الثلاثاء 30 تموز (يوليو) 2013

لماذا الذهاب بعيدا في المستحيل ..

الثلاثاء 30 تموز (يوليو) 2013 par عبدالشافي صيام العسقلاني

جيلي ولد قبل ثورة مصر الحديثة (1952) بعقدٍ ونصف من الزمن ، وما زلنا والحمد لله أحياء وقد عشنا الحقبة الناصرية بكل ما لها وما عليها ، وَسَنُغَلّبُ ما لها على ما عليها لأننا لا نخذل الحقيقة ، وإلى جانب هذه المِسَلّةَ الوطنية التي تمثلها ثورة جمال عبد الناصر الذي أحَبّهُ جيلنا ولن ننكر ذلك اليوم ، بعد نضج وعينا وإدراكنا لمسارب السياسة ومسالكها أننا لم نكن مخطئين .
الحقيقة التي تصرخ في كل حواس سمعنا وإدراكنا أن ضياع فلسطين كان مؤامرة عربية وتخاذلا عربيا ، ولو كان هناك باحث أو دارس أو منصف في علم نشأة المدن لقال بأن معظم العواصم العربية قد نمت على مزابل المخيمات الفلسطينية ، ليأتي أبناء مجهولي الآباء في عواصم الزنا ويسيئوا للفلسطينيين بشكل عام . ونحن لا ندافع عن بعض الحثالات المدسوسة على شعبنا والمعبئين في قوالب تنظيمية .
ما يزيد على ستين عاما وفلسطين مغتصبة وشعبها مشرد ، والعصابات الصهيونية ما كان لها أن تبقى على أي شبر من الأرض الفلسطينية لو كانت هناك دولة عربية واحدة غير عميلة وغير متآمرة على فلسطين .. من الجمهرات الغفيرة إلى المملكات الوثيرة إلى المَأْمَراتْ الصغيرة إلى السلطانيات النفيرة إلى البسطات السياسية ، حتى السلطة التي صنعوها لفلسطين طلعت أزفت من الكل .
لماذا نخضع دائما لمقولات كاذبة ومنافقة ورخيصة ، بأن مصر دولة كبرى .. وأن مصر أم الدنيا ؟
لن نُسَفّهَ السفهاء ، ونقول بما يقولون .. صَحيحٌ بأن مصر هي أم الدنيا وأبو الدنيا ، وجد الدنيا ، وخالة الدنيا تفيدة ، وهي على “عيننا وعلى رأسنا” . لكن يا “نشاما” فلسطين ما زالت محتلة ، وقطاع غزة يعاني ومضروب حوله حصار في كل شيئ بتعاون مصري صهيوني وتواطؤ من عباس شخصيا ، الذي يُردّدُ دائماً .. سلاح واحد ، ومعبر واحد ، ومبعــــــرْ واحد .
فهل مصر العظيمة والدولة القائدة والمطلوب منا “تمصيرها” كلما هزّ الكلب ذيله قد حرّرت فلسطين ؟
الجواب لا ..
وإذاً لماذا أكل “الخرى السياسي” ..!!
ولماذا تخرج علينا من وقت لآخر تلك الكلاب التي لا تشبع “مُعاشَرةً” تتهم الفلسطينيين وتُحَرّضُ عليهم ، وحتى يصحو سكارى المجاري وسكارى شارع الهرم ، والمربوطة نُطَفُ وجودهم بعواصمِ الهتك والنفط نقول لهم ..
عندما أعاد العرب علاقاتهم مع نظام الخائن المخلوع حسني مبارك بعد زيارة المجحوم السادات للكيان الصهيوني وطرد مصر من الجامعة العربية ، تهافت حكام “أبو عَرَبْ” أو “اليعربـــــان” كل بقدره أو قلة قدره على مصر ، وكان كل واحد منهم عندما يُقَدّمُ نفسه للمعلم حسني يقول له : نحمد الله أننا لم تنقطع علاقاتنا بكم طوال الفترة السابقة .
فلماذا أنتم هنا إذاً في هذه المراسم الرسمية وغير الإعتيادية ؟
ولماذا هذه الزغاريد والتلويح بالأعلام ؟
اللهم إلا إذا كانت العلاقات العربية ـ العربية كعلاقات الزني الكل يُنكره لكنه يُمارسه .!!!
