الأربعاء 31 تموز (يوليو) 2013

ماذا ل “أم الدنيا”؟

الأربعاء 31 تموز (يوليو) 2013 par د. حياة الحويك عطية

مرة أخرى يعود السؤال: هل أريد للدول العربية أن تتحوّل إلى مصفاة للإرهابيين من كل أنحاء العالم، كي يرتاح هذا العالم وندمر نحن؟ السؤال ظل يتردد حول ما إذا كان هناك ثمة تحالف بين هؤلاء وبين الإخوان المسلمين الذين يرتدون عباءة تعتبر وسطية بالنسبة إلى التكفيريين، كما أن “الإخوان” بنوا تاريخهم السياسي على أنهم ضد العنف ومن دعاة التغيير الإسلامي بالسبل السلمية . السؤال يبرز اليوم في مصر، وبشكل خاص في سيناء، فمن أين تجمّع كل هؤلاء الآلاف في سيناء؟ ومن الذي أدخلهم؟ من الذي سلّحهم ودّربهم ونظّمهم؟ الجواب يتجه طبعاً إلى حكم محمد مرسي أو بالأحرى خيرت الشاطر ومحمد بديع، ولكن هل كان الغرب بكل وسائل رصده واستخباراته وبعلاقته الخاصة مع حكم “الإخوان”، بغافل عن تحرك بهذا الحجم؟ وهل يأتي القضاء عليهم خارج شروط الاعتراف بالحكم الانتقالي؟

اليوم مصر؟ ماذا لمصر؟ أم الدنيا وسند العرب والأفارقة، هل سيكون لثورتها أن تنشغل بتنظيف سيناء والعريش من الذين نموا فيهما والذين تسلّلوا إليهما؟ تنظيف إن هو في أحد وجوهه إلا إرساء لكامب ديفيد وضمان لحدود “إسرائيل” مع مصر بما يجعل منه ثمناً للموافقة “الإسرائيلية” ومن ثم الدولية على التخلص من حكم الإخوان . وبعدها: إما المصالحة التي تحل مشكلة الغرب الأمريكي والأوروبي مع حليفيه، وإما الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر .

الخياران طرحا إخوانياً مرتين خلال الأسابيع الماضية: المرة الأولى في مؤتمر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في اسطمبول، والثاني في لقاء وزير خارجية تركيا بوزير خارجية إيران .

في الأول قدّم “المركز الدولي للدراسات والتدريب”، وهو الذراع التخطيطية للتنظيم الدولي للإخوان ورقة درست أسباب فشل حكم مرسي وخلصت إلى أمرين: الأول أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة التي خذلت التنظيم، وعليه فمن الأفضل التركيز على العلاقات مع تركيا وربما أوروبا، والاستعانة ببعض الدعاة من دول الخليج . والثاني هو طرح عدد من السيناريوات والمقترحات للتعامل مع الموقف المصري، بينها “الراية البيضاء أي التسليم بالأمر الواقع بلا قيد أو شرط وقبول خريطة الطريق التي أعلنها الجيش”، وسيناريو تفعيل المادة 150 من الدستور وطلب الاستفتاء على بقاء مرسي، وسيناريو “الصمود والدفاع عن الشرعية بالنفس الطويل ورفض المساس بشرعية الرئيس المنتخب مهما بلغت الضغوط والعمل على إحداث صدع في الجيش”، وهو الذي ترجحه الورقة . وهناك سيناريو آخر يقضي “باللجوء إلى عسكرة الصراع”، وهو ما وصفته الورقة بالخيار الكارثي، حيث إنه سيقود إلى تدمير البلاد على غرار ما يحدث في سوريا .

اللقاء التركي الإيراني جاء ليفعّل خيار انخراط الإخوان في الحياة السياسية في مصر وخفض سقف مطالبهم كي لا يخسروا كل شيء، وهو ما اتفق على أن تضغط أنقرة باتجاهه . دور تجد فيه حكومة أردوغان مجالاً لاستعادة دور ما، بعد أن أخرجتها السعودية مع قطر من المعادلة السورية .

من هنا يمكن أن نقرأ تزامن العملية العسكرية في سيناء مع تسريب معلومات عن قبول الإخوان بالتفاوض مع الحكومة الانتقالية والجيش نوعاً من عملية تصفية للمتطرفين وصولاً إلى حصول تفاهم مع السياسيين . كما يمكننا أن نفهم لماذا أراد الإخوان منح هذه الهدية لأشتون لا للمبعوث الأمريكي من دون أن يعني ذلك عدم وجود مؤيدين للخيارات الأخرى التي طرحت في ورقة التنظيم الدولي .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 58 / 2178565

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2178565 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40