يرتكبها كيان الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ولأجل منع تدنيس الأقصى الشريف أولى القبلتين. وفي هذه اللحظة الزمنية الفاصلة بين الحق والباطل، جاء دور تنظيم القاعدة الإرهابي الصنيعة والعلامة الأميركية وتحديدًا في الحادي عشر من سبتمبر 2001 ليقدم الخدمة الكبرى والمبرر الأكبر لصانعه إيذانًا بإيقاف ما كان سيمثل خطرًا داهمًا على أمن كيان الاحتلال الصهيوني وبقائه، وإيذانًا ببدء الغزوات الكبرى وحياكة المؤامرات ضد المنطقة وإعادة تفصيلها وخريطتها وكتابة إسلام جديد يناسب المعسكر الصهيو ـ غربي تطبيقًا لمخطط المفكر الصهيوني الخبيث برنارد لويس المتخصص في “تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب”، والذي ينص صراحة على بذر الفتن الطائفية والمذهبية وتأجيج حالة العداء بين أتباع المذاهب الإسلامة، وتفتيت الدول العربية وتحويلها إلى كيانات طائفية متناثرة متناحرة.
واليوم وبعد تفجر الفوضى والاضطرابات في دول عربية والتي أطلق عليها زورًا “الربيع العربي”، تبدلت المقتضيات وتغيرت المعطيات والظروف، وبرز ذلك من خلال استجداء قادة الفوضى للغرب الامبريالي من أجل التدخل العسكري المباشر أو المساعدة في تعظيم الفوضى بإرسال السلاح بمختلف أنواعه الفتاك وغير الفتاك، ما سمح للغرب الامبريالي المتحالف مع الإرهاب بالتخلي عن التخفي والخروج إلى دائرة العلن، وتشجيع صنيعته تنظيم القاعدة الإرهابي ومشتقاته على المضي في تنفيذ مخطط برنارد لويس تحت ستار دعم “الثورات” و“نصرة” الشعوب “المنتفضة” لتحقيق مطالبها بالديمقراطية والعدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان.
غير أن هذا التحالف بين الغرب الامبريالي الاستعماري والإرهاب وأدواته، وكذلك مخطط لويس، اصطدما بعقبة كبيرة وصخرة صماء ألا وهي سوريا المقاومة والممانعة وحلفاؤها الصامدون الممانعون، فتحت ضربات الجيش العربي السوري، وحكمة التعامل لهذا المعسكر مع مؤامرة التفتيت والتدمير، أخذ تحالف الإرهاب يتقهقر ويتخلخل، وبدأت حلقات المؤامرة تتفكك الواحدة تلو الأخرى، لتكشف عن سفور سلوكي وعُرْي أخلاقي يحاول التستر بالدين والديمقراطية وغيرهما، فما بني على باطل فهو باطل، وأن ليس هناك جامع بين أطراف المؤامرة سوى الإرهاب واتخاذه سلاحًا في عملية التدمير.
وأمام هذا الواقع الذي فرضته سوريا شعبًا وجيشًا وحكومةً بإفشال التحالف بين الغرب بذيوله وعملائه مع الإرهاب، لم يعد بمقدور الغرب إلا أن يعيد قراءة سطور معاهدته مع الإرهاب عله يكتشف فداحة إقدامه على ذلك، وهو يرى تلك الرسائل الإرهابية في كل من:
أولًا: كينيا: حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم في مركز (ويست غيت) التجاري في نيروبي إلى 68 قتيلًا، وحسب ما يسمى “حركة شباب المجاهدين” فإن من بين المشاركين في هذا الهجوم الإرهابي ثلاثة أشخاص من الولايات المتحدة، واثنين من الصومال، وواحدًا من كندا، وآخر من فنلندا، وواحدًا من كينيا، وواحدًا من بريطانيا.
ثانيًا: واشنطن: حيث قتل اثنا عشر عاملًا مدنيًّا على يد مسلح في مبنى البحرية الأميركية، وغيرها من الحوادث الإرهابية السابقة.
إن هذه الرسائل الإرهابية مثلما تبعث إشارات تحذير شديدة الأهمية بأنها قابلة لأن تتطور وتتوزع على مساحات كبيرة في اتجاهات الأرض الأربعة، فإنها تؤكد الخطأ الكارثي بالتحالف مع الإرهاب الذي لا وطن ولا دين ولا صديق ولا حليف له. ومن يربي الأفاعي عليه أن يتحمل لسعاتها، والصراخ الذي بدأ تتعالى نبراته هنا وهناك ينبئ عن وجع قادم تتسبب فيه تلك الأفاعي، سيكون وجعًا قاسيًا وطويلًا، فكما تدين تدان. والفرصة لا تزال سانحة لتفادي الأسوأ القادم، والتخلي عن دعم الإرهاب وعصاباته وعن تجنيد المرتزقة لقتل الشعب السوري.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2165441

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165441 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010