كما قلنا عندما أعاد العرب علاقاتهم بمصر ، وأثناء استقبال الطريح حسني لسمو أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني . قدم مسئول التشريفات ممثل فلسطين وقتها في القاهرة الأخ سعيد كمال ( ملاحظة : الأخ سعيد كمال بقي في مصر بعد زيارة العميل السادات للقدس ومقاطعة مصر لأنه عديل وزير الدفاع المصري فاضطر السادات على إبقائه ، حتى لا يظن البعض سوءاً بالرجل ) عندما قدم المسئول المصري ممثل المنظمة للضيف الكريم تدخل الطريح حسني معلقا بقرفٍ وتأفّفٍ امتا نفتك من قرفكم ..!! والمقصود بكلام الطريح حسني ظنه أن هذا الكلام يرضي سمو الأمير الذي كان موقفه صادقا مع فلسطين .
بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تغير الموقف الرسمي الذي كان يؤثر على الموقف الشعبي تجاه الفلسطينيين ، وتحولت مصر وكأنها ليست تلك مصر الأولى التي يحبها الفلسطينيون والتي تربطها بفلسطين علاقات الدم وعلاقات الجوار ، ولعلي أذكر الكثيرين ممن مسخهم الله بجعل عقولهم في أقدامهم بابتعادهم عن الإيمان وعن العقيدة عندما أرادت الإدارة المصرية نقل رفات جنودها المدفونين في أرض فلسطين بقطاع غزة والذين استشهدوا على أرض فلسطين ، قال أحد شعراء فلسطين في ذلك الوقت هو الأستاذ أحمد فرح عقيلان ( من قيادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة ) قصيدة مشهورة له طالب فيها بإبقاء رفاة هؤلاء الشهداء الأبرار في تراب فلسطين الطاهر وفي الأرض المباركة ، وجرح الفلسطينيين ما زال ينزف بعد النكبة وبعد الهزيمة العربية .
يقول في القصيدة على ما أذكر .
يقول لنا الشهيد دعوا حطــــــامي فما في الدين مصري وشــــامي
أما ترى دولا ســبعا عمالقــــــــة تكشفت في غبارالحـرب عن قزم
الدول العملاقة القزمة كانت جزءا من الهزيمة عام 48 وهاهي تكمل مؤامرة التآمر .
لا أحد ينازعنا حبنا لأهلنا وإخواننا العرب ، ولا أحد يؤثر على قناعتنا بأننا ركيزة هذه الأمة وأننا المحور الثابت فيها ، وأننا الأقدر على قول كلمتنا في لحظة الحسم وفي لحظة الموقف .
ما يجري في مصر مرتبط بما يرسم لفلسطين وللأمة العربية بعد ثورة التحول العربية التي دخلت عليها قوى عميلة وقوى مشبوهة مدفوعة من الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية لتعيد الوطن العربي إلى حظيرة الخنا والخيانة والتبعية والفساد .
ألا يوجد شخص عاقل واحد في تلك الملايين الذين ادعوا باطلا أنهم خرجوا من أجل إسقاط الرئيس العربي الشرعي الوحيد المنتخب ديمقراطيا والذي يمكن عزله ديمقراطيا نقول ألا يوجد شخص عاقل واحد بين هؤلاء يسأل أين مليارات النهب التي رددتها نفس الحناجر “النابحة” التي خرجت يوم 30 يونيه . إننا نشك أن يكون بين هؤلاء واحد من أولائك الرجال الأحرار .
في مسار الشعوب ..
الانتكاسات واردة ، ورعشات أهل الخنى والسوء واردة .
لكن صحوة الشعوب هي القاعدة الصلبة التي لا تتأثر بنزوة ضابط سينام على عود ، أو شبقِ منفوخٍ نفطي معتوه .
فالشعوب الحية هي من يضع نقاط الحقيقة على كلمات الزنى ، وهي من يعلي كلمة الحق على أوهام الباطل .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 33 / 2177993

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2177993 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